Site icon IMLebanon

المجتمع المدني يتحرك لتصويب الحراك  

حال استنفار ولقاءات واجتماعات متواصلة شهدها يوم أمس، من قبل المجموعات الحراكية والناشطين في المجتمع المدني والسياسي، فالمشاورات تتابعت والنقاشات استمرت بين المترددين في المشاركة بالتظاهرة التي دعت إليها حملة «طلعت ريحتكم» ومجموعات ناشطة أخرى في السادسة من مساء اليوم، البعض اقتنع والبعض الآخر اتجه نحو تصويب الشعارات، مع تشديد على ضرورة الالتقاء على ما يمكن أن يوحد ولا يفرق، بالتزامن مع حراك ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي عبّروا على صفحاتهم الشخصية وصفحات المجموعات المختلفة عن مطالبهم.

وفي موازاة ذلك، ظهر حراك شبابي لبناني يهدف إلى بناء ثقافة السلام والقانون والنظام، تحت عنوان «نعم للدستور.. لا للفساد والسلاح»، عقد أول لقاءاته في الكسليك. وأوضح عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار ومطلق الحملة نوفل ضو أن «هذا الحراك لا علاقة له بحدث التظاهرة وإنما جاء نتيجة التطورات ومن أجل تصحيح الرماية السياسية، فأي حراك تحت سقف الدستور والنظام مطلوب وضروري، اذ نعاني من الفساد ويجب التصدي له، ولكن من أسباب الفساد وجود السلاح، ولذلك طرحنا في شعارنا المشكلة الأساسية الحقيقية التي يعانيها لبنان مع الالتزام بالدستور»، مشيراً الى أن «لا طار محدداً للحراك، وليس منظماً سلفاً وكانت الدعوة إليه مفتوحة وقرار المشاركة في التظاهرة أو عدمها هو ملك المشاركين«. 

وقال: «نحن نفهم من دعوة العماد ميشال عون الى التظاهر يوم الجمعة المقبل، دعوة لإسقاط النظام السياسي وعلينا وضع تصور واضح للمواجهة. لذلك كان لا بد من توضيح الموقف، أي طرح حل على الرأي العام، فنحن لسنا مع التظاهر على قاعدة إسقاط النظام، ولكننا نجد تقاطعات كبيرة مع ما يطرحه المجتمع المدني من مطالب معقولة، فقد طفح الكيل والتفرج لم يعد ممكناً«.

أضاف: «هذا الحراك لا علاقة له بـ14 آذار، انه إطار سياسي خارج عن الأحزاب، مشروعه الحفاظ على الوطن. علقنا صور شهداء من الرئيس رفيق الحريري إلى محمد شطح ووسام الحسن، ليس من أجل أن نترك السلاح لنجاح واكيم، وعلى الذين تحركوا في 14 آذار العمل معاً من أجل تصحيح البوصلة، فالرماية يجب ألا تكون على الدولة اللبنانية وإنما على من لهم علاقة بالفساد، والسلاح هو المسؤول الأول عن وجودهم وحاميهم«.

أما الناشطة جمال القرى ضمن مجموعة «عالشارع»، فأوضحت أن مجموعة «طلعت ريحتكم» معظمها من المشاركين في انتفاضة 2005، مشيرة الى أن «الحياة اليومية الصعبة صارت تمس كرامة المواطن في ظل انقطاع الكهرباء والمياه، وصار بالامكان مع تورط حزب الله في الحرب السورية وتعطيل المؤسسات تقديم طرح سياسي جديد يقوم على التغيير وليس وهم الثورة».

ولفتت الى أن «شباب المجتمع المدني في «طلعت ريحتكم» كانوا واعين لضرورة معالجة أزمة النفايات ولديهم حلول منطقية، ولكن أمام تقاطع مصالح الحلقة «المافياوية» الفاسدة التي تريد الافادة من أزمة النفايات اشتعل الوضع لا سيما بعد انفضاح المناقصات والسمسرات«.

وأوضحت في هذا المجال، أن «ما طرحه الخبير البيئي بول أبي راشد من حلول للازمة عبر مشروع التدوير، أعطى التحرك في الشارع لهذه المجموعة بعداً سياسياً، إذ تعرض ناشطوها لاطلاق نار وقنابل غاز، وتوسع التحرك، وفتح ذلك المجال أمام حملة «إسقاط النظام الطائفي» التي تأسست في العام 2011 للتحرك، وكذلك بروز مجموعة «بدنا نحاسب»، وهي تضم حزبيين طرحوا شعارات سياسية، ولم يكن بامكان عناصر مجموعة «طلعت ريحتكم» غير المسيسين التعامل معها ومع مجموعات حزبية اخرى»، لكنها رأت أن «إحداث الفوضى كان مدروساً، ولاحقاً تم تفادي الأمر من خلال تصويب الشعارات والانتقال من الفوضى الى التنظيم«، مؤكدة «نحن لسنا مع شعار إسقاط الحكومة، ولا مع الفوضى ولا مع تسليم البلد لحزب الله، وليس المطلوب إحداث ثورة، ولكن لكل شخص الحق في أن يقول مطالبه في الشارع، وقد تراجع كثيرون عن طروح عدة يمكن أن تؤدي الى الفوضى والعنف«.