Site icon IMLebanon

دائرة كسروان – جبيل: ليس كل ما يلمع ذهباً

فتح القانون النسبي الجديد الباب على مصراعيه في دائرة كسروان – جبيل امام كل من اشتهى الترشح الى الانتخابات النيابية ولم يحالفه الحظ وفق القانون الاكثري، ومن المفترض ان يتراكض الجميع او معظم المرشحين باتجاه الصوت التفضيلي لما يحمل من هامش المناورة ولعبة الخيار الواسع ومن الطبيعي ان يكون هذا الهدف من كبار القوم والمرشحين الكبار الذين يحملون تاريخاً مخضرماً في كيفية ادارة العملية الانتخابية، وهناك اوجه كثيرة من الطبيعي ان تدخل المعركة تحت عنوان الصوت التفضيلي ليس على خلفية هامش المناورة فحسب انما حقيقة الامر تبتغي رسم الصورة التالية في هذه الدائرة وفق التالي:

1- بداية تعتبر السيدة كلودين عون روكز عقيلة العميد شامل روكز، ان الاخير سيترشح للانتخابات الفرعية في ايلول المقبل وهو في طبيعة الحال رأس اللائحة المقربة من العونيين والمستعصية في عملية اختيار المرشحين الملتزمين وفق خلفيات معينة وجملة من المعطيات الشعبية التي لا ترقى الى رتبة مرشح جدي على لائحة العميد روكز في ايار 2018 انما ووفق الحال القائمة على العميد المتقاعد ان يجس النبض لدى كافة المرشحين ان كانوا «قد الحمل» ام لا وبعدها يمكن رسم خارطة طريق جديدة وفق وقائع المعركة الفرعية، ولا شك تقول مصادر مطلعة على مسار التحالفات ان رمزية التيار الوطني الحر ستكون ممثلة بالعميد روكز، ولكن هل لديه القدرة في عملية رفع معظم المرشحين حاملي البطاقة الى سدة النيابة؟ هذه المصادر تعتبر ان في عملية خوض روكز للمعركة الفرعية جملة من الاسباب والاهداف وفي طليعتها تثبيت نفسه كمرجعية وحيدة تسمح له في المستقبل ووفق النتائج اختيار المرشحين حسب الاحصاءات التي تكون قد تجمعت لديه.

2- بالنسبة للعونيين واصحاب البطاقات الحزبية ليست هناك مؤشرات تدل على توجههم نحو الصوت التفضيلي على فرضية دخولهم الى لائحة قوية، مع العلم انه وفق القانون النسبي الجديد لا يمكن باي حال فوز خمسة مرشحين في كسروان وثلاثة في جبيل تابعين للتيار  الوطني الحر وهذا بدوره يقلل من حظوظ اصحاب البطاقات وهم كثر: نعمان مراد، العميد ميشال عواد، ايلي زوين، جوزف بارود، انطوان عطالله، توفيق سلوم ولكن دخول القنصل ابراهيم حداد الى المعركة النيابية وما راكمه من عمل انمائي وتربوي على مدى نصف قرن وتقربه الكبير من الرئيس ميشال عون والدكتور سمير جعجع سوف يغنيه عن البطاقة الحزبية، ولكن بعض الترددات من آل زوين الصادرة مؤخرا حول تمثيلهم، يمكن ان يستقر الوضع على رئيس بلدية يحشوش كارل زوين او حتى اسم آخر من العائلة بفعل استبعاد ترشيح النائب الحالي جيلبرت زوين لدورة ثالثة، وفي مطلق الاحوال فان معظم هؤلاء الحزبيين تلزمهم رافعة، وكل شيء متوقف على قرار القوات اللبنانية ومدى امكانية تشكيل لائحة مقابل لائحة العونيين، وهذا امر غير مستبعد مع وصول وشوشات الى انها ربما تكون مجرد تكهنات يراد من خلالها رفع سقف القوات لان الخلاف بين التيار والقوات لا يمكن ان يقع، وبالتالي سوف تكون «الوقعة» على الذين عمدوا الى  تصديق هذا الامر، مع العلم ان هناك مرشحين من اصحاب البطاقات يعولون على رئيس التيار في عملية تزكيتهم ولكن القرار يعود في نهاية الامر الى الرئيس ميشال عون في هذا الامر بالذات.

3- لا شك ان الوزير السابق فريد هيكل الخازن سيتزعم لائحة مقابلة ويسير جنبا الى جنب مع النائب سليمان فرنجية، ولكن من هم حلفاء الخازن؟

هذه المصادر تعتبر ان التعديل على النائب السابق منصور غانم البون ليس في محله ولا المهندس نعمت افرام ولا المحامي زياد بارود الذي يغرد منفرداً مصطحباً الصوت التفضيلي والجمعيات الاهلية، الا ان هناك دعماً من الكتائب والمردة والاحرار والمجتمع المدني للخازن يضاف اليهم خزانه الشعبي الذي يعتبر حجمه لا يستهان به وفق التراكمات حيث حل الاول في العام 2000 وفي نفس الدائرة الحالية كسروان وجبيل.

