Site icon IMLebanon

«كرسي» الرئاسة فرّقت المسيحيين و«ساعة» جمعتهم إتصالات ما قبل خلوة بكركي للتوافق «الرئاسي»: صفر نتيجة

 

 

تركت عودة مجلس الوزراء عن قرار تأجيل اعتماد التوقيت الصيفي أصداء ارتياح في الوسط السياسي والشعبي لكنها لم تلغ الآثار التي تركتها، فحفلة الجنون التي عاشها اللبنانيون في الساعات الماضية لم تنته مفاعيلها بعد ان انقسم فيها الرأي العام طائفيا بعصيان مسيحي للقرار نفذته قنوات الإعلام والمؤسسات الدينية التابعة للطائفة المسيحية مقابل التزام إسلامي شبه كامل بقرار ثنائي ميقاتي- بري.

 

تداعيات سلبية مختلفة تركها القرار الأول المتخذ في دردشة ميقاتي بري كان لها ايجابيات في الوسط المسيحي، فساعة «الصيف» جمعت المسيحيين المختلفين في السياسة والتسابق على الكرسي بدقائق قليلة ، فالتوقيت الصيفي لم الصف المشرذم لرفض الطريقة التي تدار بها الأمور فتتخذ القرارات بإجتماع رئيسي المجلس والحكومة على» فنجان قهوة» بدل ان تمر في الحكومة ومجلس النواب وبالتشاور مع الشركاء في الوطن.

 

التفسيرات مختلفة لأسباب ودوافع بري ميقاتي وكل فريق يفسرها وفق أجنداته السياسية، لكن المؤكد ان هناك من استسهل تمرير الموضوع في غياب التأثير المسيحي القوي مستغلا تشرذم الفريق المسيحي وانقساماته، فالانقسام المسيحي أعطى زخما لرئيسي المجلس والحكومة للتصرف من دون التشاور مع المكون المسيحي.

 

وفق مصادر سياسية فان قرار الساعة ساهم في تقريب المسافات المسيحية، فللمرة الاولى بعد قرار مقاطعة الانتخابات النيابية عام ١٩٩٢ بقيادة البطريرك الراحل مار نصرالله صفير يلتقي المسيحيون برعاية الكاردينال بشارة الراعي ضد تهميش دورهم.

 

تؤكد المصادر ان التململ المسيحي لم يعد سرا وخرج الى العلن من كل شيء فالاستياء شامل من رأس الكنيسة الى الأقطاب من الوضع الراهن ومصادرة القرار السياسي والممارسات السياسية كالتلكؤ في انتخاب رئيس للجمهورية والتطبيع مع الشغور في الموقع الماروني الأول.

 

«الانهيار» المسيحي جمع الأحزاب في أكثر من موقف حيث أخفقت المساعي والوساطات ووحدتها لمواجهة حكومة ميقاتي الفاقدة الشرعية التي ضربت الشراكة والتوازنات الوطنية.

 

على كرسي الاعتراف تقر القيادات المسيحية ان صداماتها أهلكتها وتقر بان استمرار الحال على ما هو عليه سيؤدي الى ضياع الطائفة وعودة المسيحيين الى حقبة ما قبل ال٢٠٠٥ وبالطبع الى وصول رئيس لا توافق عليه غالبية القوى المسيحية، فهل يملك المسيحيون اليوم خطة «ب» للخروج من الأزمة»؟

 

التدهور المسيحي وصل الى مستويات «مخيفة» فحال المسيحيين في لبنان ليس بخير، والرئاسة مصادرة والتعطيل في جلسات انتخاب الرئيس يفاقم الشعور المسيحي بالغبن والأسوأ يكمن في تصرفات رئيس حكومة الأعمال المتعدي على الصلاحيات والشراكة الوطنية، وهذا الوضع يدفع القيادات المسيحية الى التقارب وإيجاد الحلول نتيجة القلق على الوضع المسيحي الذي شهد تراجعا منذ انفجار مرفأ بيروت الذي يعتبر النكبة المسيحية الكبرى التي أصابت المسيحيين وعززت مخاوفهم حول وجودهم ومستقبلهم مع تراجع دورهم وتدهور أوضاعهم اقتصاديا واجتماعيا وتزايد هجرة الشباب المسيحي، وقد أثبتت الأحداث ان المسيحيين هم الأكثر تضررا في السنوات الأخيرة ومن دفع فواتير الحرب والسلم والتسويات والتفاهمات، لكن التوافق المسيحي كما تقول مصادر سياسية ليس شعارات رنانة فقط وعندما تتخذ الأمور منحى يتعلق بالطائفة، فالأحرى بالمسيحيين التوافق حول اسم واحد لرئاسة الجمهورية بدل التناحر والتقاتل، فرئيس التيار الوطني الحر رفض الأسماء المسيحية المقدمة له من بكركي وشخصيات مسيحية والمرشح الماروني الذي طرحه الثنائي الشيعي، ورئيس حزب القوات وضع فيتوات على أسماء مسيحية مقربة من جبران باسيل راسما خطا ممانعا أيضا لفرنجية وعلى الرغم من الخطوط التي فتحت بين الكتائب والقوات والتيار الوطني الحر استباقا لاجتماع بكركي في الخامس من نيسان، فإن المساعي لم تصل بعد الى توافق وبقيت كما تقول المصادر متوقفة عند التوافق فقط على مسألة الساعة.