IMLebanon

المسيحيون والارقام المخيفة!!

مر خبر احراق كنيسة «خبز وسمك» في الجليل في فلسطين المحتلة قرب بحيرة طبرية مرور الكرام وكأنها جزء لا ينفصل عن تهديم الكنائس في العراق وسوريا من قبل «داعش» وكأن الطرفين اسرائيل والجماعات التكفيرية لديهما اهداف مشتركة تجاه بعض المكونات في الشرق وخصوصاً المسيحية منها، وبالرغم من عدم اثارة هذا النوع من الاجرام من قبل وسائل الاعلام المحلية او الدولية، ولم تأخذ حيزاً من الاهتمام بل تمت عملية تعداد احراق هذه الكنيسة وما لها من رمزية من ضمن الكنائس التي احرقت وهدمت في نينوى ودير الزور في سوريا.

اوساط مسيحية متابعة تعتبر ان عدم الاهتمام الدولي بما جرى للمسيحيين في العراق وبلاد الشام واللامبالاة الحاصلة اقليمياً للخطر المحدق بالاقليات شجع العديد ممن يضمرون انهاء الوجود المسيحي في الشرق الى الاعتداء عليهم وترحيلهم دون ان يرف جفن اي طرف محلي او خارجي، وتلفت هذه الاوساط الى ان هذا التهجير المبرمج للمسيحيين لا يمكن ان يكون ابن ساعته بل ناجم عن مخطط تم وضعه في الغرف المظلمة على خلفية الاعتقاد السائد لدى الدوائر الاستخبارية الغربية ان الطوائف المسيحية شكلت منذ بداية القرن الواحد والعشرين ازعاجاً للمخططات اليهودية المسيطرة على القرار في الدول الكبرى تمهيداً لسيطرة اسرائيل على القرار في الشرق الاوسط وما انكشاف مساعدة الجيش الاسرائيلي لـ «جبهة النصرة» و«داعش» بشكل فاضح سوى ترجمة لهذا المخطط الذي يطال اقليات اخرى في المنطقة وان الاشهر المقبلة سوف تشكل جحيماً من الحروب من اجل رسم خريطة جديدة يجهل المسيحيون مجرد اية حدود لها او اذا ما هناك نوايا لابقائهم في الشرق وبالتالي لبنان.

مع هذا المشهد الدراماتيكي المقبل تؤكد هذه الاوساط ان المطلوب من المسيحيين في ظل هذا الخطر الوجودي الامور التالية:

– اولاً: الاقتناع ان هناك خطرا داهماً على المسيحيين في لبنان من قبل الجماعات التكفيرية وثانياً من المخططات التي يجري رسمها في الخارج لخريطة المنطقة وموقع المسيحيين فيها وعدم تصديق الوعود الغربية المرسومة منذ القدم والتي قضت على انتشار المسيحيين منذ القرن التاسع عشر وصولاً الى اليوم وعدم الركون الى هذا الارتهان الفارغ سوى من الكلمات الرنانة التي شبع المسيحيون منها على مر السنين.

– ثانياً: الاقتداء بالطوائف اللبنانية الاخرى وفق الطريقة المتبعة حالياً وهي تتمثل بتجميع كافة الانشطة والقوى تحت مسمى حالة الطوارئ تمهيداً لمجابهة ما هو قادم عليهم ووضع سلم اولويات للنخب المسيحية لتوعية القيادات والجماعات الشعبية الى الاعاصير العاتية والتي لن ترحم احداً في هذه المنطقة لا الطوائف الاسلامية ولا المسيحية ولكن بفعل الوضع المسيحي المتردي فالمطلوب مضاعفة الجهود والتخلي عن الانانيات بفعل تخطي الخطوة قضية الاشخاص وصولاً الى مستقبل جماعة بكاملها.

– ثالثاً: تسريع المصالحات المسيحية – المسيحية وعدم التلهي بدراسة هذا الملف او ذاك وفق خلفيات احادية ذلك انه بالرغم من قيام «ورقة النوايا» بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وانعكاسها ايجاباً على الارض الا ان المطلوب اكثر وبقدر التحديات القادمة اي ان تكون هذه النوايا منطلقاً نحو ضم بقية الافرقاء المسيحيين اليها دون التلطي وراء معاني بعض الكلمات او القول ان النوايا موجهة نحو طرف معين، فالجماعات التكفيرية سوف تفتك بالجميع ولن تفرّق بين عوني وقواتي او كتائبي او من المردة فالجميع يقفون على الهوة نفسها وفق منظار «داعش» و«النصرة».

– رابعاً: يجب على الكتائب اللبنانية أعرق الاحزاب المسيحية ان تفسر للمسيحيين معنى شعارها الحزبي: الله والوطن والعائلة وترجمته عملانياً بالانضمام الى القوات والتيار الوطني دون تردد او انتظار او الظن ان استقلالية الكتائب سوف تحيدها عن مبدأ العقاب من قبل هذه الجماعات، وتدعو هذه الاوساط الى التمعن جيداً بأن المسيحيين جميعهم حتى لو تجمعوا يدا واحدة بالكاد يستطيعون رد الهجمات الآتية عليهم فكيف اذا كانوا متفرقين، وبالتالي ما هي مبررات الكتائب اللبنانية في عدم حماستها للقاء القوات والتيار وهل هي حريصة على سبيل المثال على السيادة والحرية والاستقلال اكثر من هذين الحزبين؟ ام ان تسميتهما «الحزبان الكبيران» أزعج بعض الكتائبيين من التقرب لتصفية النوايا بين مختلف الجماعات المسيحية؟ وفق هذا الموقف الكتائبي تدعو هذه الاوساط الى قراءة التاريخ الحديث لهذا الدلع السياسي والى اين اوصل المسيحيين برمتهم جراء التزاحم على المناصب التي اصبحت فارغة من المضمون ولم يتبق منها سوى معنى الفخامة.

– خامساً: التشديد لعودة المسيحيين الى الادارة العامة في البلاد بعد غياب اما قسري او تقاعس من قبلهم وهذا يتطلب وحدة في المطالبة العالية الصوت لتحصيلها بالرغم من كون البعض من المجتمع المسيحي يبتعد عن الدولة لظنه انها اصبحت غريبة عنه بعد ان كان سيدها لعشرات السنوات، وهذا امر بالغ الاهمية برأي هذه الاوساط التي تؤكد ان الدخول في ملاكات الدولة وأجهزتها يعني المشاركة في صنع القرار اما التقوقع والمقاطعة فالجميع عرف نتائجهما.

– سادساً: استحصلت «الديار» على عينة من الوجود المسيحي والولادات والوفيات والتي يمكن تعميمها بفعل التشابه الحاصل ضمن الظروف الموحدة لعيش المسيحيين وفق التالي:

في بلدة نهر ابراهيم في جبل لبنان يحدث ما يلي:

– منذ ثلاثة وعشرين عاما كان عدد اصوات الناخبين في البلدة 850 صوتا حتى العام 2014 اصبحوا 855 صوتا اي بزيادة خمسة اصوات!!

– في العام 2014 تم تسجيل زواج واحد من آل غانم!!

– توفي سبعة اشخاص في العام 2014.

هذه عينة على القادة المسيحيين التعمق فيها بالكثير من القلق انما وفق ارادة عازمة على البقاء وعدم الذهاب للعمل في بساتين الفرنسيين!!