Site icon IMLebanon

مَنْ يحكم لبنان وأين مصلحة الموارنة في تعطيل انتخاب رئيس؟

 

من يحكم لبنان اليوم؟ رئيس الجمهورية بالتأكيد. ولكن عندما لا يكون هناك رئيس جمهورية منتخب، ويكون موقع الرئاسة شاغراً، مَنْ يحكم البلد إذ ذاك؟

وبمعنى أدق… الحاكم اليوم هو رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والأهم من ذلك رئيس المجلس الذي بيده مفاتيح المجلس الذي ينتخب رئيساً للبلاد.

أما لماذا هذه المقدمة؟ فبكل صراحة وبساطة، لأنّ الشغور في موقع رئاسة الجمهورية ينعكس ضرره أولاً على شركائه في الوطن، وأعني بهم الطائفة المارونية بالذات.. ولذلك أتساءل: طالما ان الضرر الاول ينعكس على الموارنة، فكيف يقبل اخواننا الموارنة بهذا الوضع غير السليم؟

والأنكى من ذلك، انها ليست المرّة الأولى التي يكون هذا المنصب شاغراً، بل هذه المرّة الثالثة… الأولى أيام انتهاء عهد الرئيس اميل لحود وعهده المشؤوم الذي شهد عملية اغتيال شهيد لبنان الرئيس رفيق الحريري. والمرة الثانية كانت عند انتهاء عهد ميشال سليمان حيث بقيت البلاد لمدة سنتين ونصف السنة من دون رئيس للجمهورية… حتى ذهب د. سمير جعجع الذي ظل يرفض ترشيح ميشال عون طيلة هذه المدّة، وأبرم مع عون “اتفاق معراب” الذي نصّ على بنود ثلاثة:

أولاً: انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية.

ثانياً: مناصفة في عدد النواب المسيحيين بين “القوات” والتيار الوطني الحر.

ثالثاً: مناصفة في عدد الوزراء بين “القوات” والتيار العوني.

والجميل في هذا الاتفاق ان سمير جعجع انتخب ميشال عون رئيساً فشمع الخيط على البندين الآخرين.

اليوم هناك مرشح جدّي للرئاسة اسمه سليمان فرنجية… وهو مرشح من قِبَل “الثنائي الشيعي”، أي ان الطائفة الشيعية الكريمة معه… كذلك، فإنّ المكوّن الدرزي يؤيده أيضاً، وأغلبية أهل السنّة معه ثالثاً..

اما المسيحيون فهم منقسمون بين: القوات والتيار، بينما يؤيد الوزير فرنجية عدد مهم من المسيحيين رابعاً…

وبالعودة الى احتمال انتخاب الوزير سليمان فرنجية رئيساً… فماذا سيحصل بعد انتخابه؟

أولاً: الوزير فرنجية صديق وحليف المكوّن الشيعي الذي هو بالفعل الحاكم الحقيقي للبلد خاصة في وجود السلاح…

ثانياً: الوزير فرنجية هو صديق الرئيس السوري بشار الأسد شئنا أم لم نشأ، ولا نستطيع أن نلغي أهمية بلد مثل سوريا بالنسبة لتأثيرها على لبنان.

ثالثاً: الطائفة المسيحية الكريمة هي الشريك الأول للمسلمين، وهي تعيش في فراغ وتبدو مهمّشة… والمصيبة انها هي التي تهمّش نفسها… والأنكى أن موقع حاكم مصرف لبنان الذي هو من حق الطائفة المارونية المسيحية يشغله بعد انتهاء عهد الحاكم السابق رياض سلامة، نائب الحاكم الاستاذ وسيم منصوري المسلم، كحاكم للمصرف بالإنابة.

رابعاً: أقولها بصراحة اليوم، المرشح الوحيد الذي يمكن أن تتوفر فيه كل الصفات المطلوبة من تأييد لـ”الثنائي الشيعي” وللدولة السورية هو سليمان فرنجية، لأنّ صفاته غير متوفرة في أي شخصية أخرى. طبعاً أنا هنا لا أسقط من حسابي وجود مرشح جدّي ومهم جداً وهو قائد الجيش الذي يتمتع بكل المواصفات المطلوبة للرئاسة.

من هنا، أقول للدكتور سمير جعجع: إنّ ما تفعله هو فقط تعطيل لموقع رئاسة الجمهورية، والأنكى انك تحرم شركاء الوطن المسيحيين من الحكم وتعطيها للطائفة الاسلامية الكريمة.

فلو فكر د. جعجع بمصلحة أهله في الوطن فإنه سيجد نفسه سائراً في الطريق الخطأ.

كلا ومليون كلا يا دكتور جعجع، فإنك عاجز عن ايصال أي مرشح إلاّ بالاتفاق مع الثنائي الشيعي و”نقطة على السطر”.

يا دكتور… “الثنائي” اليوم يخوض أكبر معركة في التاريخ.. يقود معركة يتقرر فيها إقامة دولة فلسطين، لأنّ هذا الشعب، وأعني هنا الشعب الفلسطيني، يطالب منذ 75 سنة بإقامة دولة فلسطينية حرة مستقلة في أرض فلسطين، وتكون عاصمتها القدس الشريف.

لو افترضنا ان الدكتور جعجع رشح أي اسم للرئاسة، فعلى أي أساس ومن معه؟

أولاً: الطائفة الشيعية ستقاطع.

ثانياً: الطائفة الدرزية ضد هذا التوجه.

ثالثاً: أهل السنّة منقسمون والقليل منهم مع جعجع، لأنّ تاريخه لا ينساه أهل السنّة وأقله اغتيال الرئيس رشيد كرامي.

رابعاً: تبقى الكتلة المسيحية المنقسمة على ثلاثة بينه وبين التيار وبين “المردة”.

نصيحة لك: اذهب واتفق مع سليمان فرنجية إذا كنت تريد مصلحة لبنان ومصلحة المسيحيين.