«مشروع الولد المسيحي الرابع» هي الخَضّة المسيحية التي ينوي المعنيّون في منطقة القبيات إطلاقَها نهاية الشهر الجاري، وتهدف الخطة إلى تحفيز الشباب المسيحي للإقبال على الزواج وإنجاب أكثر من ولدين، وفي هذا الإطار سيتمّ تكريم 14 عائلة في عكّار بين القبيّات وعندقت أنجَبَت الولد الرابع من دون معرفتِها بأنّه سيكون «المدلّل».
عكّار، القبيّات، حركة «لبنان الرسالة»، ورجال مؤمنون ومغتربون تحفّظوا عن ذكرِ أسمائهم يريدون في نهاية الشهر الجاري إحداثَ هذه «الخضّة المسيحية «التي ستصدم إيجابياً العائلةَ الناشئة والعائلة المتردّدة، وكذلك العائلة التي لم تنشأ بعد وتحتاج إلى دعمٍ من مؤسسات شبيهة بحركة «لبنان الرسالة».
تكشف الأوساط المعنية أنّ التكريم سيتمّ في منطقة القبيّات برعاية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، أمّا التمويل فمصدرُه متموّلون مغتربون وحركة «لبنان الرسالة» ممثّلةً بالمسؤول عنها في عكّار الناشط الاجتماعي غازي الياس الذي أوضحَ لـ«الجمهورية» ماهيّة الحدث. فلفتَ إلى أنّهم كانوا يُفضّلون تكريمَ الولد الثالث إنّما ارتأوا في خطوتهم اختيارَ الولد الرابع حتّى تكون القدرة المادّية لتأمينه مدى الحياة متينةً وليس لفترة زمنية محدّدة، لذلك قرّروا أن تكون المكافأة للولد الرابع والتكريم للعائلة المسيحية التي تُنجبه.
أمّا التمويل فتقدّمه شخصيات مسيحية محترَمة وميسورة في الداخل اللبناني وفي دوَل الاغتراب، وهذه الشخصيات آمنَت بالمشروع ومستعدّة للمضيّ في الأمر بمشاركة كريمة من حركة «لبنان الرسالة» التي تبَنّت أيضاً هذا العمل في منطقة القبيّات انطلاقاً من سبب وجودها وإنشائها إذ إنّ هواجسَها مشترَكة، فتبَنّت المشروع واعتبرَته قضيتَها، وبالتالي يرى كوادرها أنّهم بحاجة إلى خَضّة مسيحية ومؤسّسات تُترجم أفكارَهم ضمن إطار لائق يُظهِر الإنسانَ المسيحيّ المؤتمَن على الإرث، الخَلوق والمكافحَ، والمبدع والمؤمن. لذلك القصة يلزمها تضحية.
تكريم معنوي
وعن التكريم، يقول الناشطون إنّه «معنويّ في الأساس، لأنّ العائلة التي أنجبَت الولد الرابع المسيحي تستحقّ في هذا الظرف التكريمَ والتقدير والمكافأة، إضافةً إلى تقديم مكافآت ماليّة عبر شيكات ماليّة تُصرَف لاحتياجات العائلة وللولد الرابع مدى العمر، والهدف الأهمّ مِن هذا الحدث هو التدليل على الأزمة فيُقبِلَ الأهل على الإنجاب ويكفّوا عن خوفِهم وتردُّدِهم، ولتحفيزِ الشخصيات المسيحية المغتربة والمقيمة على مساعدتهم في مشروع الولد المسيحي الرابع، فتكون المساعدة لمدى العمر وليس فقط مجرّد مكافأة آنيّة وظرفية».
