IMLebanon

مصادر كنسيّة: السياسيّون خانوا لبنان وسلّموه الى الخارج لاستمرار الحوار بين القوات والوطني الحرّ من أجل الجمهوريّة

شددت مصادر كنسية على أن لبنان «يعيش جلجلة مستمرة منذ سنوات، على إيقاع تأثيرات الأزمات المحيطة، وخاصة منها الأزمة السورية، وصولا إلى المستجدات الإقليمية، وآخرها المفاوضات النووية الإيرانية- الغربية، وتداعيات «عاصفة الحزم»، ومع إشتعال نار الفتنة السنية الشيعية واستعارها بين الإخوة.

وقالت المصادر إنه، حسب الإيمان المسيحي، تتبع الجلجلة القيامة، وبالتالي، ففي زمن القيامة، يقهر الخير السوء، والحياة الموت، والصعود القبر، متسائلة عن إمكانية الصعود من القبر الذي يدفن نظامنا السياسي فيه، والقدرة على رمي هذا الحجر من على هذا القبر الكبير المظلم الظالم.

وتوجهت المصادر بالمعايدة إلى جميع اللبنانيين بمناسبة عيد الفصح، بتقويميه الشرقي والغربي، مشيرة إلى أنه من المطلوب عمل الكثير على صعيد الوحدة بين الكنائس، خصوصا أن الخلاف الفكري شيء، والتهديد الوجودي الذي تتعرض له المسيحية المشرقية شيء آخر.

وذكرت بالتشابه القائم بين المسيح المصلوب، وبين صليب لبنان المستمر.

وفي أعنف هجوم على الساسة اللبنانيين، اعتبرت المصادر أن الشيطان قد دخلهم فـ «خانوه وأسلموه إلى الخارج كما خان يهوذا الأسخريوطي» فـ«ذهَبَ وفاوَضَ رُؤساءَ الكَهنَةِ وقادَةَ حرَسِ الهَيكَلِ كيفَ يُسَلِّمُهُ إليهِم. ففَرِحوا واَتفَقُوا أنْ يُعطوهُ شَيئًا مِنَ المالِ. فرَضِيَ وأخَذَ يترَقَّبُ الفُرصةَ ليُسلِّمَهُ إليهِم بالخِفيَةِ عَنِ الشَّعبِ».

وقالت إنهم إنما فعلوا كما بطرس، أنكروا لبنان ثلاث مرات، وقبل صياح الديك، وقبل بزوغ الفجر، لا بل أكثر وأكثر، جعلوا نفسه حزينة، ولم يدافعوا عنه،لا بسيوف ولا بعصي، بل ضفروا رأسه بإكليلُ الشَّوكِ والثَّوبُ الأُرجُواني، الذي استخرجه أولاده من الميوركس…

وقالت «يهوذا ندِمَ ورَدَّ الثَّلاثينَ مِنَ الفِضَّةِ إلى رُؤساءِ الكَهنَةِ والشّيوخِ، وقالَ لهُم: (خَطِئتُ حينَ أسلَمتُ دمًا بريئًا»، فلم يفيدوه، فرَمى الفِضَّةَ في الهَيكلِ واَنْصرفَ، ثُمَّ ذهَبَ وشَنقَ نفسَهُ. فهل يرتدع هؤلاء الذين لا يزالون يفاخرون بثلاثينهاتهم، ويسابقون بعرباتهم المصفحة، ويقطعون الشوارع كي تمر مواكبهم، الحقيقية أو الوهمية. وما أكثر المواكب الوهمية، وكا أشد أوهامهم، وجنون عظمتهم.

