«الرابطة المارونية» تستنفر «القوى العظمى» في «اللويزة»
«مسيحيو الشرق الأوسط»: لا للانقراض
كل «القوى المسيحية العظمى» تجتمع تحت سقف «سيدة اللويزة». قد لا تتسع لهم جدران الجامعة العريقة. فالصرخة المسيحية لم تعد تكفيها فضاءات المنطقة والعالم. لكن لا ضير من مساعي توحيد الأصوات والجهود.
تبادر «الرابطة المارونية» للتواصل مع جميع الكنائس في الشرق الأوسط. فليس من المبالغة القول إن الوضع المسيحي في المنطقة على «كف انقراض» والواجب التحرك ولو ضمن مؤتمر وكلمات ومنبر.
«مسيحيو الشرق الأوسط: تراث ورسالة». ربما هي رسالة تذكيرية بدور هذا المكون الأساس في المنطقة. ولكنها تهدف أيضاً، بحسب رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر الدكتور فادي جرجس، إلى «إطلاق حملة إعلامية تشعر المسيحيين بأنهم ليسوا متروكين عبر إحداث صدمة ايجابية تذكّر بالوجود والدور والحقوق».
3 كنائس كبرى تجتمع في هذا المؤتمر في سابقة هي الأولى من نوعها: الفاتيكان والكنيسة الروسية والكنيسة البروتستانتية. ومن المعلوم الدور الكبير الذي يلعبه البروتستانت في أميركا في صناعة القرار لناحية انتخاب الرئيس أو اتخاذ القرارات ضمن الإدارة الاميركية، فضلاً عن الدور المحوري للكنيسة الاورثوذكسية الروسية داخل اروقة قصر القيصر، بالاضافة الى المشاركة العريقة لكنائس المنطقة المارونية واللاتينية والأرمن الاورثوذكس والسريانية والكلدانية والقبطية والمشرقية.
يلفت جرجس إلى أن ما يميّز هذا المؤتمر عن غيره هو انه سيكون «تأسيسياً»، اي سيصار في ختامه الى انشاء انواع من المؤسسات والصناديق لدعم صمود المسيحيين في المنطقة «لن يكون مجرد صرخة في وادٍ، وانما سينشأ مجلس أمناء من مفكّرين ومموّلين من كل الطوائف لوضع رؤية استراتيجية وخطة عمل على المديين القصير والمتوسط والبعيد تنطلق من كون ما يحصل اليوم في المنطقة إنما هو حادث عابر وليس الأصل».
يعقد المؤتمر المسيحي برعاية وحضور البطريرك بشارة الراعي. فبتوجيهاته للجنة المنظمة تولد هذه الفعالية التي مضى على التحضير لها نحو 6 أشهر. في لائحة المتحدثين التي تبلغ 35 شخصاً أثارت مشاركة وزير الخارجية جبران باسيل الحساسية لدى البعض اذا ما اضيفت ايضاً الى مشاركة النائب نعمة الله ابي نصر على قاعدة أنه «هل يراد تحميل الجلسة الافتتاحية صبغة برتقالية؟». فكان الجواب: «إن الدعوة موجّهة للجميع وجميع الأحزاب والتيارات أكدت ترحيبها بالمؤتمر ومشاركتها فيه. اما في ما يتعلق بباسيل وابي نصر، فإن مشاركة عدد من الشخصيات ذات الامتداد العربي والأجنبي تفرض وجود وزير الخارجية بصرف النظر عن الانتماءات. وكذلك الأمر بالنسبة الى ابي نصر الذي كان أميناً عاماً للرابطة المارونية وصاحب الباع الطويل في القوانين المتعلقة بحقوق المسيحيين كقانون الجنسية وقانون تملك الأجانب وغيرها».
الى جانب الحضور الشخصي للبطريرك الراعي وإلقائه كلمة، تتضمن الجلسة الافتتاحية كلمات لكل من: رئيس «الرابطة المارونية» سمير ابي اللمع، رئيس «المجلس العام الماروني» وديع الخازن، رئيس «المؤسسة المارونية للانتشار» ميشال اده، النائب نعمة الله ابي نصر والوزير جبران باسيل. بالإضافة الى القس الدكتور كريس فرغنسون امين عام «الكنائس المصلِحة في العالم» والبطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا ممثلاً بالمطران ارسيني سوكولوف.
تتواصل أعمال المؤتمر على مدى يومي الجمعة والسبت. وتتناول محاور مفصلية تتحدّث فيها شخصيات سياسية واكاديمية وروحية من لبنان والعالم العربي والعالم. اما عناوين المحاور فتطال مقومات الوجود المسيحي لناحية التعاضد الصحي وسوق العمل وصندوق التعاضد التربوي. بالإضافة الى محور خاص عن الإعلام يتم التطرق خلاله الى اصول المسيحيين في الشرق الأوسط وإطلالة على مسيحيي سوريا عبر الإعلام، بالاضافة الى الوجود المسيحي في نينوى، وجلسة عن «الإبادة الأرمنية والمجازر المعاصرة» والإعلام في خدمة الواقع الحقيقي.
وقد لحظ برنامج المؤتمر أيضاً محوراً عن التنمية الاقتصادية والاجتماعية وسبل التمويل ودعم المبادرة الفردية، بالاضافة الى الانخراط المسيحي في القطاعات العامة والخاصة والسياسة الإسكانية للشباب اللبناني ودور المجتمع الدولي والمنظمات غير الحكومية في هذا الملف. فضلاً عن جلسة خاصة بحوار الاديان لناحية العيش الواحد عبر التاريخ مع مداخلة لكل من ممثل بابا الكنيسة القبطية واللجنة الاسقفية للحوار المسيحي الاسلامي واللجنة الوطنية للحوار. لتتناول الجلسة الأخيرة تحت عنوان «المجتمع والرسالة» لناحية دور المؤسسات الدينية والمدرسة الكاثوليكية ودور التعليم الجامعي ودور المجتمع المدني ودور الإعلام في «المسألة المسيحية».