IMLebanon

أوساط ١٤ آذار لـ«اللواء»: موقف «حزب الله» على المحك

أوساط ١٤ آذار لـ«اللواء»: موقف «حزب الله» على المحك

فهل يحيّد لبنان ويكون ردّه على إسرائيل من خارج الحدود؟

الأنظار كلها مشدودة في لبنان إلى «حزب الله» لمعرة ردة فعله على غارة القنيطرة التي أدت إلى استشهاد عدد من قيادييه وما إذا كان سيرد من لبنان أم من الجولان أم في أماكن بعيدة يختارها بدقة؟ أو أنه سيؤخر الرد بانتظار توافر الظروف الملائمة التي تسمح له بأن يكون رده على مستوى الجريمة؟ لا يخفى على أحد أن اللبنانيين يعيشون حالة قلق كبيرة بعد جريمة القنيطرة، على وقع تنامي المخاوف الجدية من أن الهدوء الحذر الذي تشهده المناطق الحدودية، أشبه ما يكون بهدوء ما قبل العاصفة، سيما وأن التحركات العسكرية الإسرائيلية على الجانب الآخر من الحدود لم تهدأ طيلة الأيام التي تلت غارة القنيطرة، ما يثير تكهنات عن إمكانية أن تكون هذه التحركات مقدمة لعمل عسكري واسع يستهدف لبنان في حال أقدم «حزب الله» على الرد على الغارة الإسرائيلية. وهنا يطرح السؤال، هل يعمل «حزب الله» على عدم إعطاء إسرائيل ذريعة لاستهداف لبنان على غرار ما حصل في عدوان تموز 2006 ويؤجل الرد على جريمة الجولان أو يكون رده من خارج الأراضي اللبنانية لتحييد البلد من أي مغامرة إسرائيلية جديدة؟

 تشدد أوساط سياسية في قوى «14 آذار» عبر «اللواء»، على أن لبنان لا يتحمل مغامرات غير محسوبة العواقب لأنها ستدمره، باعتبار أن إسرائيل لن تتردد إذا رد «حزب الله» من لبنان في توجيه ضربات عسكرية موجعة، ستستهدف كل المناطق وستلحق أضراراً لا يمكن حصرها في بناه التحتية ومؤسساته السياسية والعسكرية، عدا عن الخسائر البشرية التي ستنتج جراء الحرب على لبنان، وبالتالي فإن المسؤولية الوطنية تقتضي من «حزب الله» أن يكون حكيماً في رده على الغارة الإسرائيلية، وألا يسمح لإسرائيل أن تأخذ من هذا الرد مبرراً لشن حرب جديدة على لبنان، لا يمكن التكهن بنتائجها وبالمدى الزمني الذي يمكن أن تستغرقه، خاصة وأن إسرائيل كانت تتحيّن الفرص للقيام بعدوان على لبنان، بعد الهزيمة التي مُنيت بها في حرب تموز 2006. وهذا يعني أن أي رد من «حزب الله» من داخل لبنان، سيقدم لإسرائيل على طبق من ذهب الذريعة لمهاجمة لبنان والنيل من الحزب ومن إمكاناته العسكرية.

وتشدد الأوساط على أن مصلحة لبنان تتقدم أي مصالح أخرى، لأنه ما عاد ممكناً الاستمرار في استخدام البلد رهينة عند الآخرين ولحساب أجندات إقليمية، وإذا أراد الإيرانيون تدمير إسرائيل كما يدعونه فليدمروها بصواريخهم وليس بصواريخ «حزب الله» من لبنان، والسؤال الذي يطرح هنا: لماذا لا يبادر النظام السوري بالرد على إسرائيل، باعتبار أن الغارة وقعت على الأراضي السورية؟

 وتعتبر الأوساط أن إصرار «حزب الله» على إدخال لبنان في الصراعات الإقليمية والدفاع عن النظام السوري مؤشر بالغ الخطورة سيرتد وبالاً على لبنان ويفتح أبواب جهنم عليه، لأن ما يجري يؤكد أن إيران مصرة هي الأخرى على زرع الفوضى في هذا البلد كما تفعل في سورية والعراق والبحرين واليمن، انسجاماً مع السياسة التي تتبعها، حيث أنها لا تتوانى عن القيام بكل ما تريده، ولو على حساب استقرار هذه الدول لتحسين موقعها التفاوضي مع الغرب في ما يتصل بملفها النووي. وهذا أيضاً يفرض تعزيز الوحدة الوطنية أكثر فأكثر وزيادة التلاحم الداخلي وسد كل الثغرات التي توفر لإسرائيل استهداف الساحة الداخلية مجدداً وإلحاق الضرر باللبنانيين وزيادة هوة الخلافات فيما بينهم.