4- دون ادنى شك لن يُخرج منصور غانم البون ارانبه بشكل سريع ولكن في مجمل الاحوال وبالرغم من زياراته المتعددة الى معراب فان عينه على العميد شامل روكز والنائب آلان عون على حد سواء ولكنه حسب هذه المصادر ينتظر قرار المهندس نعمت افرام  وموقفه النهائي من التمركز الانتخابي مع العلم ان البون رافعة شعبية ولكنه يخشى امرين:

 الاول: توجه نعمت افرام نحو القوات اللبنانية ومعه بعض المرشحين.

الثاني: حلحلة علاقته مع العونيين وامكانية الالتزام بما شدد عليه العميد روكز حول عدم وجود نواب خارج تكتل التغيير والاصلاح، ويبدو ان رئيس اتحاد بلديات كسروان – الفتوح الشيخ جوان حبيش يسهل له الامور ليس غراماً به انما رسائل الى شخصيات اخرى على خصام معها، ولكن هل يفجر حبيش مفاجأة ويستقيل من البلدية لخوض معركة مع الجهة نفسها التي خاض معها معركة البلدية والاتحاد والاكثر وضوحاً في هذا المشهد ما قاله العميد روكز: ان العلاقة ما بين افرام وحبيش من الصعب حلحلتها.

5- تسعى القوات ومن خلال مرشحها شوقي الدكاش الى محاولة الايحاء ان نعمت افرام والبون وزياد حواط من جبيل رأس لائحتها في الدائرة.

6- من الطبيعي ان يعود معظم النواب الحاليين في كسروان الى منازلهم فيما الحوار قائم على توحيد ميروبا وحراجل وكفردبيان وراء النائب فريد الياس الخازن وهو الذي سيقوم بهذه المهمة.

6- ما يتخوف منه التيار الوطني الحر ليس خوض معركة ضد القوات اللبنانية انما ان تسير المسألة الانتخابية «على القطعة» وهذا لا يرضي التيار خصوصا ان دائرة البترون – الكورة – زغرتا، بشري تشكل حملاً كبيرا يضاف اليها عدم هضم النائب انطوان زهرا لدعم الوزير جبران باسيل، لذلك فان التعقيدات ستبقى قائمة حتى اللحظة الاخيرة، انما لقاء واحد بين الرئيس عون والدكتور جعجع كفيل بازالة كافة العوائق حسب هذه المصادر.

7- سوف تحصل بعض الترددات من قبل العونيين اصحاب البطاقة الحزبية ان لم ترشحهم للانتخابات والسؤال هل لديهم كمية اصوات؟ والى من ستذهب؟ وفي جبيل اي الدائرة نفسها يجزم الدكتور فارس سعيد بالتالي: انا نائب وحسب المعطيات فان امكانية اسقاط النائب سيمون ابي رميا شبه معدومة وهذا يعني اقفال الباب امام اية نجاحات اخرى ان كان في الجرد او الساحل، وبالنسبة لرئيس بلدية جبيل زياد الحواط فان امر ترشيحه مرتبط بامرين:

الاول: استقالته من رئاسة البلدية وهذا الامر لم يحصل حتى الساعة بالرغم من دعوته للقاء صحافي منذ اسبوع واكثر، ولكن تم تأجيله بموازاة لقاء عقد في دارة المحامي جان حواط تم تخصيصه للعائلة لحسم الخيارات الا انه لم يتكلل بالنجاح.

– الثاني: دراسة امر التحالف، هل مع القوات، او مع فارس سعيد وشيعي ثالث سيسقط حتماً أو مع فادي مارتينوس «المزروك» في الجرد بسعيد والعقيد ميشال كرم وأمر ترشح مارتينوس مستبعد وهو حسب هذه المصادر يعي كفاية موازين القوى خصوصاً ان قواعد مارتينوس متداخلة مع الدكتور سعيد وليست لديه امتدادات شعبية لا في ساحل جبيل ولا قضاء كسروان، ومن الطبيعي ان يترشح العقيد كرم لقطع الطريق على مارتينوس وحتى سعيد.

يبقى ان خيار العونيين في جبيل ليس سهلاً ايضاً، اذا ما تم اعتماد التصويت الداخلي الحزبي والذي فاز فيه سيمون ابي رميا والدكتور ناجي حايك ولكن كيف ستتمّ معالجة وضعية النائب الدكتور وليد الخوري الذي يحصد الساحل في جبيل، ولكن هل يتجه العونيون نحو الدكتور جوزف الشامي المرتبط بمصاهرة مع النائب آلان عون، ولديه ارث المرحوم الدكتور انطوان الشامي على مدى سبعين عاماً في الخدمات الطبية والانسانية، يمكن ان يكون الامر جدياً انما يجب معالجة امر الحزبيين في الدرجة الاولى. لا يمكن نفي الحراك الانتخابي الجاهز عند كل امسية في دائرة كسروان – جبيل واسئلة عدة يتم طرحها ومن بينها: هل يواجه فريد هيكل الخازن العميد روكز في الانتخابات الفرعية؟ هناك بعض الصحة في الخبر انما الاصح ان الوقت ما زال باكراً.