وأضافت: يفعل الساسة اليوم مع لبنان كما فعل الجنود لما صلبوا يسوع « أخَذوا ثيابَهُ وقَسَموها أربَعَ حِصَصٍ، لكُلِّ جُنديٍّ حِصَّةٌ. وأخذوا قَميصَهُ أيضًا وكانَ قِطعَةً واحدةً لا خِياطةَ بِها، مَنسوجَةً كُلُّها مِنْ أعلى إلى أسفلُ. فقالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ: «لا نَشُقُّ هذا القَميصَ، بل نَقتَرعُ علَيهِ، فنَرى لِمَنْ يكونُ»، نعم، أتم قول الكتاب، ولكن الفارق الوحيد أنهم لم يقترعوا على القميص، بل اقتسموا الجبنة، كل الجبنة الموجودة، من النفايات إلى المجاري إلى السرقات إلى الخوات، كلها قسمت بين الجنود…

وقالت إن المارة «كثر» اليوم، يَهزُّونَ رُؤوسَهُم ويَشتِمونَ لبنان ويتحدونه أن يخلِّصْ نفسَه وينزِلْ عَنِ الصَّليبِ، مشيرة إلى أن لبنان المصلوب يبحث عن حبيب ليقف إلى جانبه في محنته المستمرة، وهو ما انفك ينادي الآب الإله إيلي، إيلي، لِما شَبقتاني؟ مضيفة أن تكريس لبنان لقلب مريم الطاهر، والمساعي الإسلامية المسيحية للقاء حول مريم ستثمر في نهاية المطاف لا محالة، وسينشَقَّ حِجابُ الهَيكلِ شَطرَينِ وتتَزلْزَل الأرضُ وتَتشقَّقِ الصٌّخورُ.

وأضافت، لم يكتفوا بصلب لبنان كما صلب يسوع، ولم يطعنوه طعنة واحدة، هم يطعنوه كل يوم، ويكيدون له كيدا عظيما، ويدفنون نظامنا الديمقراطي في قبور من صخور، ويدَحرجَون الأحجار، ويختمون عليها، ويقيموا عليها حَرَسًا،واكدت ان لن تقهر حقيقتنا، كما قام يسوع من بين الأموات، سيقوم لبنان من جديد، سيرمي بالسلام ولو ارتعبوا، سيظهر الحقيقة وإن شكوا، وسيؤمنوا جميعا وإن لم يروا…

وعن الحوار بين الأفرقاء المسيحيين، قالت المصادر إنه على ما يبدو «عالق في مكان ما»، لا ندري أين، ولكنه ليس بالزخم الذي كان عليه، مشيرة إلى أن «عاصفة الحزم» خلطت بعض الأوراق الرئاسية، وخصوصا فيما يتعلق بحظوظ سيد الرابية.

نريد القيامة للبنان، تضيف، نريد أن تقرع أجراس الكنائس إحتفالا بفتح باب قصر بعبدا على انتخاب رئيس جديد، نريد استمرار الحوار السني الشيعي كي لا ينتقل إعصار النار والدماء من المحيط المشتعل إلى لبنان العظيم، نريد استمرار الحوار بين القوات والتيار، من أجل الجمهورية، وليس فقط رئيس الجمهورية، نريد إستعادة الدور المسيحي الفاعل، لا إبقائهم في حالة الخوف والاحباط والغبن، وإستعادة كامل الحقوق والصلاحيات السياسية.

وختمت المصادر بالقول المحاور لا تفيد، آن للجلجلة أن تنتهي، آن للفصح أن يبزغ، آن للبنان أن يقوم، «أميركا وإيران إتفقتا، فهل نعيا نحن عن إنتخاب رئيس لبلدنا؟ هل المطلوب التوقيع الكامل على الإتفاق الإيراني الأميركي قبل أن ننتخب رئيسا؟ هل يبقى البلد سنوات بدون رئيس، ومعها بدون تشريع؟ وهل فتح أبواب قصر بعبدا ينتظر التسوية الإقليمية الكاملة؟ المطلوب صحوة ضمير، المطلوب أن يحافظ ما تبقى من ساسة على ما تبقى من وطن، وعلى ما تبقى من جمهورية، لأن البلد على شفير الهاوية الكبيرة، السحيقة المظلمة، حيث لا يوجد أمن ولا أمان، وحيث البكاء والحزن وصريف الأسنان، هذا الأمر، إن حصل، تختم، فلات ساعة الندم، وقى الله لبنان.. وشعبه.