إكتسبت القهوة أهميتها وضرورتها في طقوس حياة الكثير من المشاهير اللبنانيين، حتى أضحت مادة لا غنى عنها لدى الكثير منهم، اذ إن البعض يفضل هذا المشروب الأسود على المرأة والأصدقاء، فلا استغناء ولا قبول ببديل عنه، بدليل أن بعضهم توفي محافظاً على هذه العلاقة الوطيدة مع القهوة، فهي مشروب مُنبه يساعد على التركيز والإنسجام، ومقاومة النوم عند البعض الآخر، حتى أصبحنا نتحدث عن إدمان القهوة كأنها مُخدر، مُخدر….مسموح به. مخدّر أو منبّه، بكافيين أو من دون كافيين، تركية، عربية، مرة، حلوة، إسبرسو لا غنى عنها فماذا لو فُقدت القهوة من الأسواق اللبنانية بفعل الأزمة الإقتصادية ـ المالية الخانقة؟ هل من بديل لها وهي رفيقة الصباح والظهيرة وجلسات الثرثرة والتأمل.
إندمجت القهوة في ثقافة المجتمع اللبناني على تنوعه، فأصبحت جزءاً أساسياً لا يُمكن تجاوزه. هي رفيقة الشاعر والمبدع والصحافي والفنان وشكًلت بحد ذاتها “تيمة” يتم الحديث عنها والإعلاء من مرتبتها والإسهاب في ذكر مزاياها عن طريق الرواية والشعر والقصة…
3 كيلو بناً في البراد إحتياطاً
“إذا فُقدت القهوة فسأفقد شيئاً أساسياً من حياتي، فبعض التفاصيل تهمني أكثر من القضايا الكبرى، فالقهوة هي أحد أهم الطقوس اليومية عندي، إن في البيت أو في المقهى، في الليل او في النهار، متعتها لا تضاهى ولا بديل عنها، وإن فُقدت فلن أقصد المقاهي أبداً” يقول الشاعر والناقد بول شاوول، كاشفاً عن شرائه 3 كيلو قهوة وتخزينها في البراد قبل شرائه بعض الأدوية له، معلقاً “تعلقي بالقهوة كتعلقي بالشعر والقراءة والكتابة والسيجارة، رباعي يكمل بعضه، ومن دون قهوة لا يمكنني أن أكتب شعراً عند الساعة الخامسة والنصف صباحا”.
والمعروف عن شاوول أنه يعد قهوته الصباحية على ذوقه، ليدفعه عشقه لها إلى تناول 6 فناجين بين المنزل والمقهى، لكن هذا الواقع تغيّر في الآونة الأخيرة “تراجع معدل إحتسائي القهوة بسبب “الضغط” وإصرار الطبيب على “التخفيف” ليصبح معدلي اليومي 5 فناجين، القهوة هي جزء من منزلي وأثاثه ومن المتنبي وأبو نواس، السيجارة وفنجان القهوة يعتبران عاملين اساسييين في كتابة سيرة حياتي وليس المرأة ولا أصدقائي ولا أي عامل آخر”.حوالى 30 فنجانا
و60 سيجارة
وتعتبر “ركوة عرب” واحدة من إبداعات طلال حيدر، والتي تظهر شغفه بالقهوة وعلى فنجان قهوة كتب: “وحدن” التي غنتها سفيرتنا الى النجوم فيروز فاحتلّت مكانة كبيرة في نفوس وقلوب ملايين المستمعين بينما لا يعرف حكايتها إلا قسمٌ منهم. فبداية الحكاية تعكس لنا كيف إعتاد حيدر إرتشاف قهوة الصباح من شرفة منزله المطلِّ على غابة جميلة يستقبل بها نهاره بمزاج عالٍ ويتفاءل بالسعادة… وكان لا بدّ له أيضاً من توديع شمس لبنان برشفات من قهوة طيّبة عند الغروب طالما سنحت له الظروف بذلك.
في عالم التمثيل يبرز إدمان الفنان المسرحي الكوميدي الراحل شوشو أو ( حسن علاء الدين ) كواحد من مدمني القهوة وكان يستهلك ما بين 20 و30 فنجان قهوة يومياً، والقهوة تناجي السيكارة وتناديها وكان شوشو مدمناً على التدخين ومعدل استهلاكه اليومي 60 سيجارة في اليوم كحد أدنى. وإذا أضفنا إلى الثنائي القهوة والسيجارة، الطعام القليل وقلة الراحة والقلق بسبب الحرب والديون، فاحتمال الإصابة بالأزمة القلبية كبير وهذا ما حصل. وكانت الأزمة قاتلة.تعزز التركيز والإنسجام
الإفراط في القهوة مضر. الإعتدال في احتسائها متعة. فلنعد إلى احتمال فقدان البن من الأسواق وهو لا يزال بعيداً ومستبعداً.
