IMLebanon

مصادر نيابيّة مسيحيّة في 14 آذار : المندوب الفرنسي نصح اللبنانيين بالإتكال على أنفسهم فقط في الاستحقاق الرئاسي

أشاعت أجواء جلسة الحوار الخامسة بين تيار «المستقبل» و«حزب الله»، التي وصفت بالإيجابية، مناخاً من الارتياح بعد أيام عصيبة عاشتها الساحة المحلية على مدى الأسبوعين الماضيين، إذ إن استكمال النقاش بين «الحزب» و«التيار الأزرق» حول الملفات الخلافية، والتي كانت عناوينها شبه مستبعدة عن التداول في أي لقاء ثنائي، فتح المجال أمام تراجع منسوب التوتّر في الخطاب السياسي، خصوصاً في أوساط «المستقبل»، كما لدى قيادات فريق 14 آذار، التي حملت على البطء في تنفيذ الاتفاقات المتعلّقة بتطبيق الإجراءات الأمنية وبسط سلطة الدولة في مناطق بقاعية كما في بيروت. واعتبرت أن انتشار السلاح بشكل عشوائي وفي بقع معيّنة، سمح بالعديد من الحوادث الأمنية، كما بحصول جرائم متعدّدة، ولو أن قيادات هذه البقع قد ندّدت بها ورفضتها، ودعت إلى مواجهتها وملاحقة الفاعلين.

وإذ تنظر مصادر نيابية مسيحية في فريق 14 آذار، بحذر شديد إلى البطء في ما تحقّق في الحوار الثنائي بين الحزب و«المستقبل»، فقد اعتبرت أن الصراحة الكاملة مطلوبة اليوم، وفي هذه الظروف بالذات، والتي باتت تختلف بالكامل عن الظروف التي رافقت انطلاقة هذا الحوار منذ أشهر. وأضافت أن الهواجس الأمنية المتزايدة من الخطر الإرهابي على الحدود الشرقية قد زادت بعد التهديدات الإسرائيلية الأخيرة، وهي التي دفعت «المستقبل» قبل أي حزب آخر إلى رفع الصوت عالياً ضد أي إسقاط لقواعد الاشتباك مع إسرائيل في الجنوب قد ينتج منه ضرب الإلتزام اللبناني بالقرار 1701، وبالتالي، إعادة الوضع على الحدود إلى المربّع الأول، فيما غالبية الشعب اللبناني ترفض اي تفرّد أو تسرّع من قبل أي فريق في القرار الأمني في هذه المنطقة.

واعتبرت المصادر النيابية نفسها، أن العناوين السياسية للحوار الثنائي الجاري بين «حزب الله» و«المستقبل»، والذي ترحّب به القوى والتيارات المسيحية، كما كل الأطراف في 14 آذار، هي تنفيس الاحتقان المذهبي والتوافق على حماية الاستقرار ومواجهة الإرهاب التكفيري، إضافة إلى تحسين ظروف الإتفاق الوطني على مرشّح توافقي لرئاسة الجمهورية. وأضافت أن العنوان الأول ما زال معلّقاً عند التباين في النظرة إلى الواقع الأمني واستراتيجية الحزب سواء في تدخّله بالصراع السوري، أو بالنسبة للسلاح، وذلك على الرغم من الخطوات التنفيذية التي بدأت في الساعات الماضية، لإزالة الصور والملصقات في بيروت وغيرها من المناطق. أما بالنسبة للعنوان الثاني، فقد كشفت المصادر ذاتها، أنه قد جرى تحييد قضية مشاركة الحزب في الحرب السورية، واتفق مبدئياً، وقبل انطلاقة هذا الحوار، على وقوف كل اللبنانيين صفاً واحداً في وجه الإرهاب. لكن العقدة الرئيسية، وبحسب هذه المصادر، تبقى في العنوان الثالث الذي يبدو، ومن خلال التعاطي معه سواء في الموقف أو في الممارسة، مؤجلاً وهو ما تؤكده المقاطعة اللافتة لجلسات انتخاب رئيس للجمهورية من قبل قوى سياسية معيّنة، واستمرار هذا الواقع من دون أن تلوح في الأفق أي مؤشّرات على حلحلة للعقد الإقليمية التي لا تزال تمنع اتفاق فريقي 8 و 14 آذار على المشاركة في جلسات الانتخاب في الدرجة الأولى. واعتبرت أن الحديث الفرنسي، كما الأميركي، وأيضاً السعودي والإيراني، عن أن الاستحقاق هو شأن لبناني، يخفي في طياته اتهامات خارجية إلى الأطراف الداخلية الأساسية برمي الملف الانتخابي في ملعب الخارج، وكشفت أن صمت الموفد الفرنسي جان فرانسوا جيرو، كان بالغ التعبير عن حجم الأزمة الرئاسية والتعقيدات المحيطة بها والتي ترتبط بشكل خاص بالقرار النهائي بين اللبنانيين على تأمين النصاب النيابي لجلسة الانتخاب، ذلك أن استمرار رهن الاستحقاق بالوضع الإقليمي يعني بقاء الشغور لوقت طويل.