Site icon IMLebanon

الحضارات وهمزة الوصل

 

سارة هي أخبار الوزير ملحم رياشي: فقد أبلغنا، أمس، أنّه ماض في مشروعه لإلغاء وزارة الإعلام وتحويلها الى وزارة للتواصل والحوار. والإيجابي اللافت جداً في هذه المسألة المهمة ما وعدنا به الوزير: القضية جديّة، وقريبة، ومشاريع قوانين التحوّل ستنجز قريباً، أي أن مجلس الوزراء سيقرها في مهلة غير بعيدة قبل أن يحيلها الى المجلس النيابي.

وأود أن أعترف بأنّ هذه القضية تعنيني، شخصياً. فأنا متحمس لقرار الوزير لأنه يعزف لي على وتر حسّاس، إذ انني منذ نحو أربعة عقود، وأنا «أناضل» في سبيل إلغاء وزارة الإعلام، هذا كان موقفي عن بعد، وقد ازددت إقتناعاً وتمسكاً به يوم (وطوال) مهامي في وزارة الإعلام مديراً للقطاع الذي لولاه لما كان أحد ليتذكر الوزارة أو ليشعر بوجودها.

وكم أثار استغرابي أن أحد الوزراء السابقين «عاتبني» أخيراً (وأنا بعيد عن الوزارة «من زمان») معتبراً أنني أقصده بتكرار دعوتي الى إلغاء هذه الوزارة. وتساءلت، فعلاً: هل إن معاليه يمزح معي؟ وأنا لا أحب هكذا مزاحاً!..

وقد يكون مفيداً أن أكرّر أننا وضعنا مشروع قانون متكاملاً لتنظيم وزارة الإعلام بقيادة الوزير أنور الخليل… وقد مرّ في اللجان المشتركة بعدما تدارسته بضع لجان كل منها على حدة… ثم بسحر ساحر إختفى… وكان المشروع يقول بالفصل بين هذه الوزارة البليدة (بحكم الروتين الإداري و»إقتناع» معظم الوزراء المتعاقبين به نهجاً) وبين الوكالة الوطنية للإعلام وإذاعة لبنان اللتين تتحوّل كل منهما الى مؤسسة مستقلة بمجلس إدارة ذي صلاحيات خاضع للمساءلة اللاحقة من ديوان المحاسبة. وكان في تقديري أنّ مديرية «الدراسات» يجب أن تحوّل الى إحدى المصالح في هيكلية الوكالة… فهناك موقعها الطبيعي (في جميع وكالات الأنباء المحترمة يوجد قسم أو مصلحة أو إدارة أو مديرية… للدراسات والأبحاث الخ …).

طبعاً، كان ذلك المشروع ينطلق من تطوير الدور الكلاسيكي للإعلام ليس إلاّ… ولم يكن موقفي منه سوى القبول بـ»الممكن»باعتبار أن «المنشود» (أي إلغاء الوزارة) كان ممنوعاً يومذاك.

ويسعدني أن يكون معالي الوزير الصديق ملحم رياشي قد أسقط ذلك الممنوع، وعساه يوفق في «رسالته» الإعلامية (وأشدد على كلمة «رسالة») فيتحوّل لبنان، عبر «وزارة التواصل والحوار» الى منتدى إقليمي ودولي للحوارات خصوصاً في المسائل الشائكة، وما أكثرها في عصرنا. ولقد يكون هذا الهدف النبيل جزءاً مهماً من الدور الرسولي الذي قال البابا القديس يوحنا بولس الثاني إنه صفة ملازمة للبنان.

كتبنا سابقاً نؤيد خطوة الأستاذ ملحم رياشي، واليوم نكرر هذا التأييد لمناسبة المؤتمر الدولي المهم الذي تقيمه الوكالة الوطنية للإعلام برعايته تحت عنوان «الإعلام ناشر الحضارات وهمزة وصل للحوار».

ملحم رياشي. نشد على يدك وندعو لك بالتوفيق.