IMLebanon

حقوق المسيحيين ليست حصرية بل على مساحة كل الوطن

من أعرق ما في لبنان دستوره وقوانينه، فدستوره موجود منذ قرابة المئة عام، وقد خضع لأكثر من تعديل، لكنَّ التعديلات التي أُدخِلَت عليه خضعت لآليات دستورية وليس إنقلابية. ومن أعرق ما فيه أيضاً، قوانينه:

منها ما هو متوارَث من أيام السلطنة العثمانية، ومنها ما هو متوارث من أيام الإنتداب الفرنسي. منها ما بقي ساري المفعول منذ تلك الأيام، ومنها ما أُجريت عليه تعديلات وصولاً إلى أيامنا هذه.

لبنان، على رغم نصف قرن من الحروب فيه، لم ينجح فيه انقلابٌ واحد، صحيح أنّه موجودٌ في منطقة، الإنقلابات فيها سنوية أو فصلية أو حتى شهرية، لكنّه كان عصياً على أيِّ انقلابٍ أو محاولة الإنقلاب، هذا كان في الحرب، فكيف في السلم؟

***

ربما هذه المقدمة ضرورية في مطلق الأحوال، إذا كان الشارع لا يزال وسيلةً للحصول على حقوق المسيحيين المحقة، ولكن من دون شغب ومن دون عنف ومن دون قطع الطرقات على الناس، وإنَّ من واجبات القوى الأمنية حماية التظاهر، وهو تعبير ديمقراطي.

الحقيقة الكبرى هي: إنَّ حقوق المسيحيين متواجدة في كل لبنان.

لنختبر اليوم: كيف سيكون عليه الوضع المسيحي في أقصى الشمال، وفي طرابلس؟

ماذا عن البقاع الأوسط والغربي والشمالي؟ ماذا عن الجنوب وصيدا وصور تحديداً؟ ماذا عن عاليه والشوف؟

ماذا عن الطريق الجديدة وكورنيش المزرعة ورأس بيروت؟

هل سيقتصر التحرك المسيحي فقط على قسم من الأشرفية وقسم من المتن الجنوبي وقسم من المتن الشمالي وقسم من كسروان وجبيل والبترون؟

ماذا سيكون وضع الحال إن لم يتحرك المسيحيون في مساحة كل الوطن؟

ماذا ستكون الخطوة التالية؟ ومتى؟

***

إنها أسئلة حريصة كل الحرص على الكيان المسيحي اللبناني.

واليوم لناظره قريب، ومساء هذا اليوم، سندرك أول خطوات التحرك، وسيُعرف مصير الحكومة، والهاجس الكبير الذي سيتكوَّن لدى الناس هو:

هل سيُسجَّل أنّه في التاسع من تموز ستطير الصيفية والمهرجانات؟ اللبناني معتادٌ على تطيير الصيفيات في تموز، فهل سيتكرر الأمر نفسه؟

لكن بنظرنا على كثرة ما مرّ به اللبنانيون من ويلات وأهوال، الشعب بجميع طوائفه عموماً مصرٌ على كلِّ ساعة فرح يمكن أن يحصل عليها في كلِّ الفصول.

حق أي تحرك بأقصى درجات الديمقراطية وبتسجيل المواقف التي تبدأ اليوم، أما أن تفلت زمام الأمور، فالعماد عون شخصياً مدرك خطورة الانجراف، فيعني أنَّ هناك قراراً كبيراً بنسف الإستقرار الداخلي وهذا مستبعد، مع ما يعني ذلك من دخولٍ في المجهول.

واليوم لناظره قريب.