IMLebanon

مسؤولية المسيحيين

 

 

كان في ودّنا أن ندعو الى مجمع مسيحي يُعقد في الصرح البطريركي، برئاسة غبطة الكاردينال البطريرك بشارة الراعي، يبقى منعقداً الى أن يصدر الدخان الأبيض بإعلان التوصل الى اتفاق شامل على القضايا الرئيسة التي هي، بالتأكيد مصيرية وجودية بالنسبة الى المسيحيين في لبنان، وليس بالنسبة الى الموارنة وحدهم… إلّا أننا تحفّظنا عن ذلك كون القيادات المسيحية الكبرى، يتقدمها البطريرك نفسه، سبق أن تقاطعت على مرشح رئاسي بالرغم ممّا بينها من اختلافات… إلّا أن الآخرين، (وفي طليعتهم الثنائي الشيعي)، رفضوا مضمون ذلك التوافق.

 

ومع ذلك نرى أن توحيد الكلمة المسيحية في هذه المرحلة الحرجة، بالغة الدقة والخطورة هو أكثر من واجب، تمهيداً لرؤية وطنية شاملة الأطياف كلها. وهنا تكمن مسؤولية تلك القيادات على الصعيد المسيحي وأيضا الصعيد الوطني عموماً.

 

واذا كانت أطيافٌ لبنانية فاعلة لم تلاقِ المسيحيين في منتصف الطريق الرئاسي، فليس ما يمنع أن يتفقوا على سائر القضايا إن بالنسبة الى قيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان أو سواها من المسائل الأساسية ذات الطابع الجدّي، وفي طليعتها المسألة الكبرى المتمثلة في الستراتيجية الدفاعية، التي لن تقوم للبنان قائمة من دون الاتفاق عليها. وأيضاً قضية دور لبنان في محيطه والعالم انطلاقاً من أن إسرائيل هي العدو، ولكنّ للبنان دوراً يجب استعادته كبلد يحمل رسالة سلامٍ بين الشرق والغرب، ومن باب أولى بين الدول العربية ذاتها.

 

وليأذن لنا القياديون المسيحيون أن ندعوهم الى التوقف عن الاعتداد السخيف بالنفس والانتفاخ الكاذب بأن الخلافات الحادّة في ما بينهم هي دليل عافية وتأكيد على ديموقراطية يفتقدها الآخرون. فهذا كلام لم ينطلِ علينا، لا سيما أن الاختلافات تركت جروحاً يصعب أن تندمل في الجسم المسيحي بما زرعت في المجتمع من أحقاد وضغائن وبغضاء وتراثٍ موجع من الأكاذيب والنفاق والتذاكي. ولا نريد، ها هنا، أن نضرب أمثالاً على ذلك فهي أكثر من أن تُحصى وتُعَدّ، والكل يعرفها، وأكثر مَن يُدركها هم أبطالُها أنفسُهم.

 

وفي تقديرنا والاقتناع أنه آن الأوان كي يتخلى القادة المسيحيون عن أنانياتهم وصغائرهم… اذا كان لا يزال لدى بعضهم ذرّة من اتقاء الله بالمسيحيين وبلبنان كلّه.