Site icon IMLebanon

من يحمي المسيحيين ؟!

 

لا أحد يدري من هي، وكم هي، القوى التي تلعب على المسرح، ما وراء المسرح، في لبنان …

 

ما يحدث، وما يقال، الآن لا يعطي الأولوية لتشكيل الحكومة. الأولوية لدفع حزب الله الى خارج اللعبة، ربما الى خارج الجمهورية. رئيس حزب مسيحي قال للمقربين «لقد قطعنا ثلاثة أرباع الطريق الى ذلك. يبقى الربع الأخير الأكثر دقة، والأكثر خطورة». شيء ما يفترض أن يحدث لتغيير قواعد الاشتباك على الأرض.

 

الرهان على أن تنطلق الشرارة الأولى من الشمال. الخشبة هناك جاهزة لشتى الاحتمالات. هذا قد يُمهّد لتدخل عسكري. الانفجار يغدو، تلقائياً، أمراً واقعاً، ويستدعي تدخلات أخرى عبر المرافئ الأخرى. الجمهورية (الدجاجة العرجاء) على فوهة البركان. لا مجال للسحرة، ولا لقبعة السحرة، في انتاج حكومة. المسألة قد تحتاج الى معجزة. على الأقل الى نصف معجزة!

 

الذين التقوا المستشار الديبلوماسي في الاليزيه غوستاف لوبون ينقلون عنه خشية بلاده من أن يحدث في لبنان ما حدث في سوريا حيث لم تتمكن الدول التي تولّت صناعة الأزمة، بالتالي ادارتها، من الاتفاق على النظام البديل. هذا ما أثار الصدمة لدى جون كيري الذي كان يتوقع من الحلفاء وضع تصوّر مُشترك لحقبة ما بعد النظام …

 

كل طرف كانت له وجهة نظره، وكانت له تطلعاته الايديولوجية أو الجيوستراتيجية. النتيجة دمار أبوكاليبتي، وتقطيع بعض الأوصال الأكثر حيوية في سوريا، دون أن يتمكن أحد من التغيير.

 

لبنان لا يستطيع، في حال من الأحوال، أن يتحمّل الأهوال التي تحمّلتها سوريا. التوازنات الديموغرافية، والسياسية، والطائفية، حساسة جداً. لبنان كله قد يتحول، خلال ساعات، الى هيروشيما على غرار ما حدث في بيروت.

 

جيفري فيلتمان الذي طالما دعا الى اجتثاث حزب الله عسكرياً أبلغ أصدقاءه في بيروت بأن حزب الله تمكن، فعلاً، من ارساء مُعادلة توازن الرعب مع «اسرائيل»، وهي القوة الأسطورية. أي انفجار لا بد أن يقضي على الجميع. من يرث لبنان، في هذه الحال، بنيامين نتنياهو أم رجب طيب اردوغان ؟

 

هنا لا بد من الاعتراف بحصول تغيير دراماتيكي في المزاج المسيحي. التأجيج السياسي، والطائفي، وصل الى مُبتغاه. انفجار المرفأ الذي لا يزال، حتى اللحظة، لغزاً لا يُمكن حتى للأدمغة الهوليودية فكه، تمّ توظيفه مسيحياً والى أبعد الحدود. أي حل للمسيحيين في لبنان ؟

 

قوات أوروبية، وربما أميركية أيضاً، لحمايتهم. الانفجار السني ـ الشيعي يُمكن أن يقع في أي لحظة. لا مجال اذا ما بقي الصراع الاقليمي يجري، أو يُدار، بتلك الطريقة الجهنمية، على أمل ألا يبقى دونالد ترامب في البيت الأبيض، ليلتقي جو بايدن وحسن روحاني في ردهة المفاوضات.

 

حتى اشعار آخر، على «الثوار» الذين بألف لون ولون أن يدركوا أن هذا النظام، وعلى شاكلة سائر الأنظمة التوتاليتارية في المنطقة، لا يتزحزح ولو لم يبق حجر على حجر (أليست هذه ثقافة الغربان ؟) . الطبقة السياسية هي صناعة القضاء والقدر. اسألوا الله …

 

حتى الديناصورات انخرطوا في «الثورة». الذين طالما اغتسلوا بالوحول، وهذا هو رأي المحافل الدولية، يبدّلون جلدهم، تماماً كما تبدل الأفاعي جلودها. لا تستغربوا اذا ما رأيتم دراكولا بوجه اميليو زاباتا. فيفا زاباتا …

 

«كلن يعني كلن» باتت تختزل بالجهة التي تمتلك الصواريخ. ألم يسأل رئيس الحزب اياه السفيرة الأميركية دوروثي شيا «أي صواريخكم يا صاحبة السعادة» ؟

 

على الأرض المسافات متباعدة. لا أحد لديه أي تصور واقعي حول شكل، وحول تشكيل، الحكومة العتيدة. أكثر الأشخاص ضياعاً سعد الحريري. هل نفشي سراً اذا ما قلنا أنه يتوجس من الذين حوله، ومن وراءهم، أكثر مما يتوجس من خصومه.

 

المسيحيون هم من يحمون المسيحيين. يحمون المسلمين أيضاً وأيضاً !!