Site icon IMLebanon

يَجمع ولا يفرِّق…

قد يبدو بعض الكلام حول الفراغ الرئاسي أقرب إلى الأمنيات والتمنّيات. ولكن، لا بدّ من أن يؤخذ في الاعتبار واقع الحال في لبنان والمنطقة، وأن يركّز الاهتمام العربي والدولي على هذا “البند” الحيوي والمصيري، مما يحثّ المعنيين على دخول الورشة الرئاسيّة اليوم قبل غد.

هنا يبدأ حكّ الدماغ، والتفكُّر والتأمُّل، وطرح الأسئلة المرتبكة على هذا المسؤول أو ذاك السياسي. مثلاً: ما هي الاحتمالات الممكنة لانفراج واسع النطاق يتيح للقيادات المعنية مجال التوافق على رئيس يجمع ولا يفرِّق؟

هل كان للتمديد دور على الصعيد الرئاسي، وهل تتمُّ الفرحةُ في غضون أسابيع قليلة كما يحلو لبعضهم التأكيد والتشديد؟

في رأي بعض أركان المطبخ السياسي أن أفق الاستحقاق الرئاسي لم يعد قاتماً أو مقفلاً كما كان قبل احتفالية التمديد. وساعته آتية لا ريب فيها.

كيف، ومَنْ، ومتى؟

ثمة من يتبرّع في هذا المجال بالقول إن ورشة تظهير الصورة الرئاسيّة، بكل أبعادها وألوانها ومعدّاتها، قد بدأت فعلاً إنما رويداً رويداً، على طريقة الحنجلة التي تسبق الدبكة عادة…

وليس مستبعداً أن تشهد المرحلة اللبنانيّة المقبلة تحوّلات مفاجئة وإيجابيّة على هذا الصعيد. وبعضهم يذهب إلى حد الجزم بأن أهل الثامن من آذار وأهل الرابع عشر منه لن يتردّدوا طويلاً في التخلّي عن مرشحيهم تمهيداً للاتفاق على رئيس يلاقي قبولاً وترحيباً داخليّاً وعربيّاً ودوليّاً.

ويقترن هذا الكلام الجديد، الذي يثير الدهشة قبل الاعجاب والتعجّب، بالإشارة إلى أن لبنان قد يشهد انتخابات نيابيّة جديدة مطلع حزيران، وعلى أساس قانون انتخاب جديد.

وتذهب التقديرات والتحليلات إلى حدّ الإعلان، براحة العارف المطمئن، عن مفاجأة متلازمة مع هاتين المفاجأتين، تتحدّث بدورها عن موسم سياحي اصطيافي يشبه مواسم ذلك الزمان الجميل.

ولهذه الأسباب ستكون الانتخابات النيابيّة منتهية قبل انتهاء حزيران.

ولن تكون هناك دواليب تقطع الطرق، ولا أجنحة عسكريّة تكمل ما تبدأه الدواليب عادة…

كلام من كعب القلب والعقل، لا من كعب الدست أو الطنجرة. ومع ذلك، وعلى رغم صعوبة تبنّي كل هذا الدفق من التفاؤل والإيجابيّات والتطمينات، فإن الآتي من الأيام والتطوّرات سيحمل إلى اللبنانيّين الخبر اليقين.

أما الامتحان الحقيقي لكل هذا الإسراف في البشائر الخيرة، فيكمن أولاً وأخيراً في المادة الصعبة. أي، في الفراغ الرئاسي، فهل يمتلئ وتصدق التوقّعات، أم تتبدّد الأمنيات كأحلام ليلة صيف؟