IMLebanon

الوزراء المسيحيّون يبصمون على إقصاء أبناء طائفتهم من مراكز حق هل هم مُتواطئون أم شهود زور؟

القهر خبز يومي في تاريخ المسيحيين المليء بالدماء والدموع خصوصاً في هذا الشرق المترامي في بحور التعاسة والنفط و فالاضطهاد الممنهج لهم لم يعان منه حتى الهنود الحمر او سكان اوستراليا الاصليين وعلى الرغم من ذلك بقي المسيحيون شوكة في حلق مضطهديهم خصوصاً وانهم يملكون اقوى انواع الاسلحة وهي المحبة والتسامح، ولكن هذا لا يعفيهم من الدفاع عن النفس في لعبة الغاء الآخرين لهم او محاولتهم ذلك وفق اوساط مسيحية تنظر الى الآتي الاعظم في كثير من القلق.

لا ينقص المسيحيون الشجاعة، فمعظم قديسيهم كانوا من المقاتلين البواسل، ويوم كان العثمانيون يجتاحون العالم اعتمدوا بذلك على فرق الانكشارية الذين شكلوا حربة فتوحات العرق التركي الاصفر، ولعل اللافت ان الانكشارية كانوا من الاطفال المسيحيين الذين انتزعهم السلاطين من احضان امهاتهم ووضعوا في محميات خاصة دربوا فيها على استعمال السلاح وكانوا وقودا في جيش السلطنة العثمانية التي اجتاحت احدى اهم الحواضر المسيحية «القسطنطينية» التي سميت باسطنبول وتحولت اروع كاتدرائية في العالم «آجيا صوفيا» الى مسجد ومن ثم الى متحف يوم اعلن مصطفى كمال اتاتورك علمانية الدولة التي ستصبح جزءاً من الماضي كون «حزب العدالة والتنمية» التركي يسعى الى اسلمة الدولة بشكل متطرف وما تنظيم «داعش» سوى اول الغيث التركي بعدما رفضت اوروبا انضمام تركيا الى «الاتحاد الاوروبي».

وتضيف الاوساط انه في العراق اثر اجتياح «داعش» لمعظم مناطقه السنية تم اقتلاع المسيحيين من جذورهم وهم اهل البيت والبقية وفدوا اليه عبر الغزوات التاريخية المعروفة وليس حالهم في سوريا افضل من العراق في المناطق التي يسيطر عليها التكفيريون من «داعش» و«النصرة»، ولم يبق من ملجأ لهم سوى لبنان وما يخشاه المواكبون للنبض المسيحي ان يفقدوا آخر معقل لهم من خلال عاملين التكفير القادم من الخارج وبعض الداخل وعملية اقصائهم عن مواقع لهم في المؤسسات والادارات العامة مذكرين بقول المسيح «وعلى ثيابي اقترعوا».

وتشير الاوساط الى ان مطالبة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لانتخاب رئيس للجمهورية بقيت صرخة في البرية وان كلامه عن امتلاكه معلومات حول جهات خارجية تمول اطرافاً لضرب بكركي لم تأت من فراغ وان خشيته من الوصول الى المثالثة كأمر واقع حاصل لا محالة في ظل التشرذم المسيحي وخلافهم حول جنس الملائكة الذي اسقط القسطنطينية ولكنهم لم يقرأوا التاريخ جيداً، ولعل اللافت انه اثر امتداد الشغور في الكرسي الاولى لاكثر من ثمانية اشهر اشبه ما يكون بالمؤامرة على المسيحيين وحتى لو اتفقوا حول مرشح لاشغال المركز سيجابهون بالرفض من قبل شركائهم في الوطن على قاعدة ان رأس الدولة للجميع، وما هو مسموح في موقعي رئاسة مجلس النواب والحكومة محظور في لعبة الرئاسة.

وتقول الاوساط ان ثمة عملية قضم للمواقع المسيحية في المؤسسات والادارات العامة تحصل بملء الشواغر في المراكز المسيحية بآخرين من الطوائف الاخرى، والاكثر ايلاماً من ذلك ان الوزراء المسيحيين في الحكومة الذين يشكلون نصفها يوقعون على المراسيم دون ان يحركوا ساكناً فهل هم شهود زور ام متواطئون في لعبة البقاء في السلطة ولو دفع المسيحيون الثمن وقد اثار هذا الموضوع الاب طوني خضرا رئيس مؤسسة «لابورا» الذي يقول: «انه زار رئيس الحكومة تمام سلام مع وفد يمثل كل الشرائح المسيحية في لبنان طارحين عليه الحفاظ على التوازن في الدولة اللبنانية لخصوصية لبنان في هذه الظروف كونها تحمي الوطن» وكان موقف سلام تأكيده على انه يتقدم عليهم في هذه المسألة فهو قال «انه مع روحية المناصفة واذا كان الطائف قال بالمناصفة في الفئة الاولى فانه سيعمل على ان تكون المناصفة في كل الفئات» واذ بهم يتفاجأون بعد زيارته باسبوع اي في 22 من الفائت ان مجلس الوزراء وافق على تعيينات الفئة الثانية اي رؤساء المصالح وتبين انها اتت لصالح شركائنا في الوطن من المسلمين، وكانت كمراكز مشغولة في السابق من المسيحيين، واللافت وفق الاب خضرا ان هذه المراسيم وقع عليها 24 وزيراً بينهم 12 مسيحياً وآخر مرسوم وقع بالتاريخ المذكور، قضى بنقل السيد حسن يوسف سويدان من ملاك ديوان المحاسبة الى ملاك وزارة الاشغال العامة ـ المديرية الادارية المشتركة وتعيينه رئيس مصلحة في المركز مع العلم ان هذا المركز للموارنة شغر بتقاعد سمعان بدوي.

واضاف خضرا بناء على ذلك نسأل الوزراء والسياسيين المسيحيين من يمثلون في الحكومة، هل يمثلون حقوق المسيحيين واذا كان الامر كذلك نطلب منهم توضيح ما يجري، لان المطلوب في هذا الظرف عدم تغيير وجه لبنان واقصاء المسيحيين عن وظائف الدولة التي هي حق طبيعي لهم، لحين اقرار خطة شاملة مدروسة تعمل على اقامة التوازن او الغائه لان هناك مراكز للمسيحيين الافضلية فيها وعلينا المحافظة عليها، وفي الختام توجه الاب خضرا بالسؤال عن الهدف من تغيير طائفة المراكز وهذا السؤال برسم المرجعيات الدينية والسياسية مسيحية ومسلمة.