IMLebanon

من المسؤول عن أضعاف الدور المسيحي؟

 

لبنان على فوهة بركان، ويتفق الخارج والداخل على أن لبنان لم يعد بعيدا عن الانهيار الكامل، الذي يعقبه انفجار أمني وقطع طرقات وصراعات مسلحة، والتظاهرات المحدودة اليوم، وفق البطريرك بشارة الراعي، ستتحول الى فوضى عارمة في كل المناطق ، كما ان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان دعا اللبنانيين الى التحضر «للانفجار الكبير»، والصحف الخليجية نقلا عن مصادر لبنانية رفيعة، لم تسبتعد جميع هذه المخاوف التي تم بحثها بين وزيري خارجية فرنسا واميركا والتي حذر من وقوعها ألامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه منذ ايام، كما حذر منها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط وغيرهم من الشخصيات والمرجعيات، واغلب الظن ان «حركة أمل» والتيار الوطني الحر قد أوقفا سجالاتهما الاعلامية التي تناولت بعنف رئيس الجمهورية ميشال عون والوطني الحر، بمثل ما تناولت رئيس مجلس النواب نبيه بري و «حركة أمل» على السواء بضغط من السيد نصرالله، بعدما تجمدت مبادرة بري واقتصرت على تشاور بينه وبين الرئيس المكلف سعد الحريري الذي قيل إنه يفضل البقاء خارج لبنان في الظروف الملبدة حاليا لأسباب أمنية وتحذيرات وصلته.

 

***

 

اللافت في السياسة، ما قاله البطريرك في عظة امس الاحد، حين اتهم الجماعة السياسية بسرقة أموال المودعين، معتبرا انهم بذلك ارتكبوا جريمة موصوفة، ليت البطريرك لمرة واحدة يسمّي هؤلاء السياسيين والمسؤولين الذين ارتكبوا هذه السرقات وهذه الجرائم، كرمى للشعب الذي يموت مئة موتة في اليوم الواحد.

 

اللافت الثاني هو لقاء الاحزاب الدرزية الثلاثة تحت «يافطة» ابعاد الجبل عن الاحداث التي يمكن أن تحصل والتوافق على جميع القضايا التي تؤمن استقرار الجبل، وظهرت بعض الكتابات التي توقعت أن يتم التفاهم بين الاشتراكي والتيار الوطني في الانتخابات المقبلة.

 

هذا التفاهم الدرزي يوحّد الموحدين الدروز على القضايا الاساسية، بمثل ما يوحدها الثنائي الشيعي، وحيث إن السنّة موحدون اليوم في اكثريتهم خلف دار الافتاء و «تيار المستقبل» ورؤساء الحكومة السابقين، يبقى أن المسيحيين مشرذمون حتى على الامور الصغيرة، ما يضعف موقفهم ويجعلهم على الهامش، وربما لهذا السبب تساءل البطريرك الماروني امس، موجها كلامه الى الرئيس المسيحي والى القيادات المسيحية بقوله «من المسؤول عن اضعاف الدور المسيحي»؟