IMLebanon

الحريري لبري: لن اسمح ان يُقال ان ابن الرئيس الشهيد لم يُسمِّ مسيحيين!

 

وباسيل يردّ باجتماع «بلا اتفاق» في البياضة… الحكومة دونها عقبات!

الخيارات ضاقت والجميع «مزروك» بين السيىء والأسوأ

 

تماما كما كان متوقعا، عاد الرئيس المكلف ليل الاحد الى بيروت وعقد امس، لقاء في عين التينة ضمّه الى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كان ينتظر ان يسمع جوابا واضحا منه حول الحلول التي يقترحها في اطار مبادرته الحكومية التي عمل، ولا يزال على انجاحها، مدعوما من البطريرك بشارة الراعي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وبليونة من بعبدا، بعدما التمس ان فريق رئيس الجمهورية مستعد للتسهيل.

 

لقاء عين التيينة التي كانت تتوجه اليه الانظار الحكومية خرج ببيان رسمي صدر عن مقر الرئاسة الثانية وفيه حرفيا: ان اللقاء الذي استمر لساعتين من الوقت، عرض مسار تشكيل الحكومة والمراحل التي قطعتها وقد كانت الاجواء ايجابية.

 

وهنا الاساس في الكلمة الاخيرة اي «الاجواء الايجابية»، فعلى الورق حكي عن ايجابية، لكن الواقع شيء آخر، اذ تفيد المعلومات بان لقاء عين التينة كان ايجابيا في الشكل، لكنه لم يكن كذلك في المضمون، كاشفة ان الايجابية الوحيدة هي ان الحريري ثبّت صيغة الـ 24 المقترحة وأعطى موافقة نهائية عليها، الا ان ما لم يحصل الاتفاق عليه في لقاء عين التينة، تمثل بالعقدة الاساس: الوزيران المسيحيان فمن يسميهما.

 

وفي التفاصيل، تؤكد مصادر مطلعة على جو الحريري ان الاخير ما «سكرا» مع بري، انما قابله بايجابية، لكن ضمن الاطر الدستورية، وهو اكد له انه لا يستطيع ان يتخلى عن صلاحياته الدستورية بتسمية وزراء مسيحيين، وقال له: «حسان دياب سمّى وزراء مسيحيين، فانا لن اسمح لنفسي ان يقال ان ابن الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم يتمكن من تسمية مسيحيين»، مشيرا في هذا الاطار، الى ان الجميع اخذ حصته عبر 3 تمانات، فلم لا يحق له ان يأخذ الحصة التابعة له والتي من ضمنها المسيحي! مُلوّحا امام بري بأن الخيار البديل هو الاعتذار مع امكان ان يكون مصحوبا باستقالة من مجلس النواب، كما اكد ايضا الحريري لبري انه في حال تم ادخال الاحزاب الى تشكيلة الـ 24 فهو يعتذر عندئذ عن التأليف.

 

هنا تدخل بري وسأل الحريري: هل يخدمك الاعتذار سياسيا؟ وهل انت جاهز لانتخابات مبكرة؟ اذا لم تشكل حكومة فالتيار ذاهب للاستقالة، وانا عندئذ مضطر ان ادعو لانتخابات مبكرة، وفي هذا الامر لا مصلحة لك، فعندئذ اكد الحريري انه لا يتمنى ولا يريد الاعتذار وطلب منه اعطاءه مهلة 24 ساعة، لاعطاء جواب نهائي وحاسم، فاما يقدم على تقديم تشكيلة من 24 وزيرا لرئيس الجمهورية الاربعاء، واما تكون الامور ذاهبة باتجاه السلبية واذّاك لكل حادث حديث.

