اوحى كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في يوم القدس، انه يفهم الاخطار المحيطة بلبنان جراء ما قد يحصل من اعمال ارهابية مثل التي حصلت في منطقة القاع البقاعية الاسبوع الفائت لاسيما ان رد الفعل الذي طاول الوضع العام في لبنان قد حرك العصبية اللبنانية لجهة فهم واقع الحال الذي يجعل الوضع اللبناني يتجه من سيىء الى اسوأ، عندما يفهم الجميع ان الخطر لا يقتصر على منطقة او طائفة من دون اخرى، وهذه النتيجة محسوبة بدقة متناهية لجهة ما قاله السيد حسن من ان الخطر الذي يتعرض له لبنان يهدد الجميع على السواء؟!
وجديد ما قاله سماحة السيد عن دور اساسي للجيش والاجهزة الامنية والشعب في تعزيز عوامل الدفاع عن لبنان من غير ان يأتي على ذكر المقاومة التي خصها بقوله ان الشعب هو من يقف وراء الجيش والى جانبه، من غير حاجة الى البحث عن وسائل دعم من الخارج، وهو قد قصد بذلك ان تقومات الصمود تنطلق من وحدة اللبنانيين ليس الا، الامر الذي يدحض اية مقولة مغايرة لواقع الحال الذي جعل من اللبنانيين مجموعة »لبنانات« يحلق كل فرد منهم في سرب مستقل عن الوطن (…)
هذا الاتجاه السياسي من الامين العام لحزب الله مؤشر وطني ايجابي لا بد وان يفهم منه انه تصرف مغاير عن كل ما سبق وكان على السيد، ان لجهة النظرة الى الحال العامة في البلد او لجهة تأثر نصر الله بامكان تطور ما حدث في القاع باتجاه مناطق بقاعية – شيعية لن تكون قادرة على منع اية كارثة يمكن ان تحصل عبر عملية لداعش او غير داعش، من دون حاجة للقول ان داعش يمكن ان يسيطر على منطقة بقاعية او ان يكتفي بتوجيه ضربة امنية شبيهة بتلك التي وجهها الى القاع، حيث سقط خمسة شهداء وعشرات الجرحى؟!
المهم في تصرف نصر الله ليس الادعاء التقليدي ان المقاومة قادرة على الدفاع عن نفسها وشعبها وجنودها، طالما ان الامور مرشحة لان تتجاوز معركة مواجهة محددة كخلاصة لما هو مطلوب، كون الامور مرشحة لان تتطور باتجاه اسوأ، فضلا عن ان اي توجه من جانب قوى المقاومة يحتاج الى تجنب محاذير الانتشار الداخلي لمجرد الابتعاد عن الجهوزية القتالية التي من المفترض الاخذ بها؟!
هذه ليست مجرد وجهة نظر، لان الامور مرشحة لان يفهم منها ان مجالات العمل الداخلي لحزب الله محصورة في السياسة والتحاور، وليس من هو على استعداد لان يتجاوز هذه المعادلة الا في حال تغلب المفهوم السياسي على كل ما عداه من مجالات مطلوبة لاصلاح الخلل السائد في الحياة العامة، خصوصا بعد طول قطيعة يفهم منها، ان الضرورة تحتم اعادة فتح اقنية بين الجميع، كي لا تقتصر المعالجة على مصالح شخصية واتية، بحسب ما هو سائد من امور تمنع انتخاب رئيس للجمهورية وتحول دون التفاهم على مشروع قانون للانتخابات النيابية قبل او بعد انتخاب الرئيس؟!
وما يقال في هذا الصدد يتجاوز مرحلة الحوار الثنائي بين تيار المستقبل وحزب الله، بفعل الحاجة الملحة التي تخطت التباينات المرتبطة بوسائل مواجهة المخاطر ذات العلاقة باعمال المقاومة خارج لبنان وداخله على السواء الامر الذي يتيح اعادة نظر بمختلف الامور ذات العلاقة بالمعالجات التي من الواجب اخذها في الاعتبار قبل ان ينسى الجميع مناسبة الكلام الذي قاله نصر الله في يوم القدس على رغم ما تردد عن ان الغاء مهرجان يوم القدس العالمي ليس الخوف من عمل مسلح من جانب داعش او غيره، بل لان الاحتمالات التصعيدية تبقى واردة حتى اشعار اخر (…)
من هنا يفهم ان الامور الداخلية تحتاج الى معالجة مختلفة تنطلق من كلام الامين العام لحزب الله على ضرورة تكاتف مهام الجيش والاجهزة الامنية الاخرى، الى جانب ما بوسع الشعب القيام به من مهام تؤكد وحدة اللبنانيين، من غير حاجة الى ان يكون تنظيم »داعش« على الابواب بما في ذلك كون الدولة الواحدة والشعب الواحد يشكلان معادلة سياسية من الصعب تجاوزها مهما اختلفت الاعتبارات والتطورات ان جاءت من الداخل ام من الخارج، ،كي لا يقال مثلا ان حزب الله قد تراجع عن مواقفه لاسيما تواجده في الحرب السورية التي انغمس فيها الى حد الغرق في وحولها التي تكاد تلوث سمعة الحزب باشخاصه واركانه ومقاتليه؟!