IMLebanon

الأيام حبلى

 

هل صحيح أنّ لبنان انتهى؟

 

السؤال يطرح ذاته، وبشدّة، إذا أعدنا قراءة ما يُكتَب، في هذه الأيام، وما يتمّ تداولُه من نظريات وبيانات وكتابات، بما فيها ما قد يكون ورَدَ في هذه الزاوية، إلى ما هنالك من آراء بعضها يُحسَب له الحساب في مجال التقويم الجدّي، وبعضها الآخر لا يتجاوز السفسطة و»صفّ الحكي»  والكلام الفارغ، وأحياناً كثيرة هو كلام سخيف.

 

في تقديرنا أنّ لبنان إلى مستقبل زاهر، ليس استناداً الى ما قالته، أمس، السفيرة الأميركية السيدة شيا، التي يبقى كلامها في المطلق، صادراً عن أهداف مسبقَة، إنما استناداً الى مواقفَ وقراراتٍ خارجية، بما فيها ما تُقدِم عليه حكومة السفيرة ذاتها. فهل يخطر في بال أحد، مهما بلغت منه السذاجة أعلى حدودها، أنّ الولايات المتحدة الأميركية «تكبّ» مليارَين من الدولارات في إنشاء مبنى جديد لسفارتها، في عوكر، في بلد ذاهبٍ إلى الزوال؟ فهل أنّ الأميركي هو على هذا القدر من الغباء وهو الذي يُحصي أنفاس العالم كلّه بأجهزته البشرية والإلكترونية بالغة التطور؟

 

ثمّ، هل هو غباء أو أنه إهمال أن تتنافس كُبريات الدول، في مشارق المعمورة ومغاربها، على الاستثمار، بعشرات مليارات الدولارات في مشاريع إنشائية لبنانية، على أرض لبنان؟ والمرفأ مِثالاً؟ من الصين إلى فرنسا، ومن الروسيا إلى ايطاليا وبريطانيا (إلخ …)، سواء أعلى صعيد الحكومات، أم على صعيد الشركات العملاقة؟

 

وبالرغم من الفساد الضارب أطنابه في هذا البلد المنكوب، المغلوب على أمره، فإن كنزاً هائل الضخامةِ مدفونٌ في باطن الأرض، تحت أعماق مياهنا الاقتصادية، وهو يبشّر بثروات خرافيّة. وكلّنا يعرف أنّ لُعاب الدول العظمى يَسيل لهذه الثروة التي تُشير الدراسات الجدية، الرصينة، إلى أنها إحدى الأضخم في العالم، ما يُرشّح لبنان إلى زمن من البحبوحة والرخاء والرفاء والازدهار.

 

هذا هو لبنان الواعد. وهذه ليست وعوداً فارغة كالبرق الخُلّب. إذ إنها مبنيّة على حقائق كثيرة لم نُشِرْ إلّا إلى اليسير منها.

 

والمؤلِم أنّ اللبنانيين الذين تتحكّم برقابهم هذه الطبقة السياسية الفاسدة، والفاشلة إلّا بتراكم الثروات الحرام على حسابهم وحقّهم في الحياة الكريمة… يسمعون بهذه الحقائق الزاهية فيما هم يرسفون في قعر الإذلال والمهانة والجوع والفقر.

 

إلّا أنّ الآتي سيكون جميلاً، وصحيح أنّ «الأيام حُبلى ليس يُدرى ما تلِد»… ولكنّ الأصحّ أنّ الإيجابيات آتية. ومن يعِشْ يرَ.