تحدثنا أمس، عن القدرة الاستثنائية للقيادات المسيحية اللبنانية على ممارسة التفرقة والتنابذ، والتحرك تحت سقف البغضاء والأحقاد والنكايات، والحرد أحياناً، إلخ… وباستثناء هذه الممارسات، قاتلة أصحابها والمنتمين إليهم، فهولاء القادة الأشاوس أعجز من ان يكون لهم دور فعلي…
وتكفي نظرة واحدة إلى الواقع المسيحي في البلد ليتبين المدى البعيد الذي وصل إليه هؤلاء الأشاوس في دفع لبنان إلى الحضيض من خلال ارتهان ما تبقى من الدور المسيحي في السلطة لغير جهة داخلية وخارجية. يحدث هذا في وقت تتضامن الأطياف الوطنية الأخرى في السراء والضراء… وليؤذن لنا أن ندعي أنها تتضامن أيضاً في الصواب والخطأ على القاعدة الثابتة: «انصر أخاك…» بمعناها المباشر وليس بما يذهب إليه التفسير…
ونود أن نسأل الرباعي القيادي المسيحي السادة، مع حفظ الألقاب، جبران باسيل وسمير جعجع وسليمان فرنجية وسامي الجميل، الآتي:
أولًا- هل يعيدون قراءة ما يصدر عنهم وعن أحزابهم وتياراتهم والعباقرة التابعين لهم من بيانات وتصريحات، ليتبينوا ما فيها من بغضاء في حق بعضهم البعض؟ واستطراداً، هل يدركون مدى الأذى الذي يتسببون به في المجتمع جراء ما يزرعونه في النفوس من تحريض وكراهية؟!.
ثانياً- كيف أن سمير جعجع اكتشف أن الأخطاء في الحكومات المتعاقبة محصورة في وزراء التيار الوطني الحر، ما يشي بأن الآخرين الذين يتجاهلهم هم من الأولياء والقديسين!
ثالثاً- كيف أن سليمان فرنجية لا يجد في لبنان من ينتقده إلا العهد والصهر!
رابعاً- كيف أن جبران باسيل ينقب في البر والبحر حول ما يستخدمه للتصويب على سمير جعجع وأحياناً من دون مناسبة!
خامساً- وكيف أن الروح القدس هبط على سامي الجميل في حلولية نادرة فمسح بلمحة بصر تاريخاً وتراثاً وقاعدة ذهبية منذ الرئيس المؤسس، جده، فبات إسقاط رئيس الجمهورية هدفاً (…).
ونود أن نسأل هذا الرباعي: هل إنهم يجهلون كيف ولماذا أقام كميل شمعون وبيار الجميل وريمون اده الحلف الثلاثي؟ وكيف ولماذا أقام كميل شمعون وبيار الجميل وسليمان فرنجية الجد الجبهة اللبنانية ومعهم كبار مفكري الطائفة وأيضاً الرئاسة العامة للرهبنة اللبنانية، بالرغم مما كان بينهم من خلافات؟!.
ألا رحم الله أولئك الكبار.
ونود أن نصارح هؤلاء الأربعة، الذين شاءت أقدار المسيحيين اللبنانيين والعوامل التاريخية والحديثة، أن يكونوا في الصدارة، بأن الناس قرفانة وأيضاً خائفة على الحاضر والمستقبل والمصير، وأن عليهم واجباً تاريخياً… فليحذروا لعنة التاريخ!