IMLebanon

رسائل مسيحية

خسرت «القوات اللبنانية» في جونية وربح «التيار الوطني الحر» بأصوات الكتائب وأصبحت مسألة أن التحالف القواتي العوني يمثل 86 %من المسيحيين مسألة ليس فيها نظر فحسب بل مسألة تحتاج لإعادة الحسابات على أرضية منطقية.

في جونية ورغم الفوز والخسارة يمكن القول إن التعادل كان سيد الموقف باعتبار أن فارق الأصوات بسيط وأظهرت هذه الانتخابات أن القوى الحزبية تتوزع وفق الترتيب الآتي: التيار الوطني الحر أولاً، «القوات اللبنانية» ثانياً و«الكتائب اللبنانية» ثالثاً. وفي منطق تفاهم معراب كان يجب على «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» خوض المنافسة الانتخابية سوياً ولكنهما انقسما في قلب عاصمة كسروان معقل الموارنة وهناك خسرت «القوات اللبنانية» وربح العماد عون بعدما حضر هو شخصياً لدعم لائحة جوان حبيش.

العماد عون لم يكتف بالدعم بل وجه اتهامات للائحة الأخرى وفيها «القوات» والفعاليات الكسروانية بقبض الاموال عن طريق أفريقيا ودفعها في انتخابات جونية. ولم يميّز العماد عون بين من هم على اللائحة المنافسة حتى أنه لم يحيد القوات عن هذا الموضوع. وقد علقت احدى الفعاليات الكسروانية على كلام العماد عون قائلة: إن كان يغمز من قناة السيد جلبير شاغوري فالعماد عون كان من أوائل من استعان بالشاغوري مالياً قبل فراق الرئاسة بينه وبين فرنجية.

حال «القوات اللبنانية» لم يكن أفضل في سن الفيل فقد أتى من أقنع القوات أن عليها أن تخوض المعركة ضد نبيل كحالة بالتحالف مع «التيار الوطني الحر» وهذا ما حصل من دون أن تأخذ القوات بعين الاعتبار عوامل أساسية ومنها: تاريخ نبيل كحالة في سن الفيل في زمن الحرب وزمن السلم،عدم رضى قاعدة «التيار الوطني الحر» في سن الفيل عن قرار قيادتها بمواجهة كحالة، ولذلك سقطت «القوات» في فخ التحالف مع قيادة التيار وليس مع قاعدته فخاضت الانتخابات بالتزام تام مع لائحة شاوول المنافسة وخسرت، بينما لم تكن خسارة التيار بحجم خسارة القوات إذ إن عشرة من أصل 18 في لائحة كحالة الفائزة يدورون في فلك التيار العوني.

وفي دير القمر ربحت «القوات» و«التيار الوطني الحر» المجلس البلدي وتوزعت المقاعد الـ18 بنسبة ثلثين لهذا التحالف اي 12 مقعداً والثلث لتحالف شمعون البستاني اي 6 مقاعد. وقد قال النائب جورج عدوان إن الذين خرقوا لائحة التحالف ليسوا من أنصار رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون بل من أنصار الوزير السابق ناجي البستاني. ولكن النائب عدوان وعلى الرغم من هذا الربح لحقت به خسارة شخصية إذ إن شقيقه لم يتمكن من الوصول إلى المجلس البلدي وهو المحسوب على «القوات اللبنانية» وكأن الناخبين في دير القمر ومن ضمنهم أنصار «التيار الوطني الحر» ربما أرادوا توجيه رسالة شخصية للنائب عدوان بأن خوض المعركة ضد آل شمعون له ثمن خاص جدا.

إن الانتخابات البلدية في هذه المناطق الثلاث وضعت الأحزاب على محك إعادة تكييف التحالفات وتمتينها، رغم أنها تحاول ألا تعطي هذا الطابع السياسي أهمية كبيرة، فتتحدث عن تداخل عائلي خلط الكثير من الأوراق، ما أدى لإفتراق الحلفاء في مناطق عدة حيث خسر البعض وربح البعض الآخر.