Site icon IMLebanon

حماية الأمن أولوية .. إصرار في بشري والضنية على العيش المشترك ورفض الفتنة

مخاوف على الاستقرار قد تعيد النظر بضرورة استعجال السعي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي

في حين تستمر التحقيقات بوتيرة متسارعة في جريمة بشري، يبقى هاجس القيادات السياسية والأمنية العمل بكافة الوسائل على تطويق تداعيات ما حصل، في ظل إصرار على التمسك بالعيش المشترك بين بشري والضنية، وهو ما أكد عليه أبناء المنطقتين اللتين شددتا على تجاوز ذيول ما حصل، من أجل المحافظة على علاقات الأخوة والجوار، والتصدي لكل محاولات الإيقاع بين الطائفتين المارونية والسنية. ومع أن الملف الأمني لا يزال في واجهة الاهتمامات، إلا أن أجواء من الترقب تسود الساحة الداخلية، بانتظار ما ستحمله الساعات المقبلة بشأن عودة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، لمتابعة مساعيه لحل المأزق الرئاسي الذي يُرخي بثقله على كاهل اللبنانيين، وسط تصاعد المحاذير لمرحلة ما بعد انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، آخر الجاري، حيث من المرجح أن يتسلم «حاكمية» المركزي اللبناني نائبه الأول وسيم منصوري.
ولا تجزم أوساط متابعة بتحديد موعد لعودة لودريان إلى بيروت، بعد التطورات التي شهدتها فرنسا، مشددة على أن اللبنانيين مطالبون بالعمل على تقريب المسافات بينهم، وذلك تسهيلاً لمهمة لودريان، من خلال بناء تفاهمات حول المرحلة المقبلة، بما يساعد المبعوث الرئاسي الفرنسي على تحقيق إنجاز، يُفضي إلى إجراء الانتخابات الرئاسية في وقت قريب، مشددة، على أن «الحل يجب أن ينبع من قرار داخلي بتأمين التوافق على انتخاب الرئيس الجديد، ومن ثم تأتي الرعاية العربية والزعم الدولي». في ظل حديث عن أن مشروع الحل الذي يحمله معه لودريان، يتضمن دعوة القيادات الأساسية إلى حوار، سواء في بيروت أو باريس، من أجل رسم خارطة طريق واضحة المعالم، تقود إلى التوافق على شخصية لرئاسة الجمهورية، بعدما اتضح للفرنسيين أنه لا يمكن الاستمرار في دعم مرشح للرئاسة، لا يحظى بدعم وتأييد طائفته بالدرجة الأولى، في إشارة إلى رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية.
وفي الموازاة، فإن الحراك السعودي باتجاه لبنان، يركز كما تقول الأوساط على أهمية الإسراع في إنجاز الاستحقاق الرئاسي الذي يمثل محطة أساسية في إخراج لبنان من مأزقه، مشيرة إلى أن الجهود السعودية والفرنسية منصبة على البحث لاختيار شخصية تحظى بقبول الموالاة والمعارضة، ما يعني طي صفحة فرنجية وجهاد أزعور، في سياق البحث عن اسم ثالث، يُخرج البلد من الشغور الرئاسي الذي يُرخي بثقله على الأوضاع الداخلية. ونقل زوار العاصمة السعودية الرياض، أن الموقف السعودي لم يتغير، وهو يدعم ما يتفق عليه اللبنانيون، باعتبار أن الاستحقاق الرئاسي شأن سيادي، لا تتدخل فيه المملكة العربية السعودية، انطلاقاً من حرصها على سيادة واستقلال لبنان، على ما أكده سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان وليد بخاري في كل لقاءاته مع المسؤولين والقيادات اللبنانية.
ولا تخفي الأوساط، أن الاستعجال العربي والدولي لإجراء الانتخابات الرئاسية، ينطلق من وجود قلق من مخاطر أمنية تتهدد لبنان، في حال استمر الشغور القاتل مدة أطول، حيث لا يستبعد أن يدخل المتضررون على الخط، بهدف خربطة الأوضاع في لبنان، من خلال افتعال أحداث مناطقية وطائفية على غرار ما حصل بين بشري والضنية . ولهذا تتعامل الأجهزة الأمنية بكثير من الحذر مع تطورات الأوضاع الأمنية في البلاد، ولا تُسقط من حساباتها، وجود نوايا خبيثة لدى جهات داخلية وخارجية، لضرب الاستقرار في لبنان، وتعكير صفو السلم الأهلي، ما دفعها إلى اتخاذ إجراءات احترازية إضافية في العديد من المناطق اللبنانية، في مواجهة أي محاولات تخريبية من جانب المصطادين في الماء العكرة .
كلام ميقاتي يطرح تساؤلات جدية عن جدوى الوساطات ويرفع منسوب المخاطر من الدوران في الحلقة المفرغة
في المقابل، توقفت مصادر نيابية، أمام كلام رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي أشار إلى أن هناك حالة مراوحة في الوساطات القائمة بشأن الانتخابات الرئاسية، ما يطرح تساؤلات عن جدية هذه الوساطات التي لم تأتِ بأي نتيجة حتى الآن، من شأنها إعطاء دفع للمسار الرئاسي الذي لا زال يدور في الحلقة المفرغة، ما قد يطيل عمر الشغور أكثر فأكثر، ويفتح الأبواب أمام مرحلة شديدة التعقيد.