القضايا الكبرى في البلاد، تبدو أكبر من الرجال الكبار في الحكم.
لا الحكومة تجد أوصافاً لها مغايرة للواقع الجاثم عليها، ولا الوزراء يجرؤون على معالجة ما ينتابهم من فضائح وكوارث.
والقصة، يمكن اختصارها بأن البلاد غارقة في الفضائح والمفاسد، وبأن السلطة تتسلط على الناس، ولا تحرر المواطن من سلطاتها.
ربما، من حظ الحكومة وقوع الكوارث السياسية على رؤوس العاملين في رحاب المشاكل، وأحياناً في معظم الفضائح.
طبعاً، لا أحد يملك حق التفرغ عن أي مشكل، لأن الوطن مجبول بالمشاكل.
كان الرئيس جان عزيز في المحكمة شاهداً على عجز الحاكمين، لكنه راح يناصر من هو بحاجة الى المناصرة، لكف أحقاد العاملين للصالح الخاص، لا للصالح العام.
لكن جان عزيز رحل، بعد مدة وبقي زعيم جزين، يقود الوطن نحو الحرية والأصالة.
وعندما تعرضت مدينة الشلال راح نواب جزين يبحثون عمن يجيرهم لانقاذ البلدة.
لكن جان عزيز، ولم يكن نائباً، وقف بشموخ واعتداد، يدافع عن مدينة الشلال بجسارة لا يجرؤ عليها الا الأقوباء لا الجبناء.
ماذا يعرقل اصلاح الكهرباء في البلاد؟
لماذا تتراجع الامكانات أمام هدير التسلط؟
يقول رشيد درباس وزير الشؤون اللاجتماعية الذي رافق رئيس مجلس الوزراء الى موريتانيا، إن لبنان أقوى من الجميع، لأنه رفض عروض الجميع للمساعدة.
قبل نصف قرن تقريباً، كانت في البلاد مشكلة كبرى اسمها المشكلة الفلسطينية.
وبعد نصف قرن، لا اللاجئون الفلسطينيون، وقد تنقلوا من عاصمة الى عاصمة، حلت قضيتهم جزئياً أو كلياً، ولا النازحون السوريون وجدت دولة عريقة أو ضعيفة حلاً لأزمة النزوح.
هل الكوارث أكثر من المشاكل؟
لا أحد يمكنه الجواب، أو يستطيع الكلام.
لكن رشيد درباس بقي يجابه الازمات، وعنواناً لكل حل، ذلك ان نقيب محامي الشمال، صعد الى الوزارة ومعه موقف واحد هو النزاهة.
هل استطاع احد الان، وعلى الرغم من الكوارث الانسانية ان يخالف وزير الشؤون في نزاهته؟
صحيح، انه قد يكون أخطأ في التصويب، لكن لا أحد يمكنه أن يسجل عليه ان الزعيم الطرابلسي ليس زعيماً في الوزارة كما هو قائد في ميناء طرابلس.