Site icon IMLebanon

مسيحيو الشرق.. من مجزرة إلى مجزرة!

 

كان بطرك السريان الكاثوليك، غبطة البطريرك اغناطيوس يونان، يقدس مستذكراً مذبحة السريان، وفي الوقت عينه كان «داعش» مع وحوشه يذبح الاشوريين والسريان في منطقة الحسكة في سوريا. وتطلّ علينا مع هذه المأساة مذبحة الأرمن ومذبحة اليهود ومذبحة الهنود الحمر والكلدان والأقباط واليونان والأحباش، ومذبحة الرهبان الموارنة وموارنة لبنان وسوريا وقبرص وجميع المذابح المتعاقبة على جميع مسيحيي الشرق الحاملي مشعل الانجيل بالمحبة والثقافة والخدمة واحترام حق الآخر وحريته بالاختلاف والغيرية وحقه بمعتقداته وطقوسه وشعائره وسلوكه وأكله ولبسه وعباداته. حمل المسيحيون الشرقيون ريادة ثورة العقل والنور وحرية وحق وكرامة المرأة في شخصها البشري المكمل لحياة الإنسان.

«داعش» الظلامي

أما «داعش» بتفكيره الظلامي الأسود كقلبه وعقله فقد حمل سكينه وكراهيته وحقده وراح يذبح كل مَن لم يوافقه في فكره ومسلكه، حتى أنه خرق القرآن الكريم الذي حرّم الزنى في سورة النور (في الآخرة لن يجدوا الحوريات بل النار والحريق). فسماه «جهاد النكاح» وهو ما رفضه مفتي جبل لبنان محمد علي الجوزو، كما حرّم القرآن قتل الأبرياء، فراح «داعش» يذبح الأطفال والعمال والنساء والرجال، وهو يدنّس الأرض والسماء بهذه الرذيلة الكبرى وهذه النجاسة العظمى! ويدنس النص المقدس بشرح خاطئ وفتوى مجنونة عاهرة.

مجزرة نهر خابور

هكذا هجم الوحوش، أهل «داعش» التماسيح، على المدن الاشورية على نهر خابور في الحسكة فذبحوا وقتلوا وخطفوا وأحرقوا البيوت وأقدم كنيسة في تلك المنطقة، معتقدين ان لهم أجراً في السماء، وهذا ما حرّمه القرآن والسنّة النبوية والأحاديث الكريمة وأصول العلاقات الطيبة بين الإسلام والمسيحية. لنراجع استقبال ملك الحبشة للمسلمين. حتى انه كما يشرح صديقي الدكتور محمد السماك حُرِّم على المسلمين أن يأخذوا حجارة الأديار والكنائس ليبنوا فيها بيوتهم.

نزوح وتهجير وتدمير

العائلات المسيحية الاشورية نزحت من تل تمر إلى مدينة الحسكة كما قال مراسل إذاعة العراق خليل حسين. أتوا بعرباتهم الثقيلة وارتكبوا المجازر التي راح ضحيتها العشرات، وهجروا أهل الأرض الأصليين الحاملين عراقة التاريخ ومنائر أبهى الحضارات، وهدمت كنيسة تل هرمز التاريخية والتي تعد من أقدم الكنائس في سوريا. وسيطر «داعش» على قرية تل شميرام وتل طلعة وتل طال وتل هرمز وقبر شامية وغيرها، واقتحموا المنازل وقاموا بخطف عدد كبير من الناس كرهائن وسبايا واحتجزوا العائلات الأخرى كرهائن بالقنص، بالرغم من مقاومة الوحدات المقاتلة لحماية الشعب والمجلس العسكري السرياني وقوات حرس الخابور.

عدد القرى التي نزحت بلغ أكثر من 33 قرية في حوض نهر الخابور، وهناك أكثر من 90 شخصاً مخطوفاً ومصير الكثيرين من العائلات في عدد من القرى بقي مجهولاً.

صليب المشرقيين

هذا هو صليب المسيحيين يمتد ليعانق صليب يسوع ويصبح مصير المسيحيين كمصير يسوع: «يساقون كالحملان للذبح» ويصرخون بالصلاة ليحميهم الرب ويبعد عنهم وينجيهم: «من الشرير داعش. ويغفر له هذه الخطيئة لأنه لا يدري ماذا يفعل» وسيأتي يوم يقرع فيه جرس القيامة.

() أمين سر اللجنة الاسقفية للإعلام