أليس من حق المسيحيين في لبنان ان يرفعوا الصوت عالياً ويقولوا نحن اصحاب الخصوصية ونحن ابناء هذه المنطقة؟ وما العمل حتى نستطيع إتخاذ الوسائل التي تؤدي الى صناعة العيش المشترك في هذا البلد ؟الجواب بالتأكيد هو الاعتراف بالخصوصيات المسيحية والسنّية والشيعية والدرزية والى ما هنالك من طوائف ومذاهب، إضافة الى عدم «فش الخلق» في المسيحيين عند إنزعاج اي مسؤول من اي ظرف او حادثة.
هكذا تعبّر مصادر مسيحية حزبية عن إستيائها إزاء ما جرى ويجري في لبنان من إجحاف بحق المسيحيين، معتبرةً ان على الحضور المسيحي في لبنان ان يكون مشاركاً في صناعة القرار الوطني وإلا لن يتحقق التعايش، وعلى القيادات المسيحية ان تتكلم وتطلق صوتها الى العلن، لإحداث تغييرات من شأنها إعادة الحق الى اصحابه لاننا اصبحنا امام تحّد كبير جداً، لكن على البعض ان يفهم بأن المسيحيين لن يكونوا « كبش محرقة» بعد الان لان زمن إستضعافهم ولىّ.
واسفت هذه المصادر للكلام الذي اطلقه النائب خالد الضاهر المفترض انه ممثل الامة لكنه بعيد كل البعد عن هذه الصفة، وسألت ما علاقة القديسين والتماثيل والشعائر الدينية المسيحية بإزالة الشعارات الحزبية من على مستديرة ساحة النور في طرابلس؟، وعبارة :« قلعة المسلمين طرابلس» حتى يهاجم الضاهر الرموز المسيحية المتواجدة ضمن الكنائس؟ فهل رأيتم بلدة لبنانية تحوي عبارة «قلعة المسيحيين»؟، ولماذا اطلق كل تلك العبارات الاستفزازية ؟ كاشفة بأن فكرة تعديل عبارة «قلعة المسلمين طرابلس» موجودة منذ مدة لكن كانت تجري مشاورات مع المسؤولين والمشايخ قبل تعديلها، كما ان عبارة الله لم يكن مطروحا ازالتها على الاطلاق.
ورأت ان هذه الحادثة اكدت وجود حقد دفين لدى الضاهر الذي لم يدرك خطورة ما قال، لكنه بالتأكيد مستاء من حوار حزب الله وتياره، فأراد ان «يفش خلقه» بالمسيحيين، لكن نقول له: «يسوع الملك» سيبقى حاضناً لكل لبنان شئت ام أبيت»، وبالتالي لقد تناسيت ان صور القديسين لم ترفع في الساحات العامة بل في الكنائس فقط. مستغربة كيف تلقى المسيحيون والموارنة تحديداً في عيد مار مارون هذا الهجوم غير المبرر من هذا الشخص الذي اصبح عبئاً على تياره، اذ آن الاوان ان يبادر الرئيس سعد الحريري الى طرده من تيار المستقبل، لانه يفتعل المشاكل الطائفية والمذهبية من دون اي سبب.
وفي اطار آخر اشارت المصادر المذكورة الى ما جرى منذ ايام في الجامعة اللبنانية فرع طرابلس، حيث المواقع الادارية تخضع للمعايير الطائفية فقط بعيداً عن الكفاءات، والتوظيف في طرابلس اصبح ضمن معادلة «مسيحيان مقابل ستة مسلمين»، وهذا إجحاف كبير بحق المسيحيين، وبالتالي مرفوض كلياً لان الطائفية تلعب الدور الكبير في هذا الاطار.
تجاوب المسؤول عن الجامعة اللبنانية لرغبة الطلاب وسحب قرار تعيين المدير انطوان طنوس، لفتت الى ان طرابلس تحوي الكثير من الاحتقان الطائفي، مستغربةً كيف لم يقف المسؤولون ضد هذا المطلب ويساهموا في تخفيف الاحتقان، فإذا بهم يُسهمون في إشعاله.
وعن إتخاذ قضية ردم الحوض الرابع الطابع الطائفي ايضاً على الرغم من رفض بكركي والاحزاب المسيحية لقرار الردم، قالت:« للاسف كل الملفات اصبحت تأخذ هذا الطابع، وبالتالي فكل القرارات تسير في اتجاه واحد، وفي حال طالب المسيحي بحقه تقوم الدنيا ولا تقعد ويصفونه على الفور بالطائفي، فيما على خط الطوائف الاخرى يختلف الوضع.
وعن مدى إيماننا بعد مقولة « العيش المشترك» في ظل ما يجري اليوم، شددت على ضرورة ان يعمل الجميع من اجل بقائها كي تقوى ولا تزول، لان المسؤولين يصمتون ولا يجابهون ما يحصل، لذا فالوضع يتطّلب شجاعة وكلمة لبنانية موّحدة وبالتالي موقف صارم من الجميع، وختمت بدعوة القيادات المسيحية الى إطلاق سلسلة مواقف شجاعة وموّحدة في القرارات المصيرية، لانهم لو قاموا بذلك منذ زمن « لكانوا حسبولن الف حساب».