مع بداية العام الجديد تعود اللقاءات الحوارية إلى وتيرتها بعد إجازة الأعياد، إن بين تيار «المستقبل» و«حزب الله»، أو بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، ويبدو الحوار عنواناً أساسياً في المرحلة المقبلة، بعدما فرضته الظروف الداخلية والإقليمية، وذلك على الرغم من الأجواء الأمنية غير المريحة المحيطة بالمنطقة.
وفيما يُستأنف الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله»، يُنتظر أن تنعقد اليوم جلسة بين النائب ابراهيم كنعان ورئيس «جهاز التواصل والإعلام في القوات اللبنانية ملحم رياشي، لاستكمال البحث بالملفات المدرجة على جدول أعمال اللقاء المرتقب بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع. وقد كشفت مصادر متابعة للملف، أن التواصل لم ينقطع خلال الأيام الماضية، وتحديداً خلال عطلة الأعياد، حيث أن الأيام القليلة المقبلة من الممكن أن تشهد إعلاناً على هذا الصعيد من الرابية ومن معراب حول موعد اللقاء القريب، وذلك بعدما قطعت المشاورات مرحلة متقدّمة في تحديد المواضيع التي ستجري مناقشتها في الإجتماع الأول بين عون وجعجع، وأوضحت المصادر أن الملفات المدرجة على جدول أعمال اللقاء تشمل موضوع رئاسة الجمهورية والحوار الوطني بشكل عام، والحضور المسيحي في الدولة، وانعكاسات الصراع في سوريا على المشهد الداخلي، إضافة إلى ملف النازحين السوريين، وانعكاسات النزوح السلبية على الأوضاع السياسية والأمنية والإقتصادية والإجتماعية. وركّزت المصادر على أن الملف الرئاسي ليس العنوان الأول في اللقاء المرتقب، الذي لم يُحدّد موعده بعد بسبب الإجراءات الأمنية الضرورية لحصول مثل هكذا لقاء، بل أن كل التفاصيل المتعلّقة بالعلاقة بين الطرفين مع تحديد مكامن الخلاف والإنقسام، خاصة وأن هذه الخلافات لا ترتقي إلى المستوى العقائدي أو المصيري، لأن النقاط الأساسية هي موضع اتفاق، لكن التعاطي مع بعض الإستحقاقات هو نقطة الخلاف بينهما.
وبالتـالي، تحـدّثت المصادر، عن أن التنسـيق للمرحـلة المقبلة في ضوء الأوضاع الإقليمية الدقيقة، بات ملحّاً وضرورياً بين كل من جعجع عون، خاصة بعدما بات الشغور في موقع رئاسة الجمهورية يترك أصداءً بالغة السلبية على مجمل المشهد المؤسّساتي الداخلي، الأمر الذي يؤدي إلى عرقلة وانتظام عمل المؤسّسـات، وإلى تجميد العمل في الحكومـة، كما في مجـلس النـواب.
وأضافت المصادر السياسية، أن الإجتماع الأول بين عون وجعجع سيشكّل بداية للبحث في الملفات التي تمّت مناقشتها في اللقاءات التحضيرية بين كنعان ورياشي، ولن يكون مجرّد لقاء لأخذ الصور، كما سبق وقال الدكتور جعجع. وكشفت أن جدّية ملحوظة سُجّلت من قبل الطرفين في المرحلة السابقة للوصول إلى تقدّم وعدم التوقّف عند أية تفاصيل، ولذلك، فإن التوسّع في مناقشة ملف الإستحقاق الرئاسي لن يتم في اللقاء الأول نظراً للتعقيدات العديدة المحيطة به، والتي ما زالت تحول دون ترقّب أي تسوية على هذا الصعيد. وأضافت أنه على الرغم من أن رئاسة الجمهورية هي عنوان على جدول أعمال اجتماع عون وجعجع، فإن المشهد المسيحي العام هو البند الأول، وذلك من خلال مناقشة الحضور المسيحي في الدولة اللبنانية، والأخطار والتحدّيات المحيطة بهذا الحضور ليس في لبنان فقط بل في منطقة الشرق الأوسط كلها.
وانطلاقاً من هذه الهواجس الأساسية والمصيرية، فإن الحوار بين «التيار» و«القوات» هو واجب على الطرفين تؤكد المصادر، بصفتهما يشكّلان قطبين أساسيين في الشارع المسيحي ولا يمكن البحث في أي حوار لترتيب البيت المسيحي الداخلي إلا من خلال التواصل المباشر بينهما.