Site icon IMLebanon

المقرّبون من الرابية… غير متفائلين

قد تكون رئاسة الجمهورية من الملفات المطروحة في كلّ وقت، على رغم أنّ المؤشرات لا تدل على وجود حلّ في الأفق القريب مهما تسارعت المساعي الداخلية، وتكثّفت الزيارات الخارجية.

في إطار لعبة شدّ الحبال الرئاسية، عاد الى الواجهة الحديث عن إمكان إنتخاب رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون مجدداً رئيساً للجمهورية، وهذا الإحتمال عوّمه «الإتفاق النفطي» الأخير الذي حصل بين رئيس «التيار الوطني الحرّ» الوزير جبران باسيل ورئيس مجلس النّواب نبيه بري، إضافة الى حركة يقوم بها حزب «القوّات اللبنانية» في اتجاه تيار «المستقبل» والحزب التقدمي الإشتراكي.

لا تنفكّ الرابية تبثّ أجواء إيجابية عن قرب إنتخاب عون رئيساً، وأنّ إحتمال حدوث هذا الأمر سيكون في آب المقبل، من هنا يعود الى الأذهان مشهد الرابية قبل أسبوع من وقوع الفراغ الرئاسي في 25 أيار 2014.

ففي تلك الفترة شهد مقرّ الجنرال صمتاً مطبَقاً، وقد عمّم على كوادره عدم التصريح في ما يخصّ الرئاسة، وقد رفع منسوب التفاؤل حينها حواره مع الرئيس سعد الحريري، وموقف السعودية الذي أكّد مراراً أنها لا تضع «فيتو» على أيّ إسمٍ يتوافق عليه المسيحيون ويريدونه رئيساً للجمهورية.

قد يشبه مشهدُ الأمس مشهد اليوم في نقاط كثيرة، على رغم ترشيح الحريري رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، لكنّ التفاؤل الذي يظهر في الرابية، يُبدّده احد أقرب المقرَّبين من عون، إذ يقول لـ«الجمهورية»: «لا شيء جديداً على صعيد الرئاسة، وكلّ الأجواء التي تُروّج غير دقيقة، فاسم الجنرال مطروح بقوّة لكنه لن يُنتخب في آب المقبل إذا لم نشهد حلحلة داخلية أو تحريكاً خارجيّاً في الملفّ».

ويضيف: «الحلحلة الداخلية تحصل بشرطين: الشرط الاوّل هو اقتناع الحريري ومعه رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط بأنّ عون هو الأحقّ بالرئاسة نتيجة الدعم المسيحي الكبير له بعد تأييد «القوّات اللبنانية» ترشيحه، علماً أنه يمثّل أكبر كتلة مسيحيّة، وهذا يبدو مستبعداً حتى الساعة.

أما الشرط الثاني، فهو ضغط «حزب الله» على حليفه فرنجية من أجل سحب ترشيحه، وبذلك يبقى عون مرشّحاً وحيداً في الساحة، ويؤمّن نصاب إنتخابه خصوصاً أنّ «المستقبل» أعلن مراراً أنه لن يلجأ الى لعبة تعطيل النصاب».

ويشدّد على أنّ «الإتفاق النفطي منفصل كلياً عن الملفّ الرئاسي، والرئيس برّي لن يقف عائقاً أمام إنتخاب عون في حال تأمّنت الأجواء الداخلية والخارجية لوصوله الى بعبدا». لكنّه في المقابل يرى أنّ «حراك الرابية الخارجي والمتمثّل في جولات باسيل، لم يؤدِّ الى حلحلة في الملف الرئاسي أو رفع أسهم عون لأنّ التسوية الرئاسية ستحصل فجأة، والداخل يجب أن يتهيّأ إما لتقبّلها أو رفضها».

من هنا، فإنّ الحديث عن سلّة حلّ متكاملة، لم تنضج ظروفه بعد، وبحسب أوساط الرابية، فإنّ الخلاف الأساسي هو على قانون الإنتخاب، والرابية لن تقبل المساومة على هذا الملف الحيوي والمهمّ والأساسي بالنسبة إلى المسيحيين، حتّى لو عُرضت الرئاسة عليها على طبق من فضّة.

وتشدّد الأوساط على أنّ «عون يخوض معركة الرئاسة من أجل إستعادة حقوق المسيحيين، وعودتهم الى هرم السلطة بعد غياب 26 عاماً، فوجود رئيس قوي يمنح الموارنة والمسيحيين قوّة وشراكة هم بأمسّ الحاجة اليها، خصوصاً أنّ عون سيصل هذه المرّة الى بعبدا بدعم القوى المسيحية الأساسية».

إذاً، بعد هبّات التفاؤل، وواقع التشاؤم، يبقى الحديث عن السلّة الكاملة معبراً أساساً لولوج الحلّ السياسي، خصوصاً أنه لم يعد بالإمكان فصل قانون الانتخاب عن الرئاسة الضائعة بين أكوام الأزمات والحروب.