لم يعد المزاج الشعبي في الضنية اليوم كما كان قبل عشر سنوات حين كانت الراية الزرقاء تطغى على الرايات الاخرى في منطقة تضاهي مناطق عكار حرمانا واهمالا رغم اهميتها السياحية التي يفترض بالدولة ان توليها الاهمية الاستثنائية…
حين تسأل احد قياديي الضنية عن سبب ما تعانيه الضنية يسرع في الاجابة ملقيا اللوم على نواب الضنية الذين لم يحسنوا توظيف الفرص الذهبية التي مرت بالمنطقة حين كان التيار الازرق ممسكاً بزمام السلطة وبإداراتها من بابها لمحرابها، بينما كان نواب المنطقة يغرقون في زواريب المنطقة الصغيرة بحثا عن مكاسب شخصية او منشغلين بقضايا اخرى بعيدا عن هموم الضناوي وشجونه…
يقول القيادي الضناوي ان وقت الحساب اقترب وقد بدت ملامحه في الانتخابات البلدية وسوف تستتبع في الاستحقاق الانتخابي النيابي حين تتخذ القوى والتيارات السياسية التي تنشط حديثا على الساحة الضناوية لتغطي مساحات الفراغ التي تركها التيار الازرق المتراجع بل والمنكفىء الغارق في ازماته الداخلية لا سيما منذ الاشكاليات التي اثارها النائب احمد فتفت بدءا من بلدته سير التي خسر فيها البلدية في دورتين متتاليتين وخسر معها قواعد شعبية في بلدات عديدة من الضنية عدا ملامح خروجه على طاعة زعيم التيار باتخاذ مواقف اكثر حدة بل واكثر مزايدة على مواقف الرئيس الحريري حيث نقل عنه ملاحظات عديدة وضعها على سلوك الحريري في الآونة الاخيرة…
فالمشهد السياسي الضناوي طرأ عليه متغيرات اخرى لا سيما في اوساط المسيحيين البالغ عددهم قرابة الـ 15700 ناخب حسب لوائح الشطب من اصل 118 ألف ناخب .. ويتوزع المسيحيون بين 8200 ناخب روم ارثوذكس، و7500 ناخب موارنه منتشرين في قرى وبلدات كفر حبو وحقل العزيمة وحوارة (البلدة التي هجر سكانها بالكامل وانشأوا قرية جديدة لهم في زغرتا بالاسم نفسه) والقرى المسيحية الخمس التي تتبع اداريا الضنية فيما هي جغرافيا في نطاق زغرتا وليس لها طريق يصلها من الضنية وهي : كهف الملول، عيمار، كرم المهر، زغرتغرين، وبحويتا وبلدة مركبتا في المنيه.
وسط هذه القرى المسيحية نشأ التيار الوطني الحر الذي بات يشكل بيضة القبان في انتخابات الضنية- المنيه ومشاركا تيار المردة الذي يحظى بحضور لافت في هذه القرى، وقد اصبح للصوت المسيحي دوره في ميل الدفة الانتخابية رغم ان معظم المرشحين في السنوات التي مضت اهملوا هذا الصوت واعتبروه مجرد تابع واقع تحت سطوة التيارات السياسية الكبرى وفي الطليعة تيار المستقبل.
وهنا يطرح احدهم تساؤلا محوره ان في طرابلس لا يتعدى الوجود المسيحي الناخب العشرة الآف صوت من اصل يقارب الـ 36 ألف ناخب في احسن احواله وخصص لهم نائب للروم وآخر للموارنة فيما يبلغ عدد الناخبين المسيحيين في الضنية قرابة ال15 الف ناخب ولم يخصص لهم نائب مسيحي، اضافة الى الظلم اللاحق بالقرى المسيحية الخمس الواقعة في نطاق زغرتا والتي اهملت وتهمل من جانب الضنية حيث لا يعترف بها نوابها ومن جانب زغرتا التي تعتبرها اداريا وانتخابيا تتبع الضنية فوقع اهلها بين فكي كماشة التجاهل والحرمان والاهمال.
التطورات السياسية التي طرأت على الضنية افضت الى تقدم ملحوظ في كل استطلاعات الرأي التي تجريها بعض مواقع التواصل الاجتماعي للنائب السابق جهاد الصمد رغم ان هذه الاستطلاعات لا يمكن الركون اليها على انها النتيجة العلمية الاخيرة لكن يكفي انها مؤشر الى الواقع السياسي الذي بلغته الضنية لا سيما انه في الوقت الذي تراجعت فيه خدمات التيار الازرق ونوابه في المنطقة لاحظت الاوساط الاوساط الشعبية قدرة الصمد على تحقيق انجازات عديدة آخرها سعيه مع مدير عام مؤسسة كهرباء كمال الحايك لإنشاء وتجهيز محطة تحويل بقوة 66/15 في بلدة عاصون في آخر تموز المقبل لانارة قرى الضنيه بـ 220 فولت.
كما لاحظت الاوساط الشعبية انقلابا في الاتجاهات الشعبية الرافضة لنواب المستقبل والمتجهة نحو التغيير سيما ان جهاد الصمد تمكن من نسج علاقات متوازنة مع قوى سياسية في الضنية بدءا من العلاقة الثابتة مع الوزير سليمان فرنجيه ومع الرئيس نجيب ميقاتي والوزير فيصل كرامي.