IMLebanon

حال الإنتظار القاتل

 

يحاول اللبنانيون أن يتناسوا ما هم فيه ولو لفترة فصل الصيف فقط ولذلك تراهم يستمتعون بما تيسر لهم من رفاهيةٍ خاصةً وأن كثيرين منهم أصبح الدولار رفيقهم الدائم بوسيلةٍ أو بأخرى.

 

طبعاً ليس من الخطأ أن يتصرف اللبنانيون هكذا، فهم لو أرادوا الانتظار حتى تأتي الحلول، لانتظروا طويلاً ومن دون أي نتيجة، ولبقيت حال اليأس والإنهيار مسيطرةً عليهم ولن يكون باستطاعتهم أن يغيروا الواقع الراهن لأن من أوصلنا إليه جعل هم الناس الوحيد كيفية الحفاظ على لقمة عيشهم وتأمينها.

 

إلا أنّ كل ما سبق لا يعفينا نحن اللبنانيين من أن نسعى فعلياً لتغيير الواقع القائم، ففصل الصيف سيمضي وستبقى المشكلة قائمة، وسيجهد اللبنانيون لتأمين لقمة عيشهم وستبقى المشكلة قائمةً ومتفاقمةً، وسيبقى من أوصلونا إلى ما نحن عليه من انهيار ممسكين بقرار البلاد مطمئنين إلى سكون الناس، بعضهم لأنه يعيش كما يرغب ولا يبالي، وبعضهم الآخر لأنّ جهده ينصب على تأمين حاجاته ومعيشته اليومية.

 

هذا السبات الشعبي هو واحد من الأسباب الأساسية التي أدت وتؤدي إلى استمرار الانهيار وخراب الدولة، لا سيما وأن مقولة «شو فينا نعمل» عادت لتكون لسان حال الكثيرين وكأنهم استسلموا لقوى الأمر الواقع التي تريد بالفعل أن يبقى اللبنانيون على ما هم عليه اليوم لجهة ترددهم في المواجهة.

 

إزاء هذا الواقع يحتاج اللبنانيون إلى محركٍ يطلق ثورتهم ضد من يأخذهم رهينةً ويساوم عليهم في سوق التسويات، ويفترض بهذا المحرك أن يُفهِم اللبنانيين أن استمرار الواقع الحالي سيأخذهم إلى خيارات سيئة أولها استقرار ورفاهية مزيفة تنتهي في لحظة توتر أمني، وثانيها هجرة لن تبقي على أي طاقة لبنانيةٍ، وثالثها فوضى تصيب الغني والفقير، فهل نستعيض عن إحباط كل هذه الكوارث باستمرار حال الانتظار؟