IMLebanon

قلق كنسي من تفاقم الأوضاع الإقتصاديّة والشغور المؤسساتي لقاء مُرتقب بين حزب الله والراعي للنقاش في الاستحقاق الرئاسي 

 

 

إنفتاح حزب الله على المكونات المسيحية الدينية والسياسية والحزبية والاجتماعية متواصل. وفي السياق، استكمل حزب الله امس جولاته على الفاعليات الدينية والمرجعيات الروحية المسيحية في المناطق. فبعد الشمال والبقاع، حط وفد من حزب الله في صيدا، برئاسة عضو المجلس السياسي ومسؤول العلاقات المسيحية الحاج محمد سعيد الخنسا، وضم الوفد كل من الدكتور عبد الله زيعور والشيخ زيد ضاهر وحسين السارجي. بداية، كانت الجولة مع راعي أبرشية صيدا للموارنة المطران مارون العمّار في مبنى المطرانية في صيدا، في حضور رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام المونسنيور عبده أبو كسم. ثم زار الوفد مطرانية صيدا للروم الملكيين الكاثوليك والتقى المطران إيلي بشارة الحداد، في حضور أمين سر المطرانية الأب سليمان وهبي. واختتمت الجولة بزيارة متروبوليت صيدا ومرجعيون للروم الأرثوذكس المطران الياس الكفوري بحضور الأب جوزيف خوري.

 

وتكشف اوساط مطلعة على اجواء حزب الله، ان الجولات هي استكمال للقاءات تجري بين مسؤولي الملف المسيحي في حزب الله ومعظم القيادات المسيحية الدينية والروحية، وكذلك الحزبية والنيابية ومختلف المكونات المسيحية، وهي جولات تصب في إطار التواصل الدائم والدوري وتبادل الآراء والتشاور في القضايا المحلية. ولا تخلو الجلسات ، وفق الاوساط ، من قلق كنسي حقيقي من تدهور الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية لكل اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً.

 

وأكد الحزب في بيان بعد جولة الوفد على المرجعيات الدينية المسيحية، أن «الجولة هي تجسيد للتواصل الذي يجب تعزيزه بين الطوائف ومختلف الجهات والمكونات كافة لما لذلك من تأثير إيجابي كبير على المستويات كافة خصوصا في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد»، مشددا على «أهمية تلك اللقاءات في تثمير الأفكار في سبيل إيجاد الحلول والإجابة عن الكثير من التساؤلات حول للأزمات التي يتخبط بها الوطن»، مبديا «حرصه الكبير على احترام الرأي الآخر ووجوده وتمثيله لأنه يشكل غنى كبيرا لبلدنا»، داعيا الجميع «لتحمل المسؤولية وعدم التفريط بقدراتنا وطاقاتنا وصولا للحل المنشود الذي يجب أن يكون حلا داخليا».

 

من جهتهم، شكر المطارنة للوفد زيارته مؤكدين أنها «تثبيت للوحدة الوطنية وتساهم في تعزيز التفاهمات في بلد التنوع للوصول إلى حلول داخلية لكل الأزمات التي يعاني منها لبنان».

 

كما جرى خلال اللقاءات عرض للمستجدات السياسية. وطالب المجتمعون بـ«ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية كي ينتظم عمل المؤسسات الدستورية ، والتركيز في تحسين الوضع الاقتصادي وحل مشاكل المواطنين الإجتماعية».

 

كما يشكل تفاقم الانهيار المالي والاقتصادي، وترهل المؤسسات والشغور الذي يضرب اطنابه في العديد من المؤسسات الرسمية لا سيما المالية والعسكرية، هاجساً كبيراً للمسيحيين على مختلف طوائفهم، لا سيما ان الشغور الرئاسي لا افق له وهو دخل شهره التاسع. كما ان هناك خطرا على موقع الحاكمية في مصرف لبنان ومن ثم موقع قيادة الجيش، وكأنه المطلوب افراغ مؤسسات الدولة من الموارنة والمسيحيين.

 

كما تعبر بعض الشخصيات المسيحية عن هاجسها من ضعف حضور المسيحيين في الدولة، وعدم تأثيرهم في ملف رئاسة الحكومة، وعدم قدرة اي من اللبنانيين وحتى المسيحيين من القيام بأي فعل تجاه التأخير في تأليف الحكومات، ومن دون وضع مهلة زمنية للتكليف او وضع سقف زمني لوقت التأليف للرئيس المكلف.

 

كما لا يخفي البعض مطالبته باللامركزية الادارية، وفي السياق يؤكد حزب الله انه مع اي بند ينص عليه الطائف وتحت سقفه، وبالتالي لا يمانع حزب الله من حيث المبدأ مناقشة اللامركزية وسبق له ان طرحت معه في ايام الوزير زياد بارود، وهو مستعد للنقاش وتفنيد آلية التطبيق وبعض النقاط الغامضة في اللامركزية.

 

وعن العلاقة بين حزب الله وبكركي، تكشف الاوساط ان التواصل مستمر بين الطرفين وهناك تحضير للقاء مرتقب بين الطرفين، وهو الاول بين لجنة بكركي وحزب الله بعد عودة البطريرك الماروني بشارة الراعي من الفاتيكان وفرنسا للنقاش في آخر تطورات الملف الرئاسي ، رغم ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كان التقى في 4 حزيران الماضي موفد الراعي، رئيس اساقفة بيروت المطران بولس عبد الساتر.