الاعلامية وملكة الجمال السابقة أنابيلا هلال تأسف لاحتمال فقدان القهوة من الأسواق بفعل الأزمة الإقتصادية، فماذا عن البديل؟ “ربما ألجأ الى احتساء الشاي”، قبل أن تكشف عن سر تعلقها بالقهوة” أرتشف القهوة عادةً بعد الغداء عند “العصرونية” وبعد الظهر بمعدل يصل الى 5 فناجين يومياً، إكتشفت شغفي بها منذ أن بدأت الدراسة في فترات الليل خلال دراستي الجامعية منذ حوالى 6 سنوات، فهي تُطيل الحديث وتعزز التركيز والإنسجام مع من أتحدث إليه، خصوصاً إذا كان البن البرازيلي ذات نكهة ومذاق مميزين”.
وتتابع بأنه من الواضح أن التكنولوجيا جعلت حياتنا أسهل، ولأننا نعيش اليوم في العصر الرقمي، أصبح هناك تطبيق لكل شيء تقريباً، وقد لفتتني تطبيقات خاصة متعلقة بالقهوة وإعدادها، مستدركةً أنه حتى اليوم وعلى الرغم من تعلقها بمذاق هذا المشروب الساحر “لكنني لم أخض تجربة هذه التطبيقات بفعل ضغوطات العمل، ربما تكون تجربة مميزة. من يعلم؟”.
نجوم يعشقون القهوة
وفي الوقت الذي يحتفل العالم باليوم العالمي للقهوة في أول أكتوبر من كل عام، يحتفل آخرون بالقهوة بشكل يومي فهي المشروب الأساسي لدى الكثيرين حتى المشاهير والنجوم منهم، ففي عالم الفن والغناء يبرز الكثير من عشاق القهوة نورد على سبيل المثال النجم راغب علامة الذي يعشق إرتشافها عدة مرات في اليوم، كذلك بالنسبة للنجم رامي عياش الذي يفضل تحضير القهوة بنفسه، كما ويحب قراءة الفنجان كثيراً حتى أنه وجد زوجته وحب حياته داليدا عياش في الفنجان. فيما تفضل الفنانة نوال الزغبي القهوة التركية المنتشرة في الدول العربية على البرازيلية، ومن المعروف عنها أنها تنشر صورها مع القهوة الصباحية التي تساعدها على الاستيقاظ.
وكما في لبنان كذلك في الدول العربية، يتوزع الشغف بالقهوة مع اختلاف الدول والعادات والتقاليد، إذا تحضر في الأفراح والأحزان، فللقهوة تأثير كبير على مزاج الإنسان إذ تجعل يومه مليئاً بالإسترخاء وتمضية الوقت في يوم عملٍ شاق. وقد تصدر لبنان قائمة الدول العربية الأكثر إستهلاكاً للقهوة، إذ يستهلك المواطن اللبناني بحسب الدراسة التي أجراها موقع “إندي 100” التابع لجريدة “الإندبندنت البريطانية” مطلع العام الماضي، حوالى 8,4 كيلوغرامات سنوياً من القهوة، يليه المواطن الفلسطيني ويستهلك 3.8 كيلوغرامات، ثم الجزائري ويستهلك 3 كيلوغرامات، وبعده القطري ويستهلك 2.2 كيلوغرام من القهوة سنوياً.
ركوة عرب
أحلى من الركوه
على منقل عرب
أحلى من الفنجان
حلوه
متل عُبي القصب
خيط القصب تعبان
جيبوا حدا من دمر
يدقدق وشم
جيبوا من الهامة
والوشم
بن محمّص وهب الهوا شامي
غمازة لعالخد
ما إلها اسم؟
والخد قدامي
ومكحلي…
والكحل راسمها رسم
مين لبرا قلامي
ومشنشلي متل الفرس
والسرج خيّالي
بإيدا أساور من ذهب
بتخش
بتخش؟
بيدور الطرب ليوم القيامة…
شعر: طلال حيدر