Site icon IMLebanon

تحت الصفر

 

الحكومة في سباق مع الوقت أو هكذا يجب أن تكون… واللبنانيون لم يعد يهمهم، وربما لم يعد يعنيهم بشيء، مَن يكون في السلطة ومَن يكون خارجها، فقد خبروهم جميعاً، ووضعوا العلامات لكل منهم، وهي تراوح ما بين الأثنين على عشرة في أحسن الحالات، وما دون الصفر بقليل…

 

وهذا التقويم، وهذه العلامات أيضاً، ليست من عنديّاتنا، فهي من إنتاج مرجع غير زمني وضعها خلال حديث، ضيّق الإطار، مع أفراد حلقة مصغّرة، اعتاد استقبالهم مرّتين في الشهر مستمعاً إلى معلوماتهم واقتراحاتهم، ومزوّداً إياهم آراءه.

 

يقول المرجع غير الزمني إنه عقد الكثير من الاجتماعات مع ديبلوماسيين وموفدين ومسؤولين، عرب وأجانب، وتبادل وإياهم الأفكار، وعرضوا للوقائع والمستجدات (…) وكان يستخلص في كل مرة، أن النظرة الخارجية إلى أهل السياسة في لبنان لا تشرّفهم، والأكثر أنها تدعو إلى الخجل والقرف في  الوقت ذاته.

 

ومما قاله: اللافت أن هناك اطّلاعاً واسعاً من الخارج على أوضاعنا الداخلية… ويفاجئونك، أحياناً، أنهم يعرفون تفاصيل التفاصيل.

 

كما كان لافتاً، حسب استنتاجه، أن الكثيرين من أهل السياسة اللبنانية، يتناولون بعضهم البعض بالنميمة… وأن أحد الموفدين الأجانب، الذين التقاهم، قال له بالحرف: إن بعضهم افترى على خصمه برواية مفبركة من ألفها إلى يائها، وبدا محدّثي سخيفاً وهو يستجدي مني تصديق كلامه.

 

ومضى يقول: ولفتني أيضاً أن ديبلوماسياً آخر راح يطلق النعوت والصفات على البعض من السياسيين  بتعابير استفزتني، فانتهرته قبل أن أوقفه عن المزيد من الكلام، وإن كنت واثقا تماماً من مطابقة الأوصاف التي أطلقها على الموصوفين!..

 

وقال: صحيح أنني أستُثِرتُ، دائماً، من الانطباعات التي كثيراً ما ينقلها إليّ الزوار الأجانب، ولكن ما يستثيرني أكثر، ويؤسفني  بل ويؤلمني أن هذه»النماذج» هي التي تتولّى الإشراف على مقدّرات  البلاد والعباد، وهي المطلوب منها أن تصلح ما أفسدتْ، وتُعيد بناء ما هدمتْ…

 

وختم قائلاً: والأنكى أنه مطلوب من الداء أن يكون، هو، الدواء.