 

وعليه، فالاكيد، بحسب ما تكشف المصادر المطلعة على جو عين التينة، وما فُهم من لقاء بري – الحريري، ان الاخير لن يتنازل عن حقه في تسمية وزراء مسيحيين، وهنا تشير المصادر الى ان بري تفهّم هواجسه، وسعى لحل على قاعدة الا يكسره، وحكي عن مخرج يعمل عليه، وهو ان يجري توسيع مروحة الاسماء المقترحة، اي ان يشارك في اقتراحها مرجعيات كرئيس الجمهورية والبطريرك الراعي والرئيس المكلف، على ان يختار منها الحريري اسما ورئيس الجمهورية اسما آخر، كما طرح ان يقترح الحريري مروحة اسماء ويوسعها فيختار منها الرئيس عون، الا ان اي طرح لم يلق تجاوبا من الحريري الذي قدم طرحا آخر تكتمت المصادر حول تفاصيله.

 

مهلة الـ 24 ساعة التي طلبها الحريري استهلها بمشاورات مع رؤساء الحكومات السابقين في «بيت الوسط» عصر امس، وهنا تفيد المعلومات ان الحريري وضعهم في جو ما يحصل من مشاورات، وانه يبحث جديا في امكان تقديم تشكيلة جديدة اذا سارت الامور ايجابا او انه سيذهب الى الاعتذار مع استقالة من مجلس النواب، الا ان رؤساء الحكومات السابقين حثوا الحريري على عدم الاعتذار وأكدوا وقوفهم الى جابنه، معتبرين ان من يعطل هو من يقف ضد الدستور في اشارة الى فريق رئيس الجمهورية.

 

وتؤكد المعلومات ان ساعات المساء شهدت سلسلة اتصالات واجتماعات ابرزها اجتماع عقد في اليياضة ضم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والحاج حسين الخليل والحاج وفيق صفا، اضافة الى النائب علي حسن خليل جرى خلاله اطلاع باسيل على نتائج لقاء عين التينة (اي جرى خلاله عرض طرح الحريري وافكار اخرى) لكنه انتهى الى استكمال النقاش بوقت لاحق، وهنا تفيد المعلومات بان تمسك الحريري بالتسمية (اي نتيجة لقاء عين التينة) لم يقابلها باسيل بليونة، ما يؤشر بوضوح الى ان الملف الحكومي دونه عقبات ولا حلحلة بعد.

 

اجتماع البياضة سيستتبع بحسب المعلومات بتواصل على خط عين التينة – بعبدا، اما عبر تواصل هاتفي يجريه رئيس مجلس النواب مع رئيس الجمهورية ليلا (مساء امس)، واما بلقاء يعقد اليوم في بعبدا اذا ما كان الجو ذاهبا باتجاه الايجابية، فيكون هدف الزيارة التمهيد للقاء بين عون والحريري الاربعاء، الا ان مصادر خاصة افادت بانه حتى ساعات مساء امس لم يكن اي تقدم حكومي قد احرز، وعليه، فزيارة بري لبعبدا باتت مستبعدة!

 

وبالانتظار، فان مهلة الـ 24 ساعة ستكون حاسمة. هل تنجح اتصالات الليل في تذليل عقبات النهار؟ ام اننا سنكون امام خيارات احلاها مرّ لطرفي الصراع اعتذار الحريري مع استقالة او استقالة برتقالية؟ الاكيد حتى اللحظة ان الجميع بات محشورا في الزواية، فرئيس مجلس النواب نبيه بري لا يريد الانكسار واعلان الفشل بعدما حاز تكليفا شرعيا من امين عام حزب الله واخذ على عاتقه «المبادرة الحكومية»، ورئيس التيار الوطني الحر لم يعد يحتمل رميا لمسؤوليات التعطيل على عاتقه، اما الرئيس المكلف فهو في مقدمة «المحشورين سياسيا» فلا هو قادر على التعايش مع رئيس الجمهورية ولا هو قادر على الاعتذار فالانتحار السياسي! فهل يُقدم الحريري تشكيلته ويرمي الكرة من جديد بملعب بعبدا؟ او اننا ذاهبون الى أسوأ الخيارات؟ على هذا السؤال ترد مصادر مواكبة لاجواء الاتصالات التي شهدتها الساعات الماضية بالقول: «الملف الحكومي لا تزال امامه مراحل» واللبيب من الاشارة يفهم وغدا لناظره قريب!