Site icon IMLebanon

المسيحيّون وحاجتهم الى ماء الزهر : الرئاسة والمطرانان المخطوفان قيد النسيان؟!

تكاد تمر حادثة اختطاف المطرانين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي في المشهد السياسي العام من حيث الاهتمام بمصيرهما تماماً كما سيمر مشهد الفراغ الرئاسي في بعبدا حتى ان مجرد ذكر الاولى مع الوقت قد تلاشى الى حد بعيد، ولا احد يعرف ما اذا كان رئيس الجمهورية المسيحي الوحيد في الشرق يمكن ان يلحق بالمطرانين من حيث الاهتمام بمصيرهما او اذا بقيا على قيد الحياة، وان أحداً من المسيحيين اوا لموارنة يمكنه التأكيد ان رئاسة الجمهورية تعود لماروني حسب الدستور يمكن ان تكون بعد كل ما يحدث حية في النفوس. هذا ما افصح عنه بالامس اسقف مسيحي يتابع القضيتين عن كثب لا بد عن خوف من ان تلتحق الرئاسة في بعبدا بخبر المطرانين. نعم الى هذا الحد يقول الاسقف الوضع خطر، ذلك ان حجز حرية اسقفين ما كان ليمر مرور الكرام لو ان المسيحيين موحدون حول اولويات الوجود بدل التلهي بمسائل السباق نحو رئاسة فقدت اكثر من نصف رونقها منذ قبل 25 عاماً متسائلا: ما المانع ان يلتحق هذا الموقع الماروني بمصير المطرانين حيث لا حس ولا خبر عنهما منذ زمن بعيد. وبعد مرور اشهر على خلو سدة الرئاسة فان هوامش العمل السياسي العام والاهتمام بآليات جديدة لعمل الحكومة تفسر شيئاً واحداً: ان الوقت سيطول قبل معرفة مصير المطرانين ليتماهى مع السؤال بعد اشهر من الفراغ القادم: اين اصبحت رئاسة الجمهورية اللبنانية؟

ويعتبر هذا الاسقف ان كل دقيقة تمر في هذه الآونة المصيرية تساوي بأثمانها هجرة شاب مسيحي في لبنان بعد فراغ العراق وفلسطين وسوريا وبعض من جمهورية مصر العربية من المسيحيين. ويبدو حسب هذا الاسقف ووفق الصمت المطبق عما يحدث للطوائف المسيحية في لبنان ان أحداً لم ولن يسأل عنهم لا في الشرق ولا في الغرب ووسط اهتمامات الدول الغربية بمصالحها الذاتية من نفط وغاز واستعمار جديد فان آخر ما يتذكرونه ان هناك مطرانين مخطوفين في سوريا منذ مدة بعيدة وكرسي رئاسي مسيحي مخطوف معهما لتتكوّن الفكرة العامة من حيث الاهتمام ان لا أحد يعنيه الوجود المسيحي في الشرق والذين صمدوا في لبنان انما هم حتى الساعة متواجدون بالصدفة وليس من حيث ارادة البقاء في ارض اجدادهم وإلا ما معنى هذا التذكير الاعلامي من وقت لآخر بأن سدة الرئاسة فارغة فيما العمل الفعلي غائب او مقصود ان يغيب، واذا قيل ان المسؤولية تقع على القادة المسيحيين في عدم اتفاقهم على شخصية رئاسية.

ويسأل الاسقف هل يظن المسيحيون ان المسلمين سوف يقومون بعمليات انتحارية من اجل انتخاب الرئيس الجديد؟ أو هل لديهم ضمانات في خضم التوتر الشيعي – السني في لبنان والمنطقة ان الاولوية تعود الى الاهتمام بالمراكز المسيحية؟ ومن يضمن الاّ يتفق المسلمون فيما بينهم في عزّ هذه الفتنة ويفرضون رئيساً من قبلهم على المسيحيين لا أحد يعرف لونه او مقدرته على العمل لبقاء المجتمع المسيحي في هذه الارض؟ أليس هو رئيس كل الجمهورية فيما رئاسة الحكومة لأهل السنة والويل والثبور لمن يأتي على ذكرها، وكذلك الموقع الشيعي الثاني في الدولة حيث ممنوع ملامسة هذا المركز!! ولكن كيف للمسلمين ان يرموا الطابة داخل الساحة المسيحية ودعوتهم الى اختيار شخصية مسيحية من خلال لقاءاتهم في بكركي.

ولكن السؤال الابرز لدى هذا الاسقف؟ ما الضامن بأن اختيار الزعامات المسيحية لشخصية رئاسية سوف يمررها المسلمون؟ أليس للمسلمين أجندة بدأت تتوضح معالمها من خلال انضمام كل فريق منهم واسناد ظهره اما على السعودية او ايران؟ ومن يدري ما هو تأثير الرئيس الماروني على دول اقليمية كبيرة ومؤثرة؟ وما هي قدرته على اتخاذ القرارات غير الموجودة في الاساس وهل باستطاعته القفز فوق التناغم السني – الشيعي القائم مهما كان يمتلك من عناصر قوة شعبية كانت أم نيابية؟!

ويتابع الاسقف باهتمام بالغ سرده للواقع المسيحي المعيوش من قلة الموت ليس إلا ليقول: يظن المرشح الماروني ان كان من هذا الفريق او ذاك ان ضمانته احد الفريقين وفق الموالاة السياسية ولكن عند الامتحان الحقيقي ومصالح الطوائف التاريخي فان الرئيس الجديد لا يستطيع الممانعة لاي تفاهم سني او شيعي كان ذلك انه مديون سلفاً لأحد الفريقين وان الذي يمكن وصفه بالرئيس القوي أياً كان هو الذي يستطيع ان يجلس الى الطاولة مستمعاً من فوق، فيما الاعمال التنفيذية تجري من تحت. وهذا ما يمكن تفسيره بأن الواقع المسيحي لا يمكن معالجته بالمسكنات والمطلوب وحدة عامة وكاملة سياسية وشعبية ونيابية من اجل ان يكون الصوت مسموعاً في البلد وغير ذلك مما يجري على الساحة مع بعض حسناته الموضعية لا يعدو كونه اعطاء ماء الزهر لمريض يختنق قبل ان يلاقي حتفه المؤكد.

ويختم الاسقف بالدعوة الى الاسراع فالمسألة قضية ساعات وليس اياماً او اشهر قبل ان تحصل متغيرات تودي بالبقية الباقية من المجتمع المسيحي ليلتحق بمسيحيي الموصل الذين كانوا لا يرون في الحلم ما قد يحصل لهم وها هم مشتتون مهجرون تدعوهم فرنسا وغيرها الى الاعتناء بالارياف وزراعة العنب بديلاً عن غرسهم لوطن عملوا على تربيته اجيالاً بعد اجيال ثم… أكلوه؟!