دور لبنان الرسالة
وعن التكريم يقول رئيس حركة لبنان رسالة ريمون ناضر أنّ «تعزيز الحضور المسيحي والحفاظ عليه في كل لبنان ، هو الإطار الذي تعمل عليه حركة «لبنان الرسالة»، وبعد انتشار ناشطين لها في لبنان كله، تبيّن أنّ المسيحيين في عكار يواجهون مشكلة خطيرة، إذ انها تتفرّع تصاعدياً من وجودهم في غياب للمسؤولين المعنيين، لذلك درست الكوادر التابعة للحركة هناك مبادرات إنقاذية عدة، أبرزها اقتراح الشروع بمساعدة العائلات المسيحية التي تتردّد في الإنجاب بسبب ضغوط الحياة الاقتصادية، وقررت تكريم العائلة التي أنجبت الولد الرابع وتبنّيه مدى الحياة وعلى مختلف الاصعدة، وبذلك تتحمّس العائلات الصغيرة للانجاب كما يتحمّس الغيارى على تزايد المسيحيين ويهبّون بدورهم للمساعدة».
ويشير ناضر الى أنّ «حركة «لبنان الرسالة»، على رغم انها ما زالت صغيرة وفي بداية نشأتها، الّا أنها ستساهم في تمويل الولد المسيحي الرابع. آملاً أن تكبر الخطوة وتتمدد وتصبح مشروعاً لمدى الحياة عندما يسمع بها المؤمنون من المتموّلين في لبنان وخارجه».
ويوضح: «من أبرز الطلبات التي ستطرح يوم التكريم في 28 شباط، دعوة المؤمنين الذين لديهم غيرة على الرسالة المسيحية في لبنان، أن يساهم كل واحد منهم ولَو بجزء خجول فتتوسع هذه الخطوة، لتصبح «مؤسسة الولد المسيحي الرابع»، وتنتقل عدواها من القبيات الى الوطن كله.
ويضيف: «نفخر بأننا أصحاب الفكرة، وسنفخر أكثر اذا تَبنّتها الجمعيات المسيحية ودعمتها الكنيسة لتصبح مشروعاً موحداً ناضجاً ومنتجاً. على أن تستكمل الجمعيات المسيحية والكنسية هذه الفكرة وتتبنّاها، فننشئ معاً مؤسسة «الولد المسيحي الرابع».
الحدث ليس عنواناً للمنافسة
في المقابل، يؤكّد الناشطون أنّ تكاثُر المسيحيين في مناطقهم ضروريّ للحفاظ على أرضهم وإرثِهم، لافتين إلى أنّهم سيجهدون لتأمين الدعم المادّي لهذا المشروع، على ألّا يكون الحدَثُ مجرّدَ دعاية أو عنواناً يَمضي مع الأيام، بل حالة مستمرّة.
من جهتِها، تشير أوساط مشاركة إلى أنّ الدعم لن يكون عنواناً للمنافسة بين بقيّة المذاهب أو زعَماء الطوائف، والمشروع بحَدّ ذاتِه ليس تحدّياً لأحد وليس للمنافسة، بل هدفُه تحفيز المسيحيين على بناء عائلات كبيرة، والإسراع في الزواج وعدم الخوف من الإنجاب، لأنّها بذلك تحمل إرث المسيحية الحقيقية وتصبح قادرةً على المواجهة والبقاء في أرضها متسَلّحة بعددِها، فتتابع إحياءَ شعائرها الدينية في القرى والجبال من دون عائق جغرافي أو ديموغرافي، خصوصاً أنّ ثقافة حُبّ الحياة وتعَلّق الإنسان المسيحي بالمظاهر والمادّيات بدأ يطغى على وجهِه الحقيقي، وألغى دورَه ومعنى وجودِه».
وتَعتبر الأوساط أنّ المطلوب هو ثورةٌ على المستوى الثقافي وعلى مستوى الجامعات والجمعيات الروحية والكشفية.
وحركة «لبنان الرسالة» سيكون لها مطالبُ من المسؤولين ومن الكنيسة يوم التكريم في 28 شباط، وستُشدّد على أنّ دعمَ الكنيسة وتبَنّيها «مشروع الولد الرابع» أسوةً بتبَنّيها مشاريع مشابهة، يُشكّل دعماً معنوياً للمشروع ويضعُه في إطاره الصحيح، فيتشجّع المؤمنون والمغتربون ويسارعون لمنحِ الثقة للقَيّمين على «مشروع الولد الرابع».
