في أربعاء الآلام، أربعاء أيّوب، يجتمع النواب المسيحيّون تحت حماية سيّدة لبنان وتحت رعاية مَن «أُعطِيَ له مجد لبنان» من أجل الصلاة ليُلهمهم الروح كيفيّة إنقاذ لبنان.
يسعى الخبثاء إلى إقناع اللبنانيّين أنّ عدمَ انتخاب رئيس للجمهوريّة ناتجٌ عن عدمِ التفاهم بين المسيحيّين عامّة وبين الموارنة بالأخصّ. وهناك من اقتنع بهذا الخطأ الشائع.
أمّا الحقيقة فهي أنّه للمرّة الأولى منذ الاستقلال، يختلف النوّاب على أيّ لبنان يريدون وليس على أيّ رئيس يريدون. وينقسم النواب اللبنانيّون، مسيحيين ومسلمين، اليوم إلى ثلاث فئات أساسيّة:
1- فئة يتزعّمها الثنائي الشيعي تنادي ببقاء المقاومة وسلاحها الى أبد الآبدين. مرشّح هذه الفئة هو الوزير السابق سليمان فرنجيّة.
2- فئة مجتمعة تحت مظلّة المعارضة السياديّة مع نواب مستقلين وتغييريّين. وهذه الفئة تتمسّك بالدولة اللبنانيّة وحدها من دون أيّ شريك، وتتمسّك بكل مؤسساتها الشرعيّة المدنية والأمنية والعسكريّة وعلى رأسها الجيش اللبناني تحت سلطة قضاء مستقل. مرشّح هذه الفئة هو النائب ميشال معوض.
٣- فئة ثالثة يمثّلها رئيس «التيّار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل، لا نعرف مَن هو مرشّحها ولكنّنا نعرف توجّهها لأنّ الوزير باسيل يُعلنها بالفم الملآن مرّة بعد مرّة، وهو أنّ مشروعنا هو الحفاظ على الدولة والمقاومة معاً. على طريقة «هيدي عين وهيدي عين».
سنترك للزمن أن يُقنِع الثنائي الشيعي أنّ الزمن الأوّل تحوّل ولم يعد مِن مبرّر للسلاح والصواريخ والمسيّرات ومئات آلاف المقاتلين طالما انتهى النزاع الإيراني ـ العربي، وطالما رُسِّمَت الحدود البحريّة مع العدو الاسرائيلي وتمّ التعهّد بحفظ أمنها الشمالي، وعليه فقد السلاح دوره ورهبته. أمّا نحن السياديّين في يوم الصلاة، فسنتضرع إلى سيّدة لبنان لكي تُنير الضمائر فيعود كلّ نائب مسيحي أو مسلم الى حضن الوطن رافضاً الشركة والتشركة والتشارك في سيادة الوطن وكرامته ودستوره وقراره الحرّ، فهذا فعل زِنى وطني وأخلاقي وإيماني لا يقوم به إلّا الوصوليّون الزاحفون والذمّيون. على نيّة ماذا سيُصلّي الباقون؟