IMLebanon

الفيتو المسيحي على فرنجية لا يقل أهمية عن الموقف السعودي 

 

 

على الرغم من التطورات القائمة على المستويين الدولي والإقليمي، حيث تفيد غالبية المعلومات أن الأبواب لا تزال مفتوحة على كافة الاحتمالات، بالنسبة إلى الاستحقاق الرئاسي اللبناني، خصوصاً بما يتعلق بمصير ترشيح رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، حيث يتولى الجانب الفرنسي الاتصالات والمشاورات مع الجانب السعودي تحديداً، هناك معادلة لا تقل أهمية عما يجري بالخارج ولا يمكن عدم التوقف عندها تكمن في الموقف المسيحي.

 

في هذا السياق، قد يكون من الممكن الرهان على تحول ما في موقف الرياض، يؤثر في حلفائها في لبنان، بالرغم من أن الأخيرة لا تزال تبعث بالعديد من الرسائل التي تصب في إطار أنها ليست في صدد التراجع عن الشروط أو المواصفات التي تضعها، لكن ما ينبغي البحث فيه يكمن في كيفية تعديل موقف القوى المسيحية من هذا الترشيح، لا سيما أن الأفرقاء المعنيين، تحديداً «التيار الوطني الحر» وحزب «القوات اللبنانية» وحزب الكتائب، مستمرين في مواقفهم التصعيدية بوجه ترشيح فرنجية، بينما لا يمكن الذهاب إلى انتخاب أي شخصية لا تحظى بموافقة أي من الفريقين الكبيرين، التيار او القوات، سواء كان ذلك على مستوى تأمين نصاب جلسة الانتخاب أو على مستوى تأمين الميثاقية المسيحية له، لكن الاهم تأمين النصاب الذي يُعتبر جزءاً من الميثاقية، إذ ان حضور احد الطرفين جلسة انتخاب تؤدي الى وصول فرنجية الى بعبدا ولو باكثرية الدورة الثانية سيكون كافياً ،إنما من سيُقدم على هذه الخظوة وكيف ولماذا؟

 

إنطلاقاً من ذلك، تشدد مصادر متابعة على أن الفيتو المسيحي، الذي لا يزال يصطدم به ترشيح فرنجية، لا يقل أهمية عن الفيتو السعودي، خصوصاً أن معالجته لن تكون سهلة على الإطلاق، بالرغم من أن هناك من يعتبر أن توفير المظلة الخارجية من الممكن أن يدفع الأفرقاء اللبنانيين إلى تليين مواقفهم.

 

تؤكد المصادر أن المطلوب لكي تنعكس أي تسوية على الداخل بما يتعلق برئيس تيار المردة، هو اقتناع القوات اللبنانية بحضور جلسة انتخاب فرنجية، إذ ليس المطلوب تأمين أصوات مسيحية له، كون سير السعودية به سيؤمن له الأصوات اللازمة للدورة الثانية، إنما من الضروري حضور المسيحيين الجلسة. بالمقابل قد يكون أصعب إقناع التيار الوطني الحر الذي حاول حزب الله مراراً جعله في صلب أي تسوية توصل فرنجية لكنه رفض، ما يعني أن التوجه الأقرب للتيار بحال الاتفاق على فرنجية هو التوجه نحو المعارضة.

 

ارتفاع صوت رئيس حزب القوات بوجه ترشيح فرنجية يجعل المناخ غير حاضر بالوقت الراهن على تمرير انتخاب فرنجية، وهذا المناخ لن يؤمن بسهولة، علماً أن جعجع نفسه من أطاح تسوية كان يمكن أن توصل فرنجية الى بعبدا عام 2016، فهل «تمون» السعودية فعلاً على جعجع لدرجة جعله يحضر جلسة انتخاب فرنجية دون اللجوء الى التعطيل، ام أن الأجواء الداخلية لن تتقبّل أي تسوية خارجية ما لم تكن مرضية لبعض القوى المسيحية تحديداً؟