Site icon IMLebanon

بالضربة القاضية

 

 

لبنان يسير نحو السقوط الشامل. طبعاً لا تجدي الشماتة ولا تجوز، خصوصاً أنها تُطاول وطناً وشعباً، أمّا المرتكبون فـ»على دينتهم» إذ إنهم أكلوا البيضة والتقشيرة، وآخر همّهم ما يُسقط البلاد ويُصيب العباد!

 

لبنان نحو الظلمة التامة في خلال أيام معدودة… وهذه ستترتّب عليها تداعيات وسلبيّات لا حدّ لها ولا حصر. أقلّها، على سبيل المثال، وقف إمدادات المياه، لأن ضخّها الى المنازل والأماكن الأخرى يقتضي وجود التيار الكهربائي. وقِس على ذلك… وفي هذا السياق فإن ما يؤكد على العتمة الشاملة الآتية، ما بدأ مشتركو المولّدات يعيشونه من تقنين نهاراً وليلاً، بادعاء أصحاب المولدات أنهم يفتقدون الى المازوت!.

 

في هذا الوقت يتأخّر تحويل المرتّبات والتعويضات والمتأخّرات الى مُستحقيها، أيضاً بسبب انقطاع التيار الكهربائي لأن إجراءات التحويل كلها لا تجرى إلا عبر آلات تعملُ بالطاقة الكهربائية.

 

يتزامن هذا المشهد المُظلِم مع الإرتفاع غير المعقول وغير المبرَّر في سعر صرف الدولار الأميركي على حساب الليرة اللبنانية، فالعملة الوطنية تتهاوى في انهيار مروِّع، والعملة الخضراء ترتفع صعوداً مجنوناً في هذا  الماراتون غير المتكافئ، في حين يُبشِرنا البعض (يا لها من بشرى) بأنه اذا استمرّت قفزات الدولار بهكذا جري، وهكذا «ريكورد»، فلن تمرّ أسابيع معدودة إلا سيلِج الدولار الواحد عتبة الخمسين ألف ليرة لبنانية… وأن ورقة المليون ليرة سيُدفَع بها الى الأسواق في هذا الصيف حتماً. ولعلّنا سنصل الى يوم يضطر فيه قاصد المطعم لأن يحمل معه «شوالاً» من العملة ليُسدّد ثمن وجبة الطعام. وليس في هذا الكلام أي مبالغة.

 

وبانتظار المزيد من تداعيات هذه الحقبة المأساوية، يُقبِل لبنان، ابتداءً من يوم غد الأربعاء،

 

على إضراب مفتوح في الإدارة اللبنانية المشلولة أصلاً بإضراب حكومة تصريف الأعمال عن تصريفها. وسيستمرّ نحو عشرة أيام قابلة للتمديد.

 

والموجع في هذا المشهد أنه ليس سوريالياً… إنما هو في صلب الواقع، وأننا هنا لنشهد سقوط وطننا بالضربة القاضية؟!.

 

أما السيناريوات المتفائلة التي يَطلعون بها علينا بين حين وآخر، فليؤذَن لنا أن نرى إليها على أنها مجرّد فقاقيع هوائية، وذر للرماد في العيون.