وصف أحد الزملاء عشاء كليمنصو الذي جمع وليد جنبلاط وسليمان فرنجية بأنه عشاء البكوات، إذ شارك فيه إلى جانب سليمان بك وزوجته ريما، طوني بك وزوجته لين، ومن بيت جنبلاط داليا وزوجها وتيمور ومدامتو ديانا، أما من خارج «جَمعَة البكوات والمشايخ» فحضر النائب وائل أبو فاعور الذي وصف اللقاء بـ «العائلي».
يفهم من طبيعة العشاء أن الست نورا بك توجهت إلى ريما بك وهي تضع كيساً فيه «غرض» على الكونسول:»لشو معذبة حالك يا ريما مش بيناتنا» تبتسم ريما وتعلّق «ولو مش من قيمتكن نورا»، الأرجح أن «الغرض» من الـ «أرتيزانا»، ويخال إليّ أن وليد بك فور جلوس الجميع في الصالون المزدان باللوحات والكتب وخروج المصوّرين نظر ملياً في وجه سليمان المرتبك وتوجّه إليه ممازحاً: سليمان بك كيف رضاك على طوني بك؟ فيجاوب سليمان بك جواباً غير تقليدي: «نحن إسّا بأمر البك الصغير» إستحى طوني بك واحمرت وجنتاه. عاجله المضيف بما يكسر خجله ويقرّب المسافات أكثر: «عمو شو صار عندك؟ « فيجاوبه طوني « تلات بنات عمّو وليد» ليأتي صوت نسائي من المطبخ: يخليك فوق راسن طوني بك.
ديانا، كنة بيت جنبلاط، على ما يبدو تشرف شخصياً على الأطباق الرئيسة.
انضمت لين إلى ديانا في المطبخ. وعلى سبيل المجاملات سألتها شو عاملين اليوم عالعشا؟
Quiche Loraine وفيليه شاتوبريان و Salade sucrine aux crevettes عمي وليد بك يحبها.
جاوبتها لين: أنا عمي سليمان بك يفضل بدل السلطة التابلة قبل نزول السخن.
بالمناسبة أذكر جيداً أن يوم العشاء العائلي عند بيت جنبلاط، كنا في بيت موسى نتعشى صحن «مدردرة» من مخلفات الأحد مع سلطة ملفوف.
وفي دردشة المطبخ أتصور أن ديانا بك سألت لين بك إذا كانت «الزغتورة» تعذبها بالأكل وإذا الوسطى عم تغار من الصغرى وإذا الكبيرة شطورة بالباليه. ومن المؤكد أن لين استفسرت عن فؤاد بك ( 14 سنة) ليه ما قعد مع أبيه وجدّه؟
«بيستحي متل جدو وقت كان بعمر بيّو» أجابت ديانا.
في الصالون تحدث البكوات على الأرجح بكل شيء. صحيح أن لا جدول أعمال لكنهم حكوا كثيراً في العموميات: عن الصيد حكوا. عن سليمان بك وكمال بك. عن طوفان بونا خنيصر. عن وجع الضهر. عن سولجنستين.(ظنه أحد الحاضرين معجون أسنان) عن الأفق اللازوردي. وقبل أن يغادر سليمان بك كليمنصو سأل وليد بك: سامعلنا شي عن الرئاسة؟ عارفلنا شي؟ حدا حكي قدامك شي؟
أجاب: لا وحياتك علمي علمك.