أكدت مصادر لبنانية واسعة الاطلاع ومواكبة للاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة ان حركة فراملها جمّدت لبعض الوقت الى حين معالجة اشكالات الحقائب. وفيما أشارت المصادر المواكبة لجهود تأليف الحكومة الى ان اهتمام الموفد السعودي من استكشاف سبل المساعدة على تذليل العقبات التي تؤخر إعلان أسماء أعضاء الحكومة الجديدة وفي الوقت نفسه سيتجنب الخوض في التفاصيل الحكومية لئلا يؤدي ذلك الى إغراقه في المطالب عند كل محطة خلاف بين الفرقاء الداخليين، خصوصاً ان هناك شروطاً لهذا الفريق أو ذاك.
ورأت المصادر المواكبة لاتصالات تشكيل الحكومة ان التناغم بين رئيس الجمهورية العماد عون و رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع سبب في عدم ارتياح الثنائي الشيعي اي حزب الله وحركة امل مما يدعو الى الخوف من هذا التحالف ان يكون له أبعاد خارجية، أم أنها محصورة من اجل اعادة الدور المسيحي على الساحة اللبنانية.
وتوقفت المصادر أمام مشكلة جديدة في توزيع الحقائب تضاف الى إصرار عون على تمسكه بمطالب حليفه الدكتور سمير جعجع في الحكومة وبالتالي ترى المصادر ان لا حل الا بتذليل العقبات امام تشكيل الحكومة الجديدة وذلك بازالة التخوفات امام الفريق الاخر بدل إغراق عملية تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة في مجموعة عقد وتفاصيل باتت تشكل شبكة متماسكة في حصارها لعملية الولادة الحكومية، وتشير المصادر بان هناك اوساط سياسية واسعة الاطلاع عادت الى اثارة تساؤلات جدية حول حقيقة المناخ الخارجي المتصل بهذه العملية وما اذا كان مسلسل التعقيدات يتجاوز بعده المحلي الى نطاق اوسع.
وتوضح المصادر المطلعة ان ثمة معلومات كانت تتردد في الكواليس السياسية عن ان الحكومة لن ترى النور قبل زيارة تقوم بها شخصية سعودية على مستوى رفيع ليتشكل حاضنة للتوصل الى الصيغة الحكومية. لكن عادت التعقيدات الداخلية بزخم استثنائي وأفضت الآن الى حال مراوحة وتعثر شديدين مما يثير الكثير من الشك في صحة القول ان الحاضنة السعودية شقت الطريق الى الولادة الحكومية. وعاد بعض المطلعين يرددون ان هذه الولادة لن تصبح امراً واقعاً . لتتساءل المصادر فهل ثمة قطب خفية لم تكتمل ترتيباتها بعد على هذا المسار؟ واذا لم يكن الامر على هذا النحو فلماذا تظهر عملية تأليف الحكومة كأنها موضوعة في «الثلاجة» بانتظار حل اقليمي او على «لائحة الانتظار» اكثر مما تشكل اولوية ملحة وداهمة؟
ولعل ما يدفع الى طرح هذه الشكوك كما تقول المصادر , ان الاجواء الخلفية لبعض الاطراف وخصوصا الثنائي الشيعي تعكس عدم استعجال فعلي لتشكيل الحكومة ولو كانت المواقف المعلنة خلاف ذلك. وفي الوقت نفسه ليس هناك الحد الادنى من المرونة حيال العقد القائمة لتسهيل تسريع الولادة. وهو الامر الذي بات يشكل الاطار غير المعترف به من احد، ولكن في الوقت نفسه ليس ثمة ما يوحي ان اي تطور ايجابي يبدو مرتقباً في وقت وشيك. وتأمل المصادر في نهاية حديثها الى التعالي عن المصالح الخاصة والتضحية لمصلحة الوطن والمواطن والتوصل الى تشكيل الحكومة.