IMLebanon

اجتماع بكركي المسيحي… “تحصيل حاصل” 

 

 

كما في سوريا وتركيا، كذلك في لبنان، وان اختلفت الاسباب، سباق مع الوقت لانجاز المهمات، هناك في انقاذ الضحايا العالقين تحت ركام الزلزال، وهنا لاعادة الانتظام الى المؤسسات الدستورية تمهيدا للانطلاق في ورشة الاصلاح والنهوض على كافة المستويات، في وقت يسود الغموض نتائج اجتماع باريس، الذي حرك المياه السياسية اللبنانية الراكدة، وفق حركة اتصالات لافتة، محورها عين التينة وبكركي.

 

فعشية الاحتفال بعيد مار مارون في غياب الحضور الرسمي، اذ لم توجه دعوات الى اي من المسؤولين في الدولة، تواصل بكركي نشاطها في اتجاه ارساء حل يكفل انهاء الشغور الرئاسي، حيث علم انه تم تكليف احد المطارنة اجراء اتصالات مع قيادات الصف الاول المسيحيين، لبحث امكانية عقد قمة رباعية تستبق الاجتماع النيابي المسيحي الموسع، حيث تميل البوصلة الى اعتماد الخيار الثاني دون ان تحسم الصيغة بعد، وان كان الموضوع قد وضع على نار حامية .

 

حتى الساعة ووفقا للاتصالات والمشاورات التي اجراها سيد بكركي، توحي الاجواء بالايجابية، وفقا لمصادر مقربة من الصرح البطريركي، التي اشارت الى ان البطريرك لم يسمع من اي من الجهات التي تواصل معها رفضا للحوار او اللقاء، بل على العكس ثمة طروحات من اكثر من جهة او آلية للقاء، قابلة كلها للنقاش، على ان يكون القرار النهائي للجنة خاصة جرى تكليفها درس الآليات وجدول الاعمال مؤلفة من فريق عمل البطريرك والمطارنة.

 

وتتابع المصادر بان الصرح لمس خلال الايام القليلة الماضية وجود نيات لدى بعض الاطراف هدفها ضرب هذا الاجتماع ونسف عقده خوفا مما قد يصدر عنه، لذلك الحملة التي نراها وتستهدف التيار الوطني الحر، لجهة ضخ معلومات عن امكان تامين تكتل لبنان القوي الغطاء لجلسة تشريعية، ايا كانت القوانين المدرجة على جدول اعمالها، خصوصا ان تحرك بكركي الحواري يرتكز الى وحدة الصف المسيحي الذي انطلق من اتفاق الجميع على عدم تامين الميثاقية والغطاء لاي جلسات حكومية اونيابية قبل انتخاب رئيس للجمهورية، فالخوف هو في ان نجاح البعض في خرق هذا التوافق قد يؤدي الى نسف اللقاء المسيحي.

 

واشارت المصادر الى ان الهواجس التي عرضت امام البطريرك محقة وجدير اخذها باهتمام، كونها تنم عن رغبة في الخروج بنتيجة، ولعل ابرزها الخوف من افشال اللقاء بهدف تحميل الاطراف المسيحية مسؤولية الشغور القائم، وتحميلهم فيما بعد نتائج تعطيل الحياة الدستورية في البلد وشل مؤسسات الدولة.

 

وفي انتظار عودة موفد رئيس مجلس النواب من جولته الخليجية الاستطلاعية، تعتبر اوساط ساسية،ان جميع الاطراف المسيحية تستهيب الموقف، وهي باتت جاهزة للجلوس معا الى الطاولة بعدما ادلت كل منها بدلوها، وبعدما اقتربت الطروحات من بعضها، مشيرة الى ان ما رفضته القوات اللبنانية من عرض عام 2017 تقدم به ميرنا الشالوحي، تطالب به اليوم من خلال عرضها ان يصوت النواب المسيحيون المجتمعون في بكركي على اسم رئيس ومن ينل الاكثرية فمبروك عليه، وهو ما لا ترفضه البياضة، كونها صاحبة الطرح اساسا.

 

ورأت الاوساط ان ثمة وجهة نظر اخرى تطالب بان يتم الاتفاق على الخطوط العامة لجدول الاعمال الذي سيسلم مع الدعوات الى اللقاء، وهو ما يبدو ان بكركي تميل الى اعتماده، فيما تبقى مسالة عدد النواب الذين سيلبون الدعوة من اصل الـ 64 غير واضحة، ومرتبطة بحد كبير بمدى تاييد الجهات والكتل التي ينتمون اليها.

 

وختمت المصادر بان ايا من الاطراف المسيحية لا يضع شروطا للمشاركة، بقدر ما يسعى الى ربح الوقت لحشد اكبر عدد من النواب المشاركين في جبهته، آملة بان يستلقف المسيحيون الفرصة هذه المرة ويتخذون الخطوات اللازمة، قبل اخراجهم من المشهد نهائيا.