الحدث يحمل في طياته عناوين ورسائل عديدة من أهمّها: دفع الجيل المسيحي الجديد إلى تحقيق الانتفاضة المسيحية وتغيير لغتهم الجديدة وطريقة عيشهم الحالية وتحذيرهم من انهم إذا لم يفعلوا فهُم إلى الزوال ذاهبون»، مع التحذير من أنّ «أجراسَهم لن تدقَّ كما دقّت في السابق، في ظلّ تضاؤل عددِهم وضِيق آفاقِهم».
كما يؤكّد الناشطون أنّ موضوع الأرض والعدد متلازمان، والاثنان خطيران، فإذا عملنا على الأرض وحافظنا عليها ولم نسع الى التكاثر والامتداد، سنزول من التاريخ والجغرافيا.
أمّا عن إمكانية «الهَجمة» المحتملة للعائلات المسيحية في عكّار على حركة «لبنان الرسالة» فيما لو علمَ المسيحيّون بالمكافأة، فيؤكّد المعنيّون أن «لا مشكلة لديهم، وهناك شخصيات مسيحية جاهزة وحاضرة ومؤمِنة برسالتها وبمسيحيتها وبوجودها».
وتزامُناً مع انطلاق مشروع «الولد المسيحي الرابع»، يقول المعنيون إنّهم بعد انطلاق المشروع في منطقة عكار سيسعون لتبَنّي الولد الرابع للعائلة المسيحية في كلّ لبنان، وليس في القبيّات فقط وعلى المستويات كافّة.
ويوضِح القيّمون على الحدث أنّ جلّ آمال المسيحي المغترب وأحلامه مساعدة المسيحي المقيم، فلم يفاجَؤوا بالإقبال الذي وجدوه عند المغتربين، واصفين إيّاه بأنّه مخيف إلّا أنّه يحيي الأمل. أمّا المتبقّي فقط لتتويج هذا الحدث، فهو غطاء الكنيسة والمؤسسات المسيحية لإطلاقه، حتى يوضَع في إطار عام يَليق بأهمّيته، لأنّ ثقة المغترب تشكّل المفتاح الذهبي لإنجاح مشاريع مماثلة، فيما «الخضّة المسيحية» الأيجابية المرتقَبة في 28 شباط في كنيسة سيدة الحبل بلا دنس في القبيات، لن تنجحَ إلّا بثبات التوأمَة بين الاثنين، الأرض والعدد.
شيكات ماليّة للولد الرابع
الجدير ذكرُه أنّ التكريم سيكون عبارةً عن لفتةٍ ماليّة عبارة عن شيكات ماليّة لأربعة عشر عائلة مقيمة بين القبيّات وعندقت، على أن تُطلَق خلال التكريم سلسلة عهود ومطالب تلتزم بمساعدة الولد الرابع أثناءَ دراسته وبكِلفة تعليمِه ومرافقته في كلّ مسيرة حياته وتبَنّيه إلى النهاية.
إضافةً إلى مطالبة الكنيسة بالسعي «لإنشاء المؤسسة المسيحية للولد الرابع»، إذ يَعتبر القيّمون أنه لايجب ان يكون هناك مشكلة للكنيسة في اتّخاذ قرار مماثل، وهي القادرة اذ تحظى بثقة المواطن، ولديها المغترب الميسور والمؤمن بها وبتاريخها وبأصوله.
أمّا الأسماء فستُذكر في المناسبة، ولن تستبقَ «الجمهورية» حلاوةَ الحدث، فتعلنه، بل سنتركه للمواطن ولكلّ عائلة متحمّسة لإنجاب الولد الرابع.
إشارة إلى أنّ الحدث لن يقتصر على منطقة عكّار، إذ يثق القيّمون بأنّ العدوى ستنتقل إلى مختلف القرى والمناطق اللبنانية والعائلات المسيحية المتردّدة في زيادة عدد أفرادها…فتتحمّس وتُنفّذ هذه العائلات وصيّة السيّد والمعلّم الأوّل: «تكاثروا واملأوا الأرض».