IMLebanon

مصدر كنسي لـ “الديار”: تركة التباين ثقيلة بين القيادات المسيحيّة ولطالما جهدنا لجمعهم… ولكن! 

 

 

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب برز خطاب رئيس”التيار الوطني الحر” جبران باسيل، خلال العشاء السنوي التمويلي لـ “التيار” منذ ثلاثة ايام، اذ تطرّق الى العديد من المسائل السياسية، من العلاقة مع حزب الله الى الحرب في الجنوب وغزة وتداعياتها على لبنان، والملف الرئاسي والعلاقات المسيحية. لكن دعوته لبكركي الى عقد لقاء مسيحي على ارضها لافتة جداً، في توقيت دقيق وحساس يتطلّب جمعهم، وضرورة التوافق والتقارب في المواقف. وهذه ليست المرة الاولى التي يدعو فيها النائب باسيل الى مثل هذا اللقاء، فقد سبق ودعا من الديمان ولم تنتج حينئذ اي خاتمة سعيدة. ومساء يوم الجمعة الماضي، كرّر تلك الدعوة “لرفع الصوت ومواجهة عملية الاقصاء المتعمّد، الذي يتعرّض له المكوّن المسيحي” كما قال رئيس “التيار”، “بدءاً من رئاسة الجمهورية حتى أصغر خفير جمركي في الدولة”، وأضاف: “لا يجوز ان تعتذر بكركي بحجة أن أحدهم يرفض تلبية دعوتها، فمسؤوليّتها ان توجه الدعوة، ومن لا يلبي يتحمل مسؤولية غيابه والاقصاء أمام التاريخ والناس، وعندئذ تنكشف كذبة الحجّة وكذبة الشعار”.

 

هذا الكلام فاجأ البعض، لانّ باسيل لم ينبش القبور والماضي الاليم مع “القوات اللبنانية”، ولم يقم ببعض” اللطشات” لتيار “المردة” ورئيسه، الامر الذي أظهره ديبلوماسياً منفتحاً على غير عادة، بحسب ما رأت مصادر مقربة من “القوات اللبنانية”، معتبرة أن باسيل أراد الظهور وكأنه الهادف الى جمع القيادات المسيحية تحت قبة بكركي، بهدف التفاهم على كل الملفات العالقة والقضايا التي تهم المسيحيين في الدرجة الاولى، وبالتالي إظهار المعرقلين ممَن سيرفضون هذه الدعوة، وإبعاد صفة المعرقل عنه بحسب اتهامات خصومه، لكن هذه الصورة لم تعد تخدع أحدا، لانه يعرف سلفاً انها ستُرفض، ومع ذلك يكرّرها انطلاقاً من تحسين صورته السياسية امام الجميع، فيما النتيجة معروفة، اذ سيتعذّر حصول الاجتماع بسبب رفض “القوات ” المشاركة فيه، لانّ رئيسها لا يثق برئيس “التيار”.

 

الى ذلك، اشارت المصادر المذكورة الى انّ النائب باسيل اراد أن يفكّ عزلته من خلال بكركي، التي تبدو مهمتها صعبة جداً لا بل شاقة، لانها سبق ان قامت بالمهمة مراراً ولم تلق التجاوب المطلوب، اذ لم نشعر في اي مرة وجود تقارب حقيقي، خصوصاً بعد سقوط ” تفاهم معراب” بين الثنائي المسيحي ولا اي ترابط او وحدة، اقله في المواقف المصيرية، لان الماضي بينهما بقي مترسّخاً، فلا وضوح في الرؤية، ولا تعاون ولا تحالف، بل خلافات وتناحرات تحت عنوان “مَن سيتزعّم الشارع المسيحي”؟ ولمَن ستكون الكلمة الفصل، ومن هو صاحب الشعبية الاولى في المناطق التي يغلب عليها الطابع المسيحي؟

 

ولفتت المصادر الى انّ جواب “القوات” معروف فهي ليست مستعدة لتكرار الغلط ، اما النائب السابق والمرشح الى الرئاسة سليمان فرنجية، وبحسب أوساطه فهو مستعد لتلبية دعوة بكركي في حال حصلت.

 

وعلى خط الصرح البطريركي، ووفق مصدر كنسي اشار لـ “الديار” الى انّ البطريرك الراعي حمل تركة ثقيلة في هذا الاطار، من البطريرك الراحل نصرالله صفير، ولطالما تمنينا حصول هذا التقارب وبشكل نهائي، بهدف خفض نسبة التوتر السياسي القائم على الساحة المسيحية ، ولإعطاء هذه الساحة بعض التنفس بعد طول اختناق جراء السجالات بين زعمائها. إنطلاقاً من الدور الوطني الجامع الذي لطالما تميزت به البطريركية المارونية تاريخياً، وحرصاً على وحدة الصفّ المسيحي، وإيماناً منها بأن الاختلاف لا يعني الخلاف.

 

ونقل المصدر الكنسي عن سيّد بكركي، تشديده الدائم على ضرورة حصول هذا الجمع المسيحي، “وعلى ان نكون يداً واحداً كلبنانيين وكمسيحيين لان دورنا كبير وأساسي، كما ان انقسامنا أضعف لبنان، لذا نشعر بوجود خطر على هوية البلد، ما يستدعي اتخاذ خطوات حاسمة تبعد الكأس المر عن لبنان”.

 

وفضّل عدم الغوص بالكلام عن الدعوة، تاركاً الموقف النهائي للبطريرك الراعي، مع الإشارة الى انه لم يتوقف مرّة عن دعوتهم للاجتماع في بكركي ولكن…، فبدا المصدر الكنسي ممتعضاً من خلال طريقة جوابه، فذكّر بالمحاولات العديدة التي جرت، وأحدثت خرقاً لافتاً كالمصالحة الشهيرة بين الدكتور سمير جعجع والنائب السابق سليمان فرنجية في تشرين الثاني 2018، وإن بقيت يتيمة ولم يتبعها اي لقاء اخر، ليختم بالقول: “اليأس غير موجود، وسيّد بكركي مستمر في مواجهة التحديات الكبرى في سبيل وحدة الموقف المسيحي، وهو مدرك تماماً لحجم التحديات الموجودة والمرتقبة، لافتاً الى انّ نفس البطريرك الراعي طويل ولا ينسحب من اي مهمة صعبة، لذا نأمل من الجميع ملاقاة صرخاته المحقة”.