IMLebanon

صراع الديوك في البيت الجميلي إرث يتناقله جيلان والمؤتمر الكتائبي العام «بروفا» توصل سامي الى الرئاسة

اذا كان الحوار عنوان المرحلة بين الاطراف المتخاصمة على الساحتين الاسلامية والمسيحية بهدف تنفيس الاحتقان فان النتائج تبقى في علم الغيب كون المستجدات المتسارعة في المنطقة غالباً ما تجرف التفاهمات الداخلية كون كافة الاطراف اسيرة تحالفاتها الخارجية في ظل صراع البقاء الذي فرضته اعاصير وعواصف لعبة الامم، فالحوار جار بين «حزب الله» و«تيار المستقبل» تقول اوساط كتائبية معارضة، وكذلك الامر بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» حيث يضع النائب ابراهيم كنعان ورئيس جهاز التواصل والاعلام في القوات ملحم رياشي اللمسات الاخيرة للقاء المرتقب بين الجنرال ميشال عون والدكتور سمير جعجع في وقت يسعى فيه الرئيس امين الجميل ترتيب الاوراق الكتائبية بحوار مع «حزب الله» من خلال عمليات جس النبض في وقت غمز فيه من الحوار القواتي البرتقالي في احدى اطلالاته الاعلامية رداً على سؤال حول تهميشه في حوار الطرفين «نحن لم نشن حرب الغاء على احد» في موقف غير بريء على الاطلاق.

وتضيف الاوساط ان الجميل الاب يسعى الى توريث نجله سامي الحزب في «المؤتمر العام» الذي ستعقده «الكتائب» في تموز القادم وسط خلافات بين الديوك في الصيفي، فالحرس القديم يلتزم الصمت على مضض وهم رعيل عايشوا المؤسس وشاركوه مسيرة مملوءة بالدماء والدموع وصمتهم ابلغ من الكلام على خلفية انه الذهب العتيق، اما الخلافات بين الديوك فتبرز في الصراع بين النائبين الجميليين سامي ونديم حيث يعتبر الاخير بأنه صاحب احقية اكثر من ابن عمه في رئاسة الحزب كون والده مؤسس «القوات اللبنانية» التي خرجت من الرحم الكتائبي وقدمت للمسيحيين اكثر مما اعطته الحاضنة الام، والمعروف ان نديم الكتائبي الالتزام والقواتي الهوى اقتطع لنفسه اقليم الرميل ونشر نفوذه في منطقة الاشرفية التي شغل مقعدها النيابي عن الموارنة جده المؤسس لحين وفاته، وما خلاف الفتيين الكتائبيين سوى جزء من الارث السياسي ونسخة طبق الاصل عن خلاف والديهما.

وتشير الاوساط ان الخلاف بين الرئيس الجميل وابن عمه الدكتور بول الجميل كان سببه اشغال الاخير موقع نائب رئيس «حزب الكتائب» ايام ولاية كريم بقرادوني على قاعدة ان «الكتائب» يجب ان تحتفظ بنكهة جميلية وخلاف ابناء العم انتقل الى الاولاد ايضاً اي بين سامي ورودي بول الجميل الذي كان يشغل مسؤولية مصلحة الطلاب في المتن ومسؤول الجامعات الخاصة في لبنان وخلافهما اضافة الى عنصر الوراثة في الخصومة يضاف اليه خلافه مع سامي في النظرة الى سلاح «حزب الله» حيث يرى رودي، انه يجب حماية سلاح المقاومة كونه احد اكبر الضمانات للوقوف في وجه الارهاب التكفيري، لذلك غادر «الكتائب» واسس «التيار الديمقراطي الاجتماعي».

وتقول الاوساط ان الرئيس الجميل في وضع لا يحسد عليه، فبالاضافة الى خلافات البيت الجميلي وتداعياتها داخل الحزب، فان مواقف نجله سامي من الاطراف السياسيين وفي طليعتهم «حزب الله» لا تبشر بالخير لجهة الحوار مع الاخير، فهو يقتنص المناسبات ليهاجم سلاح الحزب وتدخله في الاحداث السورية وقد وصل به الامر الى انه رفض ان يقوم وفد مركزي بتقديم واجب العزاء بشهداء القنيطرة، مستعيضاً عن ذلك بارسال وفد من اقليم مرجعيون – حاصبيا الكتائبي للتعزية بالشهيد غازي ضاوي في الخيام، اضافة الى ان الاحتقان بين سامي ووزير العمل سجعان قزي انفجر خلافاً بين الطرفين جهد الرئيس الجميل حصر تداعياته كون الثوب الكتائبي المليء بالثقوب قد يصل الى حدود التمزيق، فهل ينطلق الحوار الكتائبي مع «حزب الله» بشكل جدي، ام ان توزيع الادوار بين الجميل ونجله يحول دون ذلك، لا سيما وان واقع الحال لا يتحمل اللون الرمادي في مرحلة ينحصر فيها لونان الابيض او الاسود.