IMLebanon

مشكلة كلينتون اللاثقة :  دور لا شخص

دخول التاريخ ليس ضماناً لصنع التاريخ بل فرصة لذلك. هيلاري رودهام كلينتون دخلت التاريخ الأميركي كأول امرأة يرشحها للرئاسة أحد الحزبين الكبيرين. وقبلها وبالتقدم عليها في التنافس على ترشيح الحزب الديمقراطي دخل باراك اوباما التاريخ كأول رئيس أسود في البيت الأبيض. العداء لأوباما لدى المتطرفين في الأوساط البيضاء قاد الى ظهور حزب الشاي المتحكم بالحزب الجمهوري، وكان الرصيد الذي أوصل رجل الأعمال الشعبوي المحتال دونالد ترامب الى ترشيح الحزب له ضد ارادة القادة التقليديين. وحماقة ترامب هي ورقة الحظ في حملة كلينتون. واذا كان مؤتمر الحزب الجمهوري في كليفلاند تميز بالغياب والانقسام حول ترامب، فان مؤتمر الحزب الديمقراطي في فيلادلفيا شهد أكبر مهرجان تضامني مع كلينتون حتى من منافسها بيرني ساندرز. وأقل ما قاله أوباما في حملة التسويق لخبرتها هو أنها مؤهلة أكثر منه ومن زوجها بيل كلينتون لتسلم البيت الأبيض.

لكن الهم الذي طغى على معظم الكلمات في المؤتمر هو الرغبة في أنسنة كلينتون صاحبة السجل السياسي الحافل كسيدة أولى ثم عضوة في مجلس الشيوخ ثم وزيرة للخارجية في الولاية الأولى لأوباما. فهي، برغم كفاياتها، ليست محبوبة ولا تحظى بالثقة. وفي أحدث استطلاع للرأي من اعداد رويترز – ايبسوس، فان ٥٩% من الأميركيين قالوا ان كلينتون ليست مستقيمة ولا صادقة ولا توحي بالثقة مقابل ٥٣% بالنسبة الى ترامب. لكن الذين لا يفضلون ترامب هم ٦٦% من الأميركيين مقابل ٥٥% بالنسبة الى كلينتون. وتفسير ذلك، في رأي ديفيد بروكس في النيويورك تايمس، ان الصورة الشائعة عن شخصيتها العامة هي صورة مكافحة، مهنية، حيوية، مركزة على تحقيق أهداف، وغير مؤهلة للثقة، ومن الصعب الشعور من الخارج بأنها شخص. انها دور.

والانطباع السائد في أوساط الحملة الانتخابية هو ان استعادة الثقة في كلينتون صعبة وتحتاج الى سنين، والأفضل هو التركيز على تهديم صدقية ترامب وأي ثقة فيه. ومن اليوم الى الثامن من تشرين الثاني موعد الانتخابات، فان التراشق بالوحل بين المرشحين والحملتين اللتين تضمان خبراء في البروباغندة والأكاذيب والشعارات والسياسات. أما البرامج، فانها في المرتبة الثانية من الاهتمامات. واما السياسة الخارجية التي يتم التركيز عليها حالياً لجهة اللعب على الخوف من جانب ترامب وعلى الأمل من جانب كلينتون، فانها تعود عادة الى الوراء مع تقدم الحملات وطغيان القضايا الداخلية.

والسؤال، وسط الشعبوية والتوجه الى أقصى اليمين، هو: من يربح الانتخابات اذا قام داعش أو سواه بعمليات ارهابية كبيرة في أميركا أو في أوروبا؟