IMLebanon

اشتباك جمهور حزب الله مع العونيين

 

منذ البدء لم تكن علاقة التيار الوطني الحر سوية مع حركة امل في معظم المحطات السياسية حيث كان الخلاف قائماً ولا يهدأ سوى بتدخل من حزب الله، اما الآن فيبدو ان عدوى الخلاف انتقلت الى الساحة العونية وجمهور حزب الله بالرغم من تأكيد قيادات الطرفين ان التحالف بينهما استراتيجي ولا يمكن لحرتقات وسائل التواصل الاجتماعي ان تقوى عليه على خلفيات عتب من هنا على بعض تصريحات الوزير جبران باسيل واستياء من هناك فيما خص اختلاف وجهات النظر حول فيلم سينمائي وعتب عوني، في المقابل، على اعتبار التيار الوطني الحر «تيار التطبيع» من جمهور الحزب وحركة امل وصولاً الى تعميم صدر منذ اول من امس من قبل رئيس التيار جبران باسيل بوقف الحملات المتبادلة مع حركة امل العلنية منها وبواسطة التواصل الاجتماعي، وكذلك حزب الله وهدأت وسائل الاعلام في التيار الوطني من خلال محطته التلفزيونية، ولكن وفق مصادر الطرفين، فالاختلاف القائم بين الجمهور على الارض غير مطابق عما تتلقفه القيادات الرسمية التي تؤكد ان العلاقة بين حزب الله والتيار ما زالت متينة وممتازة للغاية ولن يعكرها ما يجري على هواتف المواطنين من الطرفين مهما كانت الاسباب وبالفعل تضيف هذه المصادر ان هذه المستجدات تم احتواءها بالرغم من وجود بعض الخروقات.

ووفق قيادي في التيار الوطني الحر لم يستطع الحزب ضبط ردة فعل مناصريه ازاء وصفه بـ«تيار التطبيع» واعتبر الامر اتهاما لا يمكن السكوت عليه خصوصاً ان امل وحزب الله يعرفان جيداً السياسة التي نتبعها حيال العدو الاسرائىلي الذي كانت ضحاياه شرائح من المجتمع المسيحي منذ العام 1984، وقيادة التيار تعرف ايضاً من ساعد على تهجير المسيحيين من الجبل والشوف واقليم الخروب وشرقي صيدا، وبالتالي كيف يمكن لمن عمد الى ذبحنا «نطبع» معه، فهذا امر مستحيل تحت اي شعار والحركة والحزب يعيان جيداً مواقف التيار العلنية ومن اعلى المنابر الدولية والعربية تجاه الكيان الاسرائىلي ومسألة القدس.

ولكن هذا القيادي يطمئن الى قيادات الطرفين باستطاعتها استيعاب «الهبة» الغير مفهومة من قبل جمهور الفريقين وان الاتفاق مع حزب الله ابدي ولا يمكن ان يهتز لانه تفاهم قائم على حماية لبنان من الخارج الاسرائىلي والتكفيري على حد سواء، اما امكانية الاختلاف في وجهات النظر حول فيلم من هناك او تصريح تمت قراءته بشكل مجتزأ يمكن ان تكون قائمة لكنها لا تمس الجوهر وما يحصل على الارض «مجرد همروجة» وسوف تمر وتلفت الى ان الجماهير من الفريقين تتعاطى مع اي حادثة دون التطلع الى خلفياتها وابعادها لكنها لا تمت بصلة الى المواقف الرسمية لكل من حزب الله والتيار الوطني.

وتنقل مصادر نيابية عن قيادات في حزب الله ان مواقف رئىس الجمهورية العماد ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل تجاه القدس وفلسطين تخطت بعض مواقف حزب الله بالذات وهذا امر له مكانته الخاصة لدى الحزب ولا يمكن ان يتم نسيانه، ومن هذا الجو بالذات يعلّق القيادي في التيار الوطني الحر ليقول: ليس لدى حزبنا ما يمكن سؤالنا عنه في هذا  الاطار ولا ضرورة لتحميل بعض الامور اكثر مما تحتمل ونحن قرارنا نهائي: لا تطبيع ولا علاقات مع اسرائىل العدوة للبنان ولجميع العرب.

وهل ينعكس هذا الجو الذي كان ضاغطاً على التحالف الانتخابي القائم بين حزب الله والتيار الوطني؟ يجيب القيادي نفسه ان القانون النسبي الحالي يفرض بعض التغييرات في بعض المناطق ليس على خلفية اي خلاف انما وفقاً للواقع القائم في دوائر معينة حيث التحالف قائم بين الوطني الحر وتيار المستقبل لا يمكن لحزب الله ان يدعم المستقبل وهذا امر معلن كما ان التحالف يتأثر بالخلاف مع حركة امل التي ستخوض معارك انتخابية ضد التيار الوطني في بعض الدوائر كجزين مثلا حيث تدعم المرشح ابراهيم عازار، وان التحالف الذي لا يمكن ان يتأثر انتخابياً هو في دوائر بعبدا وكسروان وجبيل بشكل رئيسي، وان مرشحي حزب الله في بعبدا سيتغير مرشح وحيد فيما في دائرة كسروان ـ جبيل هناك عملية استبدال للنائب الحالي بمرشح ايضاً  ولكنه لن يكون حزبياً بل مقرب من خط المقاومة ومقرب من التيار الوطني على اعتبار انها منطقة حساسة نوعاً ما.