Site icon IMLebanon

سقط العهد القوي وكذبة استرجاع حقوق المسيحيين  

 

 

مصيبة المصائب في هذا البلد أنّ بَعْض الزعماء يرفعون شعارات رنانة جذابة لها تستقطب جمهوراً كبيراً… لكن المصيبة الأكبر انها غير قابلة للتحقيق خاصة وأنّ الذين يرفعون تلك الشعارات يعلمون مسبقاً، انها الوسيلة التي يستطيعون من خلالها الوصول الى أهدافهم.

 

أحد هؤلاء هو فخامة رئيس الجمهورية الجنرال ميشال عون الذي رفع منذ عام 1988 شعار: «الحكم القوي هذه مقبلات ومعها بالتأكيد الصحن اليومي الرئيسي وهو استرجاع حقوق المسيحيين».

 

هذا الشعار الذي رفعه فخامته، والمصيبة ان عدداً كبيراً من الجماهير صدّقه وأيّدته وآمنت به و»مشت به» واستناداً الى خطابه عام 1988 هؤلاء توجهوا الى بكركي وهاجموا وتهجموا على سيّد بكركي يومذاك البطريرك صفير رحمة الله عليه مع انه كان من أقوى «البطاركة» ومن أهمهم وأذكاهم وصاحب مواقف صلبة ثابتة لا يحيد عنها. وهنا أتذكر قوله الشهير «يقولون»، كي يتهرّب من الأجوبة المباشرة على أسئلة الزملاء الصحافيين إذ كان رحمه الله لا يتهرّب من جواب واحد على أي سؤال يسألونه مهما كان السؤال محرجاً. وأيضاً عندما نتذكر البطريرك صفير لا يمكن إلا أن نقدّر  عالياً حكمته وقراراته التي لا يحيد عنها ويبقى ثابتاً كأرزة لبنان.

 

نحن نعلم ان ما تعرّض له المطران موسى الحاج لم يكن إلاّ رسالة للبطريرك الراعي رداً على رأيه في الاستحقاق الرئاسي المقبل وأنّ المواصفات التي وضعها غبطة البطريرك معظمها وطنية ولكنها لا تعجب الكثيرين وبالأخص بعض المرشحين الذين يعتبرون ان وصولهم للرئاسة صار صعباً جداً… ويتميّز البطريرك الراعي بمواقفه الوطنية يوماً بعد يوم التي تشبه مواقف البطريرك صفير… وما دمنا نتحدث عن البطريرك صفير لا بد أن نذكر ما فعله العونيون بسيّد بكركي يوم قاموا بتظاهرات وصلت الى بكركي وتصرفوا بطريقة غير لائقة معه.

 

على كل حال، بالعودة الى الشعارات الفارغة التي يطلقها الزعماء، فإنّ فخامة الرئيس يستحق أن يحصل على أعلى جائزة في العالم بإطلاق شعارات مغرية، لكنها غير قابلة للتحقيق. والأنكى من ذلك وعلى سبيل المثال، ما جرى من تبادل إطلاق صواريخ بين الجيش السوري في بيروت وبين الجيش اللبناني، يوم سقط صاروخ على مكتب قائد الجيش يومها «فخامة الرئيس» حالياً وللتذكير اكثر فإنّ ذلك الحدث حصل يوم اطلقت قذيفة من المنطقة الشرقية باتجاه المنطقة الغربية وأصابت «بوسطة»  تنقل طلاب مدارس وكان ذلك الساعة 7 صباحاً.

 

بالعودة الى الرئيس القوي نسأل فخامة الرئيس بعض الاسئلة.. عساه يوضح لنا ما يقصد بالرئيس القوي:

 

السؤال الاول: هل الرئيس القوي يعني ان يعطل التشكيلات القضائية التي اشرف عليها رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود ورئيس محاكم التمييز المدعي العام التمييزي غسان عويدات ورئيس التفتيش القضائي القاضي بركان سعد ونالت موافقة وزيرة العدل ماري كلود نجم المقرّبة من فخامته والمحسوبة على فريقه.

 

السؤال الثاني: تصريحه لأحد التلفزيونات «لعيون صهر الجنرال لا تتألف حكومة».

 

هنا نسأله: هل يوجد رئيس في العالم يمكن أن يعطل تشكيل حكومة فقط إرضاء لصهر فاشل… ويكفي ان صهره مسؤول عن خسارة 65 مليار دولار في الكهرباء.

 

ثالثاً: هل الرئيس القوي الذي يرفض تشكيلة الحكومة لمدة 13 شهراً لأنّ صهره غير موجود في التشكيلة، وأخذ يحتج بأنها ليست دستورية ولا ميثاقية. وهنا كنت أتمنى على الرئيس سعد الحريري أن يفضحه ويعلن اسماء وزرائه كما فعل الرئيس نجيب ميقاتي؟

 

رابعاً: هل الرئيس القوي هو الذي دمّر لبنان في عهده فوصلنا الى الهاوية حتى عندما سألوه: الى أين نحن ذاهبون؟ فأجاب: الى جهنم… هل سمع أحد في العالم مثل هذه الإجابة؟

 

خامساً: الانهيار المالي الذي أصابنا بعدما عشنا 27 سنة في استقرار مالي لم يشهده لبنان ولا أي بلد في العالم… وبفضل صهره الفاشل وبفضله أيضاً وفضل إدارته الأفشل وصلنا الى انهيار مالي لم يحصل في التاريخ… والأنكى أيضاً انه قرّر مع صهره وأجبر الوزراء على الموافقة على التمنّع عن سداد سندات اليورو بوند، وهذا ما أدّى الى قطع لبنان علاقاته مع بنوك كل العالم.

 

اما بالنسبة لحقوق المسيحيين، فإنّ جُلّ ما فعله هو التعدي على المطران موسى الحاج والطريقة التي عومل بها خاصة توقيفه 13 ساعة بحجة غير مقبولة، هي انه ينقل أموالاً من «العدو الاسرائيلي» الى لبنانيين.

 

لو كان هناك رئيس جمهورية حقيقي، لكان كرّم هذا المطران لأنّ المال الذي أحضره المطران، أُخذ من درب الاسرائيليين.

 

وهنا أكتفي بالقول:

 

لقد سقط العهد القوي حتماً، وسقطت معه كذبة استرجاع حقوق المسيحيين.