Site icon IMLebanon

مُوفد من ميقاتي التقى باسيل والبحث تناول الوزيرين المسيحيين

طرح باعطاء «المردة» حقيبة بدل 2 .. ولكن…! ميقاتي يُفرمل اندفاعته الحكومية… ولن يتعامل «بالقطعة»… والصورة قاتمة!

 

على عكس ما كان متوقعا، وبعدما كان اتفق على ان يعود الرئيس المكلف نجيب ميقاتي فيلتقي رئيس الجمهورية ميشال عون بعد عطلة ذكرى السنة الهجرية، اي الثلاثاء مبدئيا، كما تؤكد مصادر الطرفين، فلا موعد ولا لقاء حدد لميقاتي في بعبدا وهو لم يطلب اي موعد لاجتماع كان يفترض ان يكون سابعا امس. اكثر من علامة استفهام طرحت حول السبب الذي دفع ميقاتي الى التريث وعدم زيارة بعبدا، فما الذي حصل؟ فهل بدأ ما تم وصفه سابقا باسبوع الحسم الحكومي اما سلبا او ايجابا بفرملة الاندفاعة الكلامية الايجابية، فتأزمت الامور وتبدلت الاجواء الى سلبية تامة؟

 

مصادر رفيعة تؤكد ان التواصل غير المباشر بين الرئيس عون وميقاتي كان استمر في عطلة الاسبوع، كما ان الرئيس المكلف اجرى سلسلة اتصالات ولقاءات بعيدا عن الاعلام مع بعض المعنيين على خط التأليف للبحث في مسألة بعض الحقائب الاساسية غير السيادية، ومن ضمنها حقيبة الشؤون الاجتماعية التي يتمسك بها الحزب التقدمي الاشتراكي مقابل طلب عوني بان تكون ضمن حصة رئيس الجمهورية.

 

التواصل غير المباشر الذي حصل بين الرئيس عون وميقاتي هو الذي كان يعول عليه تمهيدا للّقاء المقبل ، حتى ان بعض الاوساط المتابعة قالت يوم الاثنين ما مفاده: الليلة سيستكمل التواصل غير المباشر، فاذا نتج منه ايجابية يتحدد موعد لميقاتي في بعبدا، والا قد تتطلب الامور مزيدا من الوقت.

 

وعليه يبدو ان هذا التواصل غير المباشر بين الرئيس عون وميقاتي لم يفض الى ايجابية او خرق ما يؤسس لاجتماع يخرج بعده الرئيس المكلف ليتحدث عن «ايجابيات كلامية».هذا التواصل غير المباشر تمثل ، بلقاء مسائي عقد يوم الاثنين بين موفد من ميقاتي، الذي لم يكن لا نائبا ولا وزيرا بل من ضمن «العائلة الميقاتية»، ورئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل، وكان جو اللقاء لا سلبيا ولا ايجابيا، ولو انه مال «لنفس غير تسهيلي» لولادة الحكومة، وساده نقاش باكثر من نقطة في حقائب اساسية وتسمية الوزراء.

 

وهنا تكشف المعلومات ان البحث في هذا اللقاء تناول موضوع الوزيرين المسيحيين ومن يسميهما، ما تقرأ فيه مصادر مطلعة على الجو السني عودة لنغمة الثلث المعطل، لا من شباك ال ٣تمانات بل من «طاقة الوزيرين المسيحيين». وتشير المعلومات الى ان باسيل قدم طرحا لموفد ميقاتي، يقوم على اعطاء «المردة» نيابة رئاسة الحكومة كحقيبة وازنة بدل الحقيبتين، الا ان هذا الطرح لم يلق حماسة عند ميقاتي، حتى ان بعض المصادر المطلعة اكدت ان «المردة» لن يقبل هكذا طرح من الاساس.

 

هذه المعطيات تنفيها مصادر مطلعة ومقربة من رئيس التيار الوطني الحر وتقول: باسيل لم يلتق لا ميقاتي ولا موفدا منه، وهو يضع نفسه خارج اطار عملية التأليف كليا.

