IMLebanon

«المسيحيّون المستقلّون» يسعون الى حجز مقعد في الخريطة السياسيّة الجديدة

بعد اقل من اسبوع على المواجهة التي حصلت على خلفية التمديد للواء خير بين الرابية ووزير الدفاع سمير مقبل والتي خاضها ميشال عون شخصياً بطلب طرح الثقة بالوزير مقبل حصل الاجتماع في دارة الرئيس السابق ميشال سليمان الذي جمع وزراء الكتائب وميشال فرعون وبطرس حرب والوزراء المحسوبين في فلك الرئيس السابق للجمهورية. الاجتماع في الشكل يبدو عادياً على حدّ قول مصادر مسيحية ولا يقاس بحجم ما يحصل على الساحة الداخلية من تغيير اوراق وتحالفات وتبدل في المعادلات ومن انفتاح وعلاقات بين اخصام الامس في السياسة وان كانت تحت شعار لقاءات الضرورة ومواجهة «داعش» والتكفيريين ، كما لا يمكن قياسه ربما في المدى القريب بحجم ما ستشهده هذه اللقاءات في حال انتجت اللقاءات بين معراب والرابية رئيساً مقبلاً كما بدأت التوقعات تشير الى تقدم كبير على صعيد الملفات وخصوصاً الملف الرئاسي قد تظهر مفاعيله او يهدى الى المسيحيين في زمن الاعياد المسيحية بعد نحو شهر تقريباً ، كما لا يمكن المقارنة بينه وبين ما يحصل على طاولة حزب الله والمستقبل التي توصلت رخم الخصومة والخلافات الكبيرة الى خوض ملفات خطيرة وحساسة فتم إخلاء سجن رومية ونقل السجناء الإسلاميين وشل حركتهم وتواصلهم بالخارج الارهابي ونفذت خطة البقاع الأمنية بدعم ومساعدة من حزب الله ونزعت الشعارات والاعلام الحزبية وكل ما يثير التشنج والنعرات المذهبية من الطرقات. فاللقاء في دارة الرئيس السابق قد لا يقاس بحسب المصادر، بكل هذه الاحداث والتطورات وبكل المقاييس والانقلابات والتغيرات التي تحصل على الساحة ، انما لا يمكن ايضاً ان يكون عابراً بدون اي اهداف او نقاط تلاق مشتركة حتمت حصول الاجتماع بين عدد من الوزارء والرئيس السابق للجمهورية.

في الشكل ايضاً يبدو اللقاء ان المجتمعين باغلبيتهم تضيف المصادر، هم من الفريق السياسي الذي لا يمكن ان ينسجم مع الرابية، فالرئيس ميشال سليمان منذ ما قبل خروجه من قصر بعبدا لا يحتفظ بالذكريات الودية او اللقاءات الحميمة بزعيم الرابية، اما الوزراء بطرس حرب وميشال فرعون فان كل تقارب الدنيا الذي يمكن ان يحصل بين المستقبل والرابية او بين الاخيرة ومعراب لا يمكن ان ينتج اعجاباً او تقارباً بين الوزيرين في 14 آذار مع الرابية والمناكفات الجارية في ملفات السياحة والاتصالات والتشويش على العمل الوزاري لهما جار دائماً من قبل الرابية . اما بالنسبة الى وزير الكتائب سجعان قزي فالنقاشات في مجلس الوزراء لا تعكس تفاهماً بين الطرفين في حين ان العلاقة على حالها بين بكفيا والرابية رغم كل الخطوط الحمراء التي تجاوزها عون مع سعد الحريري ومع سمير جعجع فان التحفظات الكتائبية على حالها مع الرابية.

ومن هنا يمكن فهم بعض الجوانب التي جعلت لقاء هذه الشخصيات في دارة الرئيس سليمان بدون ان يكون الهدف منها بالضرورة تشكيل جبهة سياسية لمشاكسة عون ، الا ان الطابع الذي يغلب على المجتمعين تقول المصادر يظهر عدم انسجامهم مع الرابية وبانهم الى حد ما من المتضررين من اللقاءات التي تجري على الساحة خصوصاً انهم خارج الصورة او الاطار الجديد الذي يتم ترميمه في العلاقات بين القوى السياسية المؤثرة. فثمة من يرى ان اللقاء من اجل حجز موقع على ضوء تقارب الرابية ومعراب وتفاهمهما الوشيك اذا حصل توافق بينهما على الرئيس المقبل خصوصاً ان جزءاً اساسياً من المسيحيين يبدو خارج الخريطة الجديدة وثمة من يعتقد ان المواجهة والتباين في وجهات النظر لا تزال تحكم العلاقة بين « الميشالين» وهي امتداد للعلاقة ذاتها التي سادت بينهما منذ كان سليمان يجلس على كرسي بعبدا.

اما في المضمون تضيف المصادر، فان اللقاء الى جانب كل النقاط السابقة والملف الرئاسي الذي يمكن ان يشكل المحور الاساسي لاي لقاء آخر ، يسعى الى حجز موقع في حال تم تعديل الآلية الحكومية خصوصاً ان وزراء الكتائب ورئيس الجمهورية يملكون حق الفيتو في مجلس الوزراء مما يجعلهم متساوين مع الآخرين .ومن هنا فان العنوان العريض للاجتماع التمسك بالآلية الحكومية الحالية والمطالبة بانتخاب رئيس للجمهورية.

ولكن مع اصرار المجتمعين على «حق» اي كان في الاجتماع او التفاهم على بعض الخطوات وبان الاجتماع ليس موجهاً الى احد والى الرابية تحديداً فان ذلك لا يعني ان اللقاء اتى من العدم على حدّ قول المصادر، ومن دون اي مبرر او من دون ان تنتفي اليه الحاجة وضروة التقاء هذه الشخصيات من اجل مواكبة التغيير الطارىء على الساحة، ولكن هل سيكتب النجاح او الاستمرار او التحول ربما الى جبهة سياسية، فان ذلك وفق المصادر يمكن حصوله ولكنه لا يمكن ان يكون مؤثراً في لعبة الكبار وفي ظل ما يجري بين الرابية ومعراب وبين المستقبل وحزب الله، كما ان كلاً من الكتائب او فرعون او حرب لا يمكن ان يحلقوا بعيداً خارج سرب المستقبل وجناح زعيمه.