IMLebanon

الإحصاء ونسبة المسيحيين

 

ما باحت به البطريركية المارونية، أمس، حول مسألة الإحصاء وعدد المسيحيين في لبنان، لم يأتِ من سراب، اذ هو في سياق ما تشهده الساحة اللبنانية من تصاعد، هذه الأيام، في لهجاتٍ وأقوال ومقالاتٍ وبرامجَ أكثرها مريب، يعزف على وتر العدد، في محاولات وأهداف مريبة.

 

وأمس بالذات عُقدت حلقة حوار بين مجموعة من المثقفين خُصِّصتْ لهذه الغاية، شارك فيها منتمون الى أحزاب وهيئات ومؤسسات مسيحية، إنما بصفة شخصية، وعرضوا لهذه «الفوعة» وأسباب استحضار هذه المسألة الحساسة في هذه المرحلة بالغة الدقة  والتحرج. هنا نقط أُثيرت في الحلقة:

 

1- إن فتح هذا الموضوع، اليوم ليس بريئاً على الاطلاق (جرى التداول في بعض المعطيات والمعلومات)، ولكن في أي حال يجب ألّا يثير أي تخوف لدى المسيحيين(…).

 

2- إن الأرقام والنِسَب المتداولة تفتقر الى الكثير من الدقة، بل تناقض الواقع، مثال ذلك أن عائلة مسيحية واحدة في لبنان، وهي عائلة الخوري فيها نحو نصف مليون اسم مسجّل حاملوها في الدوائر الرسمية، وثمة CD موجود في ملفات جامعة آل خوري في لبنان والعالم يثبت هذه الحقيقة.

 

3- حتى ان مقولة «أوقفنا العد»، مع التأكيد على حسن نية الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي أطلقها، «تُردّد اليوم بأهداف» مشبوهة. كما ورد حرفياً في دراسة كانت مدار  تداول في الاجتماع. وقد ورد فيها النص الآتي حرفياً: «ذلك أن إضافة نحو 750 ألف نسمة (هكذا صار العدد اليوم) من غير المسيحيين الى سجلات النفوس أدّى تلقائياً الى الخلل الكبير، وبالتالي تزيدون عدد أحد الطيفَين بمرسوم هجين لا شبيه له في العالم قاطبة، وتضربون في التوازن الوطني مقتلاً ثم تمنّنوننا بوقف العد، فهذا غير مقبول»(…).

 

سجلنا هذا الجانب، الذي نكتفي به الآن، مما أُثير في الحلقة الحوارية، أمس، لنلفت اهتمام وعناية من يعنيهم الأمر الى أن الحال «مش ماشية»، وأنه يجب التعامل معه بكثير من المسؤولية الوطنية بدءاً من   عضوية مجلس بلدية بيروت بكثير من الحذر والتنبه سيّان أُجريت انتخاباتها أم لم تُجرَ .