عبثاً تدخل الكنوز الى مغارة مصرف لبنان من صندوق نقد ومن دعم اصدقاء في مؤتمرات وحتى من غاز في بحر. عبثاً يأمل البعض بامكانية انقاذ لبنان واللبنانيين من الجحيم المالي بإمدادات تليق بجهاز تنفس لوطن في كوما! فعلي بابا والأربعون زعيماً مذهبياً قادرون على فتح أنفاق لسرقة وتهريب كل مقدرات جديدة ممكنة للوطن الى حساباتهم المصرفية في خارج حدوده، تماماً كما فعلوا بثروات الوطن وبودائع اللبنانيين. فهم نفذوا أكبر عملية سرقة في التاريخ، بالاضافة الى أكبر عملية تفجير غير نووي في التاريخ في بيروت وفي مرفأ بيروت. ولا شيء يمنعهم من سرقة أي مساعدات جديدة للبنان. إن مجرد تسليم هذه الطبقة السياسية ليرة واحدة من أي جهة كانت هو جريمة ضد الانسانية تُرتكب ضد اللبنانيين!
لبنان يحتاج الى التغيير وليس الى الاصلاح المستحيل!
إن بيضة التغيير السياسي تسبق بالضرورة دجاجة الاصلاح المالي! والحاجة هي الى التغيير وليس الى الاصلاح. وكل ما هو غير ذلك مبني على باطل! فلا ميقاتي كما لا دياب ولا الحريري من قبله قادرون على قيادة اللبنانيين نحو النمو والتنمية، ولا على وضعه على سكة الاصلاح. فثقوب المركب كبيرة لدرجة لا يمكن معها حتى لحسني النية، ان وجدوا، أن يوقفوا أياً من المحميات المالية التي تدر ذهباَ على زعماء المذاهب!
مخدر مؤقت في غياب الحل
ان الحل المالي للأزمة اللبنانية ينتظر بالضرورة الدعم الخارجي. وهو سيكون مخدراً مؤقتاً فقط، وليس أكثر! فأي مساعدة ستكون بهدف عدم موت الشعب اللبناني جوعاً في غياب «مشروع مارشال» لبناني يرتكز على تقديم حزب الله لسلاحه للجيش اللبناني والانخراط في بناء دولة.
الوعد بغد أفضل هو وعد كاذب!
إن الشروط والعوامل والتغييرات السياسية غير متوفرة، لا في النوايا ولا في التنفيذ. مما يدل أن إمكانية الخروج من جهنم معدومة في ظل ميقاتي أو غيره! إن استمرار الأداء الكارثي المبني على المحاصصة والفساد لا يمكن أن يؤدي إلا الى النتيجة نفسها في مزيد من تفكك الدولة! ما يعني أن كل وعد بغد أفضل هو وعد كاذب!