IMLebanon

مسيحيو الاطراف مطمئنون لوجود حزب الله الى جانبهم

حتى الساعة لم يعلن «داعش» او «تنظيم الدولة الاسلامية» تبنيه للعمليات الانتحارية في القاع نتيجة تكتيك لا يعرفه الا الارهابيون انفسهم، هو ربما لزيادة الغموض والالتباس الذي رافق العلميات الاجرامية اذ لم يملك احد بعد الجواب او التفسير المنطقي على ما اراده الانتحاريون او سعوا لتنفيذه قبل ان يكشف امرهم ويفشل ابناء القاع الذين تصدوا لهم المجزرة التي كان يمكن ان تقع حيث نية هؤلاء التوجه، وحتى الساعة ايضاً لا يمكن تحديد الوجهة التي قرر سلوكها الانتحاريون الثمانية  كما لا يمكن معرفة لماذا صمت «الداعشيون» عن تبني العمليات الانتحارية، واذا كان هذا الصمت بسبب الفشل وعدم رضى القيادة «الداعشية» الارهابية عن اداء انتحارييها وعجزهم عن تحقيق الاهداف وخصوصاً ان «تنظيم الدولة الاسلامية» يعلن فوراً وبسرعة تبنيه لعملياته الانتحارية، او ان القيادة الداعشية التي ظهر عجزها في اختراق بلدة مسيحية واخضاعها للارهاب تفضل ترك الامور وانتظار ردود الفعل وخصوصاً ان اختلافاً ظهر في وجهات النظر بين القيادات اللبنانية التي ذهب بعضها الى حد الدفاع عن «داعش» ومحاولة تبرئتها من التفجيرات.

وتقول مصادر متابعة ان ثمة تبايناً فاضحاً في تحديد المكان الذي خرج منه الانتحاريون بين القائلين بمجيئهم من الداخل السوري ومن يرى انهم قدموا من مشاريع القاع وآخرن من جرود عرسال. ولعل «تنظيم الدولة الاسلامية» الذي فوجىء بالنتيجة السلبية لعملياته الانتحارية وهو الذي تعود ان يحصد عشرات ومئات الارواح والشهداء دفعة واحدة اوعملية انتحارية واحدة يفضل عدم تبني عملية فاشلة لم تحقق الكم الهائل من الدمار او القتل ويعول ربما على مواقف القيادات اللبنانية التي تسابقت الى رمي التحليلات والتهم وهي على طريقة الانغماسيين الثمانية انغمست في خلافاتها وتبايناتها رغم فداحة الخطر الارهابي وما يمكن ان يسببه الانتحاريون اذا عاودوا لا سمح الله الكرة مرة اخرى.

 لكن هل فعلاً قرر تنظيم «داعش» احتلال بلدة مسيحية وهل اصبح المسيحيون في قلب المواجهة مع الارهاب وماذا عن الجهوزية المسيحية ؟ تؤكد اوساط مسيحية ان عملية القاع لم تفاجىء ابناء البقاع والمسيحيين الذين كانوا جاهزين لسيناريوهات مماثلة منذ حادثة رأس بعلبك وما قبلها، وكانوا على استعداد لاي حدث امني بالتنسيق مع الجيش والقيادات الامنية في المنطقة وعليه فان الارهابيين مهما كانت مخططاتهم فهي لا تعدو كونها اضغاث احلام بعدما تكبدوا خسائر فادحة في كل المناطق اللبنانية التي حاولوا احتلالها من القاع اخيراً الى ارهاب نهر البارد الى عبرا وطرابلس، فالبيئة اللبنانية اثبتت رغم كل شيء انها ليست بيئة حاضنة للارهاب. ومسيحيو الاطراف اثبتوا قدرتهم على المواجهة وانهم حملوا البندقية للدفاع عن ارضهم وليس للالتحاق بمراكب الهجرة لمغادرة ارضهم، وظاهرة الرجال والنساء في القاع الذين حملوا السلاح دليل على ان المسيحيين متجذرون بارضهم كما ان تفجيرات القاع رغم كل الشائعات والتسريبات التي حاولت الايقاع بين حزب الله والمسيحيين في القاع ثبت عقمها وان المسيحيين في الاطراف يطمأنون الى وجود حزب الله بمحاذاتهم لردع الارهاب التكفيري.

والسؤال  الآخر عقب عملية القاع هو كيف سيواجه المسيحيون الخطر التكفيري وهل بات لديهم خطة واضحة لمحاربة «داعش» و«النصرة»، هل يملك المسيحون السلاح الذي يملكه الآخرون  في الوطن وذلك الذي في حوزة الخصم الارهابي الزاحف الى مناطقهم  بعد محاولة غزوة القاع وقبلها غزوة رأس بعلبك والمحاولات المتكررة  التي استهدفت القرى والبلدات المسيحية المتاخمة للجرود؟ هل سيكون مصير المسيحيين وهم يسمعون ترداد معزوفة الشرق بدون مسيحييه شبيهاً بمصير مسيحيي سوريا والعراق، وبالتالي هل من تشابه او ان هناك اختلافاً جوهرياً ما بين مسيحيي لبنان واخوانهم في المناطق المهجرة؟؟….

ليس سراً ان الفاتيكان كما تقول الاوساط المسيحية، لديه مخاوف كبيرة في شأن الوضع المسيحي وهو  لم يعد يقبل الفراغ الرئاسي وسط كل المتغيرات والاحداث الخطرة. ورغم ذلك وكل المخاوف ترى الاوساط ان ما يحصل للمسيحيين وما كتب من مخططات للشرق الاوسط الجديد لا تصح لبنانياً بحسب الاوساط لأن طبيعة لبنان وتنوعه الطائفي من جهة اضافة الى القرار الداخلي بالوحدة لدرء الارهاب وابعاده من شأنها ان تشكل السد المنيع لعدم سقوط الوطن.

واذا كان المسيحيون رواد المقاومة يخضعون لاختبار جديد هو اختبار «داعش» ومشتقاتها، ولكن تماماً كما في الحرب اللبنانية استطاع المسيحيون ان يحافظوا على وجودهم وتجذرهم في لبنان ويسقطوا كل المخططات والسيناريوهات. الحقيقة الثابتة ان المسيحيين في لبنان شأنهم شأن الطوائف الاخرى  لم يعودوا على الحياد تؤكد الاوساط، بل اصبحوا في قلب المعركة وربما وجهاً لوجه مع الارهاب، ولا يبدو ان المسيحيين كما توحي اجواؤهم في صدد التسليم بأمرهم للمجموعات التكفيرية خصوصاً عندما يكون المسيحيون مهددين بانتمائهم الديني وهويتهم فلا احد حينها يمنعهم من الدفاع عن انفسهم.

قد  لا يملك المسيحيون السلاح المناسب لقتال «داعش» انما سلاح فردي محدود الفعالية لاستعماله دفاعاً عن النفس خصوصاً في المناطق البقاعية  والشمالية التي يمكن ان تكون مسرحاً لتسلل «داعش»، لكن هذا السلاح الفردي مدعوماً من القوى العسكرية والقدرات القتالية لحزب الله يبدو كافياً في المرحلة الحالية، لأن الجيش وحزب الله كفيلان بردع مسلحي «داعش» في المرحلة الراهنة كما ان سيطرة حزب الله على التلال والمواقع الاستراتيجية المنفذة على القرى المسيحية  قللت من مخاطر الهجوم لاحتلال قرى مسيحية في حين يبقى خطر الانتحاريين قائماً عبر الممرات السرية ومن المخيمات ضمن المؤامرة والمخطط المرسوم للمنطقة.