 

والسؤال الاهم: هل حلّت عقدة المداورة ومعها الداخلية ليتم الانتقال الى البحث في العقد الاخرى كالحصص وتسمية الوزيرين المسيحيين؟ مصادر متابعة ترد: هذه المسألة قد تحل بقبول رئيس الجمهورية اللامداورة بالسيادية، والمداورة بالحقائب الاخرى، علما ان الرئيس عون لا يزال متمسكا حتى اللحظة بالداخلية، لكن المصادر تستطرد لتقول: حتى لو حلت مسألة الداخلية تولد عقد جديدة»!

 

وفيما علقت مصادر مطلعة على جو بعبدا على سبب عدم زيارة ميقاتي القصر امس بالقول: ان الرئيس المكلف طلب مزيدا من الوقت لحسم الخيارات بين المداورة النسبية واللامداورة المطلقة، وهو سيجري لهذه الغاية اتصالات لتدوير الزوايا قبل اجتماعه السابع مع الرئيس عون. وكشفت مصادر مطلعة على جو لقاءات عون– ميقاتي، ان من ينتظر جوابا هو ميقاتي لا الرئيس عون، وتقول: « الرئيس المكلف خرج من اجتماعه الاخير مع رئيس الجمهورية بالقول للرئيس عون: « بس يصير عندك شي جديد خبرني»، وهو لا يزال ينتظر هذا «الجديد» بحسب المصادر.

 

اما على خط الرئيس المكلف، فتشير مصادر مطلعة على جوه ومقربة منه، ردا على سؤال عن لقاء موفد لميقاتي الوزير باسيل، الى ان هناك تبادل افكار، لكن التفاوض المباشر هو بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف.

 

وعن السبب الذي دفع بميقاتي الى عدم زيارة بعبدا امس، قالت المصادر المطلعة على جو الرئيس المكلف: ما يسعى اليه ميقاتي هو تحديد كل نقاط الخلاف لوضعها في صندوق واحد لحلحلتها دفعة واحدة لا بالتقسيط ، وبالتالي لا يريد ان يتعامل مع الملف» بالقطعة» بل في اطار عام متكامل، وما يقوم به هو «اخد وعطا»، وهو زار مرات عديدة بعبدا بهدف التسهيل واظهار نية في ذلك، اما اليوم فهو يعمل لمعرفة كيف سيستنبط الحلول، ولا نزال في مربع توزيع الحقائب ولم يتم الدخول بالاسماء، جازمة ان الاعتذار ليس الآن على اجندة الرئيس المكلف.

 

وعما ذكر عن ان الرئيس عون طلب الحصول على ١٢ وزيرا من اصل 24 ، علقت اوساط مطلعة على جو رئيس الجمهورية بالقول : « مكتب الاعلام نفاها، لكن كيف يعقل ان يصدق ان رئيس الجمهورية طلب 12 وزيرا، وهو يدرك تماما ان هناك وزيرين ل «المردة» لن يسميهما وكذلك وزير ل «القومي»؟ لتجزم بالقول: « هذا الامر غير صحيح».

 

وبالعودة الى مسار التفاوض الحكومي، تؤكد مصادر في الثنائي الشيعي ، ان الاتصالات التي تحصل بالكواليس لم تنجح حتى اللحظة في تحقيق الخرق المطلوب بدءا من المداورة الى العقد الاخرى والكثيرة.

 

ويختم مصدر بارز معلقا على المشهد الحكومي بالقول : الصورة قاتمة، لا شيء تغير والعقد على حالها والامور «مسكرة»، ويضيف : ميقاتي كان يعوّل على ضغط فرنسي، الا انه لم يلمس ذلك، وبالتالي فلا ضغط خارجيا ولا ضغط داخليا كوساطة حزب الله التي كانت سابقا قائمة مع الرئيس سعد الحريري، باعتبار ان الرجلين اي الرئيس عون وميقاتي يجلسان مع بعضهما ولكنها «مسكرا بين بعضن»، ويختم المصدر بالقول: « لا شك ان هناك نيات جيدة بين الطرفين، لكنها مع الاسف لن تصل الى نتيجة ملموسة